تحتفل الجبهة العربية الفلسطينية اليوم السبت بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والأربعين على انطلاقتها. وأكدت الجبهة في بيان صادر عنها بهذه المناسبة، على تمسكها بالثوابت الوطنية، وعلى سعيها ضمن القرار الوطني الفلسطيني لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها. وقالت الجبهة "إن إسرائيل ليست راغبة ولا قادرة على الإيفاء بالتزامات السلام، ودعت الطرف الإسرائيلي إلى إثبات جديته في تحقيق السلام من خلال وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى كافة، والالتزام بشكل صريح بحق شعبنا بدولته المستقلة كما أقرتها الشرعية الدولية، في ظل التسارع المحموم في الانتهاكات والإجراءات بحق المواطنين والأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، وبحق القدس وأهلها". وطالبت الجبهة بخطة وطنية لمواجهة الاحتلال، تقوم على تفعيل المقاومة، والتوجه لمؤسسات المجتمع الدولي لتكريس الدولة الفلسطينية، واتخاذ قرارات ملزمة بحق إسرائيل لإنهاء احتلالها ووقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وأرضه. كما دعت إلى الإسراع في إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، عبر البدء الفوري بتشكيل حكومة التوافق الوطني، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما أمكن. وقالت "إن كل تأخير في إنجاز المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة يعني مزيد من المعاناة لشعبنا، ومزيد من التراجع للمشروع الوطني الذي قدم شعبنا في سبيله التضحيات الجسام من شهداء وأسرى وجرحى". وتأتي ذكرى الانطلاقة هذا العام في ظل تطورات وتحديات كبيرة تواجه القضية الفلسطينية خاصة والمنطقة العربية عامة، وفي ظل مخاطر جمة تتعرض لها القدس التي تشهد تسارعاً محموماً في الانتهاكات والإجراءات بحق سكانها من تهجير وإبعاد وهدم للمنازل وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين ليعيثوا خرابا وعدوانا ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية ضمن خطة ممنهجة تقودها حكومة الاحتلال الفلسطينية لفصل القدس وطمس معالمها العربية. وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حسين الجمل أن الانقسام في الساحة الفلسطينية أضعف قدرة الشعب الفلسطيني وفصائله على نصرة مدينة القدسالمحتلة وأهلها. وأوضح الجمل في تصريحات لقناة فلسطين اليوم أن مدينة القدس هودت باحتلال الجزء الأكبر من فلسطين التاريخية عام 48 والآن يتم استكمال تهويدها، مؤكدا أن الاحتلال يقوم منذ سنوات بحفريات تحت المسجد الأقصى ومدينة القدس بشكل عام، بالإضافة إلي إقامة متنزهات ومعابد ومكاتب توراتية. وطالب الجمل بإستراتيجية وطنية عامة يتم من خلالها العودة للعمل المسلح وتوجيه ضربات مؤلمة للعدو الصهيوني أينما كان، وإجبار الاحتلال على إيقاف جرائمه المتكررة بحق مدينة القدس ورفع الحصار عن قطاع غزة. وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رائد حسنين أن هناك رغبة في الجبهة بأن يُعقد مؤتمرها الوطني السابع قبل نهاية هذا العام، حيث اتخذت جميع الإجراءات والسبل لانعقاده رغم تلك الظروف، معرباً عن أمله في أن يكون خطة هامة في تجديد دماء الحزب، وتقييم التجربة السابقة، وإقرار الرؤية المستقبلية التي تحدد وجهة الحزب، وأن تسير الجبهة بخطوات ثابتة نحو تحقيق الأهداف المنشودة والمأمولة منها لجماهير شعبنا. ودعا لضرورة استغلال حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم، والحالة الشعبية العربية من أجل مواجهة هذا العدو المتغطرس، ونقل رسالة شعبنا السامية وحقه في أرضه لجميع أنحاء العالم. هذا ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبناء مدينة القدس، العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني إلى مقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة، وأكدت بأن هذه الانتخابات هي جزء لا يتجزأ من سياسة تهويد المدينة المقدسة القائمة على قدم وساق في شتى المجالات، والهادفة لتقويض مكانة القدس السياسية والروحية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية لشعبنا وضرب وحدة أبناء مدينة القدس ونضالهم في حماية عروبتها. واعتبرت الجبهة أن ما تقوم به سلطات الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة من تغييرات ديمغرافية وجغرافية عبر سياسات الاستيطان المنفلت من عقاله وتدمير البيوت والخنق الاقتصادي والتطهير العرقي والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، باطلة وتتناقض مع الحقائق التاريخية والسياسية والقانون الدولي وتندرج في إطار جرائم الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. وتحتفل الجبهة العربية الفلسطينية اليوم بذكرى انطلاقتها ال45، ومرور عشرين عاما على التجديد في مهرجان مركزي في مدينة البيرة تحت شعار "مهرجان الدفاع عن القدس ونصرة الأقصى"، إدراكا من قيادة الجبهة على أهمية ومركزية معركة القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية في الدفاع عن برنامج الإجماع الوطني، وفي الدفاع عن خيار السلام المستند إلى حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وأحيت الجبهة بمناسبة هذه الذكرى والذكرى ال25 لانتفاضة الحرية والاستقلال التي تتزامن معها, ومناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. باحتفال جماهيري حاشد في مخيم الرشيدية في لبنان, أوقدت خلاله شعلة انطلاقتها. وعلى وقع أصوات الصواريخ وأغنية "علمهم يا جبهاوي" المنبعثة من مكبرات الصوت جرى إحراق مجسم لمستوطنة صهيونية في تعبير رمزي على إصرار الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة. ويرتبط تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ارتباطاً وثيقاً بهزيمة حزيران والدروس النظرية والسياسية والتنظيمية التي أفرزتها وبلورتها تلك الهزيمة من جهة، وحركة القوميين العرب وتنظيمها الفلسطيني وتجربته النضالية منذ نكبة 1948 من جهة أخرى. فبعد حرب "يونيو" حزيران 1967 سعى الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب لإيجاد إطار جبهة تضم مختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية لأن وجودها عامل أساسي من عوامل الانتصار، ولأن م. ت. ف. بطابعها الرسمي آنذاك لم تكن تصلح لتشكيل هذا الأساس، وقد نتج عن ذلك إقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ضمت إلى جانب هذا الفرع جبهة تحرير فلسطين وتنظيم أبطال العودة وعناصر مستقلة ومجموعة من الضباط الوحدويين الناصريين. وصدر البيان السياسي الأول للجبهة في 11/12/1967 لكن مسيرة هذا التشكيل تعثرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر، فانسحبت جبهة تحرير فلسطين في أكتوبر عام 1968. عقدت الجبهة الشعبية مؤتمرها الثاني في فبراير 1969 وشكل تحولاً أساسياً إذ صدر عن وثيقة "الإستراتيجية السياسية والتنظيمية" التي شكلت محطة هامة في مسيرة الجبهة وتطلعها نحو التحول، وأقامت الجبهة مدرسة لبناء الكادر الحزبي، وأصدرت مجلة الهدف التي رئس تحريرها الشهيد غسان كنفاني. المؤتمر الوطني الثالث للجبهة عقد في مارس 1972 وأقر وثيقة "مهمات المرحلة" و"النظام الداخلي الجديد" ونص النظام الداخلي المقر على أن المبادئ الأساسية للجبهة هي: "المركزية الديمقراطية والقيادة الجماعية، ووحدة الحزب، والنقد والنقد الذاتي، وجماهيرية الحزب"، كما حدد شروط وواجبات وحقوق العضوية، ورسم الهيكل التنظيمي للحزب. المؤتمر الوطني الرابع عقد في أبريل 1981 وناقش فيها وثائق الحزب وأقرها وانتخب لجنة مركزية جديدة انتخبت بدورها مكتباً سياسياً جديداً، وجددت انتخاب الدكتور جورج حبش أميناً عاماً للجبهة والشهيد أبو علي مصطفى نائباً للأمين العام. المؤتمر الوطني الخامس للجبهة عقد عام 1993 وصدر عنه البرنامج السياسي والوثيقة التنظيمية، وانتخب لجنة مركزية جديدة ولجنة للرقابة والتفتيش المركزي وجددت اللجنة المركزية للأمين العام ونائبه. وعلى ضوء التطورات السياسية النوعية التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو- واشنطن التصفوي، عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شهر يونيو 1994، كونفرنس حزبي ناقشت خلاله وثيقة أساسية مقدمة من اللجنة المركزية حددت في هذه الوثيقة رؤية وتحليل حزبنا للمرحلة التاريخية الجديدة التي دخلها النضال الوطني الفلسطيني ارتباطاً بالمتغيرات السياسية والمنعطفات العميقة على المستويات العالمية والعربية والوطنية. وفي عام 2000 عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤتمرها الوطني السادس الذي شكل استكمالاً للتحولات النوعية في مسيرة الجبهة وتراثها الحزبي حيث في هذا المؤتمر أقرت وثائق سياسية وتنظيمية ومنهجية فكرية غاية في الأهمية عكست التطور العميق في منظومة الأفكار للجبهة، كما أقر المؤتمر نظاماً داخلياً جديداً وانتخب لجنة مركزية جديدة، وانتخب أبوعلي مصطفى أميناً عاماً للحزب بعد تنحي الدكتور جورج حبش.