دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم الأربعاء الى ايجاد حلول سياسية للازمة السورية بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي. وترأس سليمان اجتماعا حضره رئيس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء أعاد خلاله التذكير ب "الثوابت اللبنانية التي تدعو الى ايجاد حلول سياسية للازمة السورية بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي" ، بحسب بيان صادر عن مكتب الاعلام الرئاسي. وشدد على ضرورة "الاستمرار في متابعة خطوات واجراءات معالجة ازمة النازحين من سوريا بما تشكله من اعباء وتحسبا لاي تطورات واحتمالات". وجدد سليمان دعوة القوى السياسية اللبنانية ل"اعادة الاعتبار الى سياسة النأي بالنفس تجاه الأزمة السورية على اساس (اعلان بعبدا) وتغليب المصلحة الوطنية خصوصا في هذه المرحلة على اي اعتبار آخر". وينص (اعلان بعبدا) الصادر عن (هيئة الحوار) في العام الماضي على تحييد لبنان وعدم السماح باستعمال لبنان مقرا أو ممرا أو منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين. وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور للصحفيين عقب الاجتماع انه "تقرر متابعة معالجة مشكلة النازحين السوريين الى لبنان بما يتوافق مع الواجبات والالتزامات الانسانية والقانونية اضافة الى واجب تحصين لبنان وحمايته من أي تداعيات سلبية والتحسب لأي تطورات او أعباء اضافية قد تنتج عن تنامي حدة التوتر". وأشار أبو فاعور الى أنه "تم التوافق خلال الاجتماع على اتخاذ تدابير محددة لضبط النزوح السوري بما يشكله من أعباء بالتعاون مع الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية المعنية". ويتجاوز عدد النازحين السوريين الى لبنان بحسب آخر تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 703 آلاف شخص،فيما توقعت ممثلة المفوضية في بيروت نينيت كيللي ان يصل عدد النازحين السوريين الى لبنان الى المليون في نهاية العام الجاري. من جانبه حذر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور من "خطورة اي عملية عسكرية ضد سوريا خارج اطار الاممالمتحدة ومجلس الامن". واعتبر منصور في حديث اذاعي بث اليوم ، أن أي عملية خارج الاطار الدولي تشير الى ان " صاحب القوة يستخدمها متى اراد ولهذا تبعات خطيرة على المجتمع الدولي". واعرب عن اعتقاده ان "توجيه اي ضربة عسكرية الى سوريا ستكون له تداعيات خطيرة على لبنان الذي يمر بظروف صعبة وانشقاق عمودي بين الفرقاء". وقال ان "المطلوب اليوم من الدولة سياسيا وامنيا واجتماعيا ان تعالج ما قد يطرأ على لبنان في حال ضرب سوريا"... داعيا الحكومة الى "عقد اجتماع ولو كمجلس مصغر للوزارات ذات العلاقة". وكان منصور حذر في تصريح يوم أمس الثلاثاء من أن "لبنان لن يقف مكتوف الأيدي في حال استغلت إسرائيل العدوان على سوريا وفتحت جبهة ضد (حزب الله) في الجنوب"... مؤكدا أن "المقاومة جاهزة في أي وقت لأي عدوان رغم مشاركتها في القتال في سوريا، وهي وجدت من أجل الدفاع عن لبنان وعن أرضه مع الجيش اللبناني". وتأتي المواقف اللبنانية في وقت تتواتر فيه تقارير عن احتمال توجيه ضربة عسكرية غربية لسوريا على خلفية اتهام قواتها النظامية بشن هجوم بأسلحة كيماوية قرب دمشق قبل اسبوع خلف نحو 1300 قتيل. ويشهد لبنان انقساما سياسيا كبيرا في ظل استمرار تعذر التوافق على تشكيل حكومة جديدة منذ أربعة أشهر مع تصاعد وتيرة الاحتقان المذهبي على خلفية الحملات الإعلامية والسياسية بين فريق داعم للرئيس السوري بشار الأسد وآخر مؤيد للمعارضة في الحرب السورية المشتعلة منذ أكثر من عامين ونيف.