تشهد محافظة مأرب زخماً شعبياً ورسمياً لإحياء الذكرى السنوية للشهيد من خلال تنظيم العديد من المعارض والفعاليات والأنشطة المكرسة لهذه الذكرى. حيث تضمنت الفعاليات بهذه الذكرى زيارات ميدانية لأسر ورياض الشهداء في أغلب المديريات المحررة وفاءً وعرفاناً بتضحيات الشهداء. وبتفاعل مجتمعي وأشراف رسمي، أقيمت أكثر من ستة معارض لصور الشهداء بمديريات حريب القراميش وبدبدة وماهلية بالإضافة الى معرض مركزي في العاصمة صنعاء وكذا معرضين لشهداء المنطقتين العسكريتين الثالثة والرابعة. احتوت تلك المعارض على صور للشهداء ومجسمات ولوحات فنية أبرزت تضحيات أبناء المحافظة وصمودهم في مواجهة العدوان ومرتزقته. على صعيد الزيارات الميدانية شكلت لجان مجتمعية برئاسة محافظ المحافظة علي محمد طعيمان وعضوية وكلاء المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية والمديريات بالتنسيق مع المكتب الإشرافي لأنصارالله ومؤسسة الشهداء لزيارة أسر الشهداء وتلمس أحوالهم وتقديم هدايا رمزية لهم. وبدأت اللجان الزيارات من أول أيام ذكرى سنوية الشهيد التي تستمر أسبوع، تعبيراً عن الوفاء لأسر الشهداء وماقدموه من تضحيات في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله. ولقيت الزيارات الميدانية تقديرا من أسر الشهداء الذين جددوا العهد بالسير على درب الشهداء والإنتصار للقيم والمبادئ العظيمة التي بذل الشهداء أرواحهم رخيصة من أجل ترسيخها. واعتبر محافظ مأرب في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فعاليات الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام بالمحافظة هي الأكثر زخماً على المستويين الرسمي أو الشعبي مقارنة بالأعوام السابقة. ولفت إلى أن المديريات المحررة مؤخرا شهدت فعاليات هي الأولى من نوعها وكان ذلك بفضل تضحيات الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لتحرير المحافظة من دنس العدوان ومرتزقته. ونوه المحافظ طعيمان بتضحيات قبائل مأرب في مواجهة العدوان، حيث لا تكاد تخلو أسرة أو قبيلة من شهيد أو جريح قدمته دفاعا عن الوطن. وأوضح أن بعض الأسر قدّمت أكثر من خمسة شهداء، ما يجسد حجم التضحيات لأبناء المحافظة، بعكس ما تنشره أبواق العدوان من أن مأرب حاضنة لقوى الغزو والإرتزاق. ولفت طعيمان إلى اهتمام السلطة المحلية بأسر الشهداء بالتنسيق مع مؤسسة الشهداء من خلال توفير الرعاية اللازمة لهم بحسب الإمكانات المتاحة، وتقديم التسهيلات لهم في مختلف المجالات عرفاناً لما قدمه ذويهم من عطاء لا يساويه أي عطاء. بدوره أوضح مدير فرع مؤسسة الشهداء بالمحافظة عزيز الزايدي، أن فعاليات ذكرى سنوية الشهيد بمحافظة مأرب كانت الأوسع من خلال تنفيذ المؤسسة بالتعاون مع الشركاء والجهات الداعمة للعديد من المبادرات الإنسانية للتخفيف من معاناة أسر الشهداء. وأشار إلى أن المؤسسة وزعت أكثر من 565 سلة غذائية لأسر الشهداء وصرف نحو اثنين مليون و500 ألف ريال رعاية ل126 طفلاً وطفلة من أبناء الشهداء. وأكد الزايدي أنه سيتم صرف راتب شهر لكل أسرة شهيد في المحافظة ابتداء من السبت المقبل .. مبيناً أن المؤسسة تسعى لتوسيع أنشطتها في خدمة ورعاية أسر الشهداء وتلمس أحوالهم، سيما في ظل الظروف الراهنة والناتجة عن تداعيات العدوان والحصار. الحاج عبدالله راشد العيال من أبناء مديرية صرواح والد أربعة شهداء، أكد اعتزازه بتضحيات أبنائه في الدفاع عن الوطن .. مؤكدا السير على دربهم والصمود في مواجهة العدوان مهما كانت التضحيات. وتشهد معارض ورياض الشهداء زيارات مجتمعية مكثفة من مختلف فئات المجتمع المأربي وتنظيم محاضرات للتذكير بعظمة الشهداء وتضحياتهم ومآثرهم الخالدة. ونظم القطاع التربوي بالمحافظة فعاليات طلابية في عدد من المدارس بمديريات بدبدة وحريب القراميش وصرواح، شهدت خلالها مشاركات أكدت أهمية تعزيز ثقافة الجهاد والإستشهاد في نفوس المجتمع. كما شهدت مديريات ماهلية وحريب القراميش وبدبدة لقاءات قبلية حاشدة، للتأكيد على مضي الجميع على درب الشهداء ومواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر وتحرير المحافظة من دنس العدوان ومرتزقته. يذكر أن الفعاليات المجتمعية بذكرى سنوية الشهيد مستمرة في مختلف المديريات، ما يعكس مكانة الشهداء في نفوس المجتمع، حيث شكلت تضحيات الشهداء منطلقاً لتحرير مناطق واسعة من المحافظة والتي باتت تنعم بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة.
