تصاعد الحراك الدبلوماسي الدولي مؤخرا استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية على النظام السوري، جراء مذبحة الغوطة الشرقية حيث أعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بوضوح أن القوات السورية استخدمت سلاحا كيمياويا فجر الأربعاء الاسبوع الماضي, وأن ذلك يستدعي ردا, دون أن تحدد بعد موعدا للعملية العسكرية المحتملة. فعبد توسيع الولاياتالمتحدة وجودها في البحر الأبيض المتوسط، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إرسال ست طائرات حربية إلى قاعدتها بقبرص، ونقلت تقارير صحفية فرنسية أن باريس أرسلت فرقاطة لتنضم للأسطول الحربي المرابط قبالة السواحل السورية. وبينما رصدت حشود للقوات الأميركية والأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية قررت روسيا –حليفة نظام دمشق- إرسال سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن بلاده أرسلت ست طائرات من سلاح الجو الملكي من طراز تايفون إلى قاعدة أكروتيري البريطانية بقبرص. واعتبر المتحدث أن هذا التحرك مجرد إجراء احترازي لضمان حماية المصالح البريطانية والدفاع عن مناطق قواعد بريطانيا السيادية في فترة تشهد تصاعدا في التوتر بالمنطقة كما أكد أن هذا التحرك هو لقطع دفاعية تعمل في الأجواء ولن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا. وتقع قبرص على بعد 200 كلم فقط عن الساحل السوري، كما أن لبريطانيا أيضا سفنا حربية في البحر المتوسط. وفي سياق متصل نقلت صحيفة (لوبوان) الفرنسية عن مصادر مطلعة اليوم أن فرنسا أرسلت فرقاطة شيفالييه بول الحديثة لتنضم إلى الأسطول الحربي الدولي المرابط قبالة السواحل السورية. وأوضحت المصادر أن باريس قررت أن ترسل سراً فرقاطة بول شيفالييه لتنضم إلى مجموعة من السفن الأميركية والبريطانية المرابطة هناك. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقاطة مجهزة بصواريخ موجهة، وتعد من أحدث قطع البحرية الفرنسية في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رصد مسؤولين وشهود عيان أمس الأربعاء حشودا للقوات الأميركية الأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية. وقال المسؤولون والشهود إن العشرات من الدبابات والطائرات المقاتلة انتشرت أيضا على الحدود البالغ طولها 370 كلم. ونقلت الوكالة عن قائد عسكري أردني غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الإعلام أن "القوات الأميركية والأردنية تدربتا معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو". وأشار عدد من السكان المحليين المقيمين قرب بلدة رمثا الحدودية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية، إلى أن العديد من الطائرات بدون طيار تراقب المنطقة الحدودية. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية قررت توسيع وجودها في البحر المتوسط فجر السبت الماضي، ونقلت وكالة رويترز حينها عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن السفينة ماهان كانت قد أنهت مهمتها ومن المقرر أن تعود لقاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، ولكن قائد الاسطول السادس الامريكي قرر إبقاء السفينة في المنطقة. وفي مقابل حشود الولاياتالمتحدة وحلفائها قالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية اليوم إن روسيا تعتزم إرسال سفينتين إلى قواتها البحرية في شرق البحر المتوسط.ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام القادمة بسبب "الوضع المعروف جيدا" في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا.لكن البحرية الروسية نفت في وقت لاحق أن يكون لإرسال السفينتين صلة بالأحداث في سوريا، وقالت إنه يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط ولم تذكر البحرية نوع السفن التي تتجه إلى المنطقة ولا عددها. وكان تقرير الوكالة الأول قد أوضح أن الهدف من إرسال السفن هو تعزيز الوجود البحري وليس الهدف أن تحل محل السفن في البحر المتوسط، ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين التصريحين. تجدر الإشارة إلى أن روسيا لديها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تلوح في الأفق ضربة عسكرية أميركية وشيكة على سوريا، على خلفية اتهام دمشق باستخدام السلاح الكيمياوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات. ومن المتوقع أن تستهدف الضربات الجوية الغربية على سوريا أهدافا للجيش السوري وأجهزة الاستخبارات، كما قد تطال مواقع رمزية للنظام، إلا أنها لن تغير موازين القوى في البلاد، وفق تقديرات خبراء. ويؤكد هؤلاء الخبراء أن هذه الغارات ستُشن بواسطة صواريخ توماهوك موضوعة على سفن في المتوسط أو مقاتلات قاذفات قنابل تحلق خارج المجال الجوي السوري. كما تهدف هذه الضربات إلى "معاقبة" نظام بشار الاسدوتوجيه رسالة له، وليس للقضاء على قدراته الجوية أو إعطاء تقدم إستراتيجي للمعارضة، وفق الخبراء. ويعتبر الحرس الجمهوري من أكثر الوحدات تسليحا وتدريبا في سوريا ويقوده ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، كما أنه مكلف خصوصا بالدفاع عن العاصمة.