انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة السنوية ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك بمشاركة اليمن بوفد يرأسه وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي. ويجتمع اليوم نحو مائة وثلاثين من قادة العالم في مقر الأممالمتحدة في نيويورك في انطلاق مناقشة الجمعية العامة السنوية، الهادفة إلى تهيئة الساحة لوضع جدول أعمال التنمية العالمي الجديد الذي ينطوي على حماية الكوكب ويعزز الإنصاف والعدالة والرخاء لجميع سكان الأرض. وسيكون موضوع المناقشات العامة للدورة ال68، التي تستمر حتى الأول من أكتوبر المقبل، هو "جدول أعمال التنمية ما بعد عام 2015: تحديد المرحلة" وذلك بحسب ما قاله الرئيس الجديد للجمعية العامة جون دبليو أش لدى انتخابه يوم 14 يونيو 2013.. والذي تولى الرئاسة الدولية للدورة الحالية. وقال رئيس الدورة جون آش، وهو من دولة أنتيغوا وبربودا الواقعة في منتصف جزر ليوارد في الكاريبي الشرقي، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إنه سيعقد ثلاث فعاليات رفيعة المستوى وثلاث مناقشات مواضيعية لإعطاء الأعضاء ال193 في الأممالمتحدة فرصة ل"تجسيد الأفكار" حول مجموعة متنوعة من القضايا التي يعتقد أنه ينبغي إدراجها في جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015، وهو الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وأضاف "وليس القصد هو أن يكون النقاش من أجل النقاش.. ولكن للنظر في إمكانية مساهمة هذه العناصر في جدول الأعمال ما بعد عام 2015". وأشار إلى أن الجمعية العامة ستستضيف هذا العام أيضا ثلاث مناقشات مواضيعية حول دور الشراكات، ومساهمة المجتمعات المستقرة والسلمية في التنمية، وطريقة مساهمة المياه والصرف الصحي الطاقة المستدامة في جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. وتهيمن تطورات الوضع السوري والمرونة التي أبدتها إيران لإجراء محادثات مع الغرب على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت اليوم. هذا ومن المقرر أن يلقي نحو 84 من رؤساء الدول، و41 من رؤساء الحكومات، و11 نائب رئيس وزراء و65 وزير خارجية خطابا أمام الجمعية حول التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتغير المناخ، وحقوق الإنسان، ومجموعة من قضايا السلام والأمن. وتنعقد الجمعية العامة في دورة عادية مكثفة سنويا من سبتمبر إلى ديسمبر كل عام، ثم تجتمع بعد ذلك إذا اقتضى الأمر.. حيث عقدت الدورة السابعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأممالمتحدةبنيويورك، في 18 سبتمبر 2012.. وانتخب الصربي فوك يرميتش رئيسا لها. ودعت الجمعية العامة كافة الدول الأعضاء إلى الاستعداد لمرحلة برنامج التنمية الجديد والذي سيكون تنمية عالمية يتم التفاوض بشأنها بعد عام 2015. وشددت الأممالمتحدة على ضرورة أن يتناول جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 مباشرة حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وحثت زعماء العالم على تبني السياسات الوطنية والدولية التي تعمل على تعزيز تنمية شاملة لمسائل الإعاقة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الثلاثاء رؤساء الدول والحكومات المجتمعين في نيويورك إلى "الاستماع لنداء التاريخ" ومن خلال العمل الجاد والالتزام والنزاهة، الاستجابة لمطالب شعوبهم العادلة من أجل كرامة الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة.. معلنا أن "القيادة تحدث فرقا". وقال في سياق تقديم تقريره السنوي عن أعمال المنظمة إنه يتعين على الدول الأعضاء اتخاذ خطوات جريئة والعمل معا لمعالجة مجموعة من الشواغل "من صياغة جدول أعمال الاستدامة لما بعد عام 2015، إلى الاتفاق على نظام جديد لتغير المناخ، وجلب الأطراف في سورية إلى طاولة المفاوضات لإنهاء ما يقرب من ثلاث سنوات من إراقة الدماء"، "نحن لا نجتمع للحفاظ على الوضع القائم، ولكن لنقود عالمنا إلى الأمام". وأشار بان كي مون إلى أن العصر الحالي كان واحدا من أفضل الفرص إلا أن الوضع يتفاقم بسبب انتشار البطالة بين الشباب، وتغير المناخ، والصراعات المتناثرة التي لم تحل "الأحداث تتحرك بسرعة القرن 21، وغالبا ما تفوق جهود المؤسسات والأنظمة التي تم إنشاؤها لعصر آخر". وأوضح أن عام 2015 الذي تعهد العالم بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلوله بات قريبا جدا.. وهو أيضا العام الذي سيشارك فيه المجتمع الدولي في وضع جدول أعمال التنمية الجديد.. بل هو أيضا السنة التي وافق المعنيون خلالها على استكمال اتفاق قانوني عالمي بشأن تغير المناخ. وحث الأمين العام خلال كلمته على إنشاء إطار عالمي يتصدر أولوياته القضاء على الفقر، ويضع التنمية المستدامة في صلب أهدافه.. مؤكدا على ضرورة أن يتناول الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة بنفس القدر من الأهمية بحيث لا يتم تأجيل قضية البيئة أو الظلم الاجتماعي، حين يتحقق النمو الاقتصادي. وأضاف "وعلاوة على ذلك، يتعين أن توضع حقوق النساء والفتيات في صلب هذه الجهود،" داعيا إلى تحديد القرن 21 للنساء. ورحب بان كي مون بإحياء المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين و"الدبلوماسية الجريئة التي جعلت هذا ممكنا".. وحث الطرفين على إظهار القيادة على أرض الواقع مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط ستجتمع على هامش المناقشة العامة في وقت لاحق في الأسبوع لتقديم دعمها. وبالانتقال إلى أفريقيا، قال إن القارة تكتب فصولا جديدة من الدينامية والديمقراطية، والنمو الاقتصادي المستدام والمثير للإعجاب. من جهته قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جون آش اليوم في بيان له ألقاه بهذه المناسبة بأن برنامج التنمية الجديد الذي سيعرف التنمية العالمية بعد 2015 "من المقرر أن يضع استئصال الفقر هدفا مركزيا وشاملا". وأضاف "من المتوقع أن يشمل برنامج التنمية الجديد مكافحة الفقر كهدف مركزي ومحوري والتعامل مع الصلات الوثيقة بين التنمية الاقتصادية والمساواة والشمولية الاجتماعية والاستدامة البيئية". ودعا آش إلى إعلاء قيم ميثاق المنظمة الدولية.. مشيرا إلى إن "هذا الاجتماع السنوي لقادة العالم يجب ألا يكون مجرد تقليد سنوي روتيني بل يتعين أن يخدم هدفا أكبر يتمثل في إعادة التزام الجميع بالأفكار النبيلة التي تكمن في جوهر المنظمة الدولية". إلى ذلك دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم إلى إصدار قرار "يفوض باتخاذ إجراءات تجاه سوريا" إذا ما أخفقت الدولة في تسليم أسلحتها الكيماوية. وقال أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم "تقع الأزمة في سوريا وعدم الاستقرار بالمنطقة في قلب التحديات الأكبر التي يجب على المجتمع الدولي مواجهتها الآن". وحث أعضاء مجلس الأمن على الموافقة على قرار "يفوض باتخاذ إجراءات تجاه سوريا إذا فشلت في تحقيق الخطة الخاصة بنقل مخزون الأسلحة الكيماوية إلى رقابة المجتمع الدولي". يذكر أن برنامج التنمية الجديد هو البرنامج التي ستتفق عليه الدول الأعضاء في الجمعية العامة في سبتمبر عام 2015 لتحديد التنمية الدولية بعد انتهاء الموعد النهائي لأهداف الألفية التنموية. وتعد الجمعية العامة جهاز الأممالمتحدة التمثيلي الرئيسي للتداول.. وتتألف من 193 عضوا، وتمثل منتدى فريدا للمناقشات المتعددة الأطراف لكامل الطيف المتنوع للقضايا الدولية التي يشملها ميثاق الأممالمتحدة.