امتدت دائرة الاحتجاجات المناهضة لعنف الشرطة اللامساواة العرقية والعنصرية تعاطفا مع الاحتجاجات التي تجتاح الولاياتالمتحدة إثر مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصول إفريقية على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس في 25 مايو الماضي الى عدد من مدن العالم رغم استمرار أزمة وباء كوفيد-19. فمن بريطانيا إلى أستراليا، مرورا بفرنساوتونس، تحدى السبت عشرات آلاف المتظاهرين في عدة أنحاء من العالم دعوات السلطات إلى البقاء في المنازل بسبب الأزمة الصحية، ونزلوا إلى الشوارع تعبيرًا عن الغضب إزاء العنصرية وعنف الشرطة غير المبرر في أعقاب وفاة الأمريكي ذو البشرة السمراء جورج فلويد اختناقا على يد شرطي أبيض، في حركة احتجاجية غير مسبوقة انبثقت من تلك التي عمّت الولاياتالمتحدة. وبعد ساعات من التجمع السلمي، اندلعت صدامات نهاية النهار عند مشارف داونينغ ستريت في وسط لندن. وجرى رمي مقذوفات وزجاجات باتجاه الشرطة التي سعت إلى تفريق المتظاهرين. وكان المتظاهرون الذين قدّروا بالآلاف تجمعوا أمام مقر البرلمان غير البعيد، رافعين لافتات تستعيد شعار "حياة السود تهم". وكانوا بغالبيتهم يرتدون الكمامات في غالبية الأحيان ولكن من دون احترام قواعد التباعد. "وباء" آخر وردد المتظاهرون في لندن إنّ "المملكة المتحدة ليست بريئة"، وأدوا دقيقة صمت راكعين ورافعين الأيدي، قبل أن يتوجه بعضهم نحو السفارة الأمريكية. وكان المشهد مشابها في مدينة مانشستر (شمال-غرب)، إذ تجمع الآلاف من أجل "وضع حد للعنصرية" التي وصفت بأنّها "وباء" آخر. وفي أستراليا - التي افتتحت سلسلة التظاهرات السبت، تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد رافعين لافتات كتب عليها "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى كلمات جورج فلويد الأخيرة بعدما بقي نحو تسع دقائق يعاني من وضع الشرطي ركبته فوق عنقه إثر توقيفه لمخالفة بسيطة. وفي فرنسا - حيث أحيت المأساة الأمريكية ذكرى آداما تراوري ذي الأصول الإفريقية والذي توفي في 2016 بعد توقيفه من قبل الشرطة، جرى تنظيم تحركات في عدد من المدن تنديداً "بالعنصرية" و"الإفلات من العقاب السائد" في صفوف القوى الأمنية. واتصف انتهاء التجمّع في مدينة ميتز بحدوث صدامات أصيب خلالها نائب عام المدينة بجروح طفيفة. وفي ألمانيا - تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد. كما أعرب لاعبو فريق بايرن ميونيخ، متصدر البطولة المحلية لكرة القدم، عن التضامن خلال إجرائهم تمارين الإحماء مرتدين قمصانا كتب عليها "بطاقة حمراء ضد العنصرية - حياة السود تهم"، وذلك قبيل مباراتهم في مواجهة ليفركوسن. وفي إيطاليا - بالساحة الرئيسية لمدينة تورينو شمالي البلاد، وقف شبان لثماني دقائق صامتين. وفي تونس - طالب نحو 200 شخص "بالتنفس" في مواجهة العنصرية التي "تخنق" في هذا البلد. وفي بولندا - تظاهر نحو ألف شخص في العاصمة وراسو، انضم إليهم المرشح اليساري إلى الرئاسة روبرت بيدرون. وقالت ليديا نووليسا التي ترأس جمعية مناهضة للعنصرية وهي متزوجة من نيجيري، "أؤيد المتظاهرين في الولاياتالمتحدة، حتماً. لكنني أيضاً هنا من أجل رفاه أبنائي ومستقبل بلدهم لأنني أريدهم أن يكونوا منفتحين ومتسامحين".