يشهد محيط المجلس الوطني التأسيسي في /باردو/ بضواحي غربي تونس العاصمة حاليا حالة استنفار أمني رافقها غلق لكل الطرق المؤدية إلى المجلس، واستعمال مفرط للغاز المسيل للدموع لتفريق وقفتين احتجاجيتين ،الأولى مساندة للشرعية ولحركة النهضة التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم، والثانية تنادي بإسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي. وقد قامت قوات الامن في مرحلة أولى بتفريق المتظاهرين المشاركين في الوقفتين الاحتجاجيتين قبل أن يعاودوا الى التوافد والتجمع من جديد، والشروع في تبادل الاتهامات ومحاولة التصادم، مما دفع قوات الأمن الى استعمال الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم والحيلولة دون التحامهم. ووصلت تعزيزات أمنية أمام مقر المجلس في ظل تواصل توافد الحشود من المتظاهرين المنادين بحل المجلس القادمين من مقبرة الجلاز، بعد أن تمت دفن جثمان الراحل محمد البراهمي. وتطارد قوات الأمن الان المحتجين في الطرق المحاذية لمقر المجلس باستعمال الغاز المسيل للدموع. وقد رفع المتظاهرون في الوقفة الاحتجاجية المساندة للشرعية شعارات مؤيدة لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي وللشرعية الانتخابية، وإقصاء فلول النظام السابق على غرار "لا رجوع لا حرية للعصابة الدستورية". في المقابل رفع المتظاهرون في الوقفة الاحتجاجية المنددة باغتيال البراهمي امس الاول شعارات تنادي بحل المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط الحكومة من قبيل "العصيان العصيان حتى يسقط النظام" و"ثوار ثوار حتى نكمل المشوار".