تنطلق اليوم بطولة كأس العالم للقارات في البرازيل بمشاركة ثمانية منتخبات و بمباراة افتتاحية قوية بين اليابان والبلد المضيف. وتقام البطولة في ست مدن برازيلية هي: برازيليا، بيلو هوريزونتي، فورتاليزا، ريسيفي، ريو دي جانيرو وسالفادور. وتلتقي البرازيل مع اليابان في المباراة الافتتاحية على ملعب ماني غارينشا في برازيليا العاصمة. وأنهى لاعبو منتخب البرازيل استعدادتهم لخوض البطولة، في العاصمة برازيليا حيث ستقام المباراة الافتتاحية. ولا يدخل المنتخب البرازيلي، حامل لقب البطولة، مرشحا كما جرت العادة خصوصا بعد تراجع تصنيفه العالمي الى المرتبة الثانية والعشرين. وبدوره انهى المنتخب الياباني استعداداته لخوض البطولة، حيث اجرى لاعبوه تدريباتهم على ملعب مدينة غاما البرازيلية. ولم يسبق لمنتخب اليابان ابدا الفوز على منتخب السامبا، وكانت آخر مباراة جمعتهما في اكتوبر الماضي قد انتهت بفوز البرازيل بأربعة أهداف دون مقابل. وتشهد نسخة هذا العام لكأس القارات مشاركة لافتة لعدد كبير من نجوم الكرة في العالم حيث تزخر المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة بنجوم كبار مثل جيان لوكا بوفن حارس المنتخب الايطالي وخافي وجيرارد بيكي من اسبانيا، ومن نيجيريا سيكون هناك جون اوبي ميكيل ومن الارغواي لويس سورايز. لكن عناصر الجذب في هذه البطولة لن تقتصر على مشاركة منتخب اسبانيا بطل العالم او مشاركة منتخب هاييتي المغمور، فكأس القارات سيشهد لأول مرة اعتماد التكنولوجيا على خط المرمى من قبل الفيفا. و تضم المجموعة الاولى منتخبات البرازيل وإيطاليا والمكسيكواليابان فيما تضم المجموعة الثانية منتخبات اسبانيا والاروغواي ونيجيريا وهاييتي، وهي المنتخبات الفائزة ببطولات قاراتها اضافة الى حامل اللقب وهي البرازيل التي تنظم البطولة. و تقام البطولة كل اربع سنوات بمشاركة ستة منتخبات عن الاتحادات القارية التي تمثل الفيفا، ولأن اسبانيا فازت بكأس العالم وكأس اوروبا، وتمت دعوة المنتخب الإيطالي وصيف بطل اوروبا ليمثل القارة الاوروبية. وستكون البطولة بمثابة اختبار هائل للبرازيل لقياس مدى قدرتها على استضافة كأس العالم في العام المقبل، حيث سيتم استخدام ستة ملاعب من الملاعب ال12 التي تستضيف المونديال، وتقام المباراة النهائية على ملعب ماراكانا الذي أعيد افتتاحه مؤخرا. وقال وزير الرياضة البرازيلي الدو ريبيلو "ستساعدنا بطولة القارات على التحضير جيداً لكأس العالم. إذا سارت جميع الأمور بشكل جيد في ما يتعلق بالأمن، المواصلات، المطارات والمراقبة، سأكون سعيداً". ورفض روبيلو الانتقادات التي وجهت لمنظمي البطولة التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 30 يونيو/حزيران الجاري. ورد روبيلو على الانتقادات -التي وجهت بسبب التأخر في أعمال البناء بملعب ماراكانا- بأن العمل انتهى تماما في الموعد المحدد. بدوره أكد رئيس اللجنة المنظمة للمونديال جوزيه ماريا مارين أن البرازيل مستعدة الآن لضربة بداية كأس القارات اليوم السبت عبر مباراة البرازيل واليابان. أما أمين عام الاتحاد الدولي جيروم فالك فقال "بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها جميع الاطراف، سنكون على الموعد بالطبع، ربما مع بعض التأخير في التسليم". لكنه حذَّر من أن هذا التأخير لن يكون مسموحاً في ما يتعلق بكأس العالم حيث يتعين أن تنجو أعمال البناء او الترميم كحد اقصى في كانون الاول/ديسمبر المقبل. من جانبه أعرب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن ارتياحه لمستوى تحضيرات البرازيل لاستضافة كأس القارات بداية من يوم الغد وكأس العالم في العام المقبل، وذلك رغم تواصل العمل في بعض الجوانب. وقال جوزيف بلاتر بعد لقائه بأعضاء اللجنة المنظمة لكأس القارات في ريو دي جانيرو "بالنسبة لي الأمر ليس مفاجئا فيما يتعلق باستمرار الحاجة إلى بعض العمل، ستكون هناك أمور ينبغي تسويتها في اللحظات الأخيرة". واضاف في مؤتمر صحافي عقده في ريو دي جانيرو اول امس الخميس رداً على التأخير في الأعمال "أعتقد بان بعض المشاكل ستحل في الدقيقة الاخيرة". ويرى بلاتر أن البطولة لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها اختبار للمنظمين البرازيليين قبل كأس العالم، وقال "نسخة كأس القارات العام الحالي هي احتفال الأبطال، إنها ليست بروفة لكأس العالم، إنها تعطي الفرصة للمنظمين بأن يكون لديهم بطولتان، واحدة تلو الأخرى". على الرغم من انفاق الحكومة لمبلغ مقداره 15 بليون دولار من أجل كأس القارات وكأس العالم، فإن البلاد تعاني من الناحية اللوجستية. وواجهت اللجنة المنظمة صعوبات في انهاء اعمال البناء او ترميم الملاعب الستة التي تستضيف منافسات كأس القارات وذلك بسبب الاضرابات المتكررة للعمال. سلمت أربعة ملاعب من أصل ستة للاتحاد الدولي بعد الموعد المحدد، كما أدى خطأ بشري في مدينة سلفادور الشمالية الشهر الماضي إلى انهيار سقف الملعب الجديد ارينا فونتي بسبب الامطار الغزيرة التي هطلت. وسيلعب منتخب البرازيل المرشح بقوة للبطولة بنخبة موهوبة من النجوم على رأسهم لاعب تشلسي أوسكار ونجم برشلونة نيمار بالاضافة الى اللاعب المخضرم كاكا. وستكون هذه البطولة فرصة أمام كتيبة المدرب فيليبي سكولاري الذي قاد منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي للمرة الخامسة عام 2002، إلى اكتساب الخبرة والاحتكاك ورفع المعنويات قبل البطولة الكبرى المقررة بعد عام من الآن. وخاضت البرازيل تجربتين استعداداً لبطولة القارات، فتعادلت مع انكلترا 2-2 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو وفازت على فرنسا 3-صفر في بورتو اليغري. حذر سكولاري من خسارة اولى مباريات فريقه في كأس القارات التي تنطلق اليوم أمام اليابان. وكان سكولاري مدربا للبرتغال عندما خسرت أمام اليونان في المباراة الأولى لكأس اوروبا 2004 التي استضافتها ثم خسرت مجددا أمام نفس المنافس في النهائي بعد ثلاثة اسابيع. وقال سكولاري في مؤتمر صحفي امس الجمعة "لا يجب أن نخسر المباراة الأولى ... عندما خسرت البرتغال أمام اليونان في افتتاح كأس اوروبا عام 2004 كان الوضع سيئا." وأضاف "الخسارة تصعب الأمور وتخلق وضعا سيئا... يجب الفوز بالمباراة الأولى. لا أتفق مع الذين يقولون إن المنتخب الياباني لا يتمتع بالمهارة ولا التاريخ." وتابع قائلا "اليابان أول منتخب يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 وسوف يكون منافسا شرسا. اذا خسرنا فسوف يتعين علينا القيام بما فعلناه في البرتغال والفوز بالمباراتين التاليتين للتأهل." وأكد سكولاري أنه لا يشعر بأي ضغوط بخلاف التوقعات المألوفة خاصة في ظل لعب البرازيل على أرضها. وقال "بالطبع هناك ضغوط على البرازيل لكن ذلك يرجع إلى أنها تعد دائما من القوى الكبرى في عالم الكرة ومن المتوقع دائما أن تنافس على اللقب." وجاءت فكرة البطولة عندما نظمت الأروغواي في عام 1980 ما عرف بكأس العالم المصغرة احتفالا بالذكرى الخمسين لفوزها بكأس العالم. ودعيت الى البطولة آنذاك كل المنتخبات الستة الفائزة بكأس العالم قبل ان يتم تطوير هذه الفكرة باتجاه قاري عبر إقامة مسابقة عالمية خارج اطار كأس العالم فيما عرفت بكأس ارتيمو فرانكي والتي كانت تجمع بين الفائزين في بطولة كأس الأمم الاوروبية وكأس أمريكا الجنوبية. بعدها تكفلت السعودية بإقامة البطولة على نفقتها، وكانت تقام تحت اسم كأس الملك فهد (كأس الأبطال القارية)، وهي فكرة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم آنذاك. وقد انطلقت البطولة في العام 1992 برعاية شاملة من الحكومة السعودية وكانت البطولة آنذاك تقام كل سنتين، حيث استضافت السعودية أول نسختين من كأس الملك فهد حتى قرر الفيفا إدراجها كبطولة رسمية في العام 1997 وتستضيفها السعودية أيضا بمشاركة المنتخبات الحائزة على لقب القارة التي تلعب تحت مظلة اتحادها القاري. وفي 1997 تم تغير اسم البطولة إلى كأس القارات بعد أن دخلت تحت أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وخرجت للمرة الأولى من السعودية لتستضيفها المكسيك عام 1999 وتصبح ثاني بطولة تنظمها الفيفا من حيث الاهمية. الهدف من اقامة البطولة وفي عام 2005، قرر الفيفا إقامة البطولة كل 4 سنوات وذلك باعتمادها بطولة اعدادية لبطولة كأس العالم، بحيث تكون بطولة تنشيطية قبل بطولة كأس العالم بسنة واحده وفي نفس الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لاختبار تجهيزات البلد المضيف، وأيضا من أجل إتاحة الفرصة لمنتخب البلد المنضم لكأس العالم لخوض أكبر عدد ممكن من المباريات الرسمية. وفي الوقت نفسه تم جعل خيار مشاركة أبطال أوروبا وأبطال أمريكا الجنوبية اختياريا.