دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للتجاوب مع الجهود لعقد مؤتمر جنيف2، بينما وضعت المعارضة السورية شروطا لحضور محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الدائرة منذ اكثر من عامين، في خطوة من شأنها التسبب في مزيد من الارتباك في المحادثات المقترحة بعد أن قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي إنه لن تكون هناك شروط مسبقة. ففي ختام اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة امس الاحد خصص لبحث تطورات الأزمة السورية والإعداد لمؤتمر جنيف2، دعا مجلس الجامعة جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف السوري المعارض للتجاوب مع الجهود الدولية والإقليمية لعقد مؤتمر جنيف2 والتعجيل بتشكيل وفدها لحضور المؤتمر.وأكد المجلس على الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري، وموقفه التفاوضي لمؤتمر جنيف2، المطالب بضمانات دولية لازمة لرعاية ونجاح مسار الحل السلمي، وبما يكفل التوصل لاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة وفقا لبيان جنيف1. وشدد وزراء الخارجية العرب على أربعة عناصر باعتبارها تشكل الهدف النهائي للعملية التفاوضية، وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وإقامة نظام سياسي ديمقراطي، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم، والتداول على السلطة بشكل سلمي. وتهدف المحادثات المرجأ عقدها منذ وقت طويل وتسمى جنيف 2 جمع الفرقاء السوريين على مائدة التفاوض لكن عقدها تأجل أكثر من مرة بسبب الخلافات بين القوى العالمية وانقسامات المعارضة وتشبث كل من الأسد والمسلحين بمواقفه وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا الأحد إن المعارضة لن تحضر المحادثات مالم يكن هناك إطار زمني واضح لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف أن المعارضة لا تقبل أيضا حضور إيران. واكد الجربا في اجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة "لا جنيف 2 من دون وضوح في هذا الهدف (رحيل الأسد) مقرونا بجدول زمني محدد ومحدود ولا لحضور المحتل الإيراني على طاولة التفاوض." وقال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إنه لا يزال يأمل في عقد المؤتمر في الأسابيع القليلة المقبلة رغم العقبات. وطالب الجربا أيضا بمظلة عربية لمشاركة المعارضة السورية في جنيف2 وبمدها بالسلاح. مضيفا "نحن على استعداد لتقديم كل الضمانات بألا يصل هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ". من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن دور الجامعة لا يزال محوريا ومركزيا في التعامل مع الأزمة السورية وصياغة الحل التفاوضي استنادا للبيان الختامي لمؤتمر جنيف1. كما أكد على ضرورة دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في جنيف2.وأضاف العربي أن الجامعة تعمل على دعم جهود المبعوث العربي الأممي المشترك الاخضر الابراهيمي لعقد مؤتمر جنيف2. وتحدث وزير الخارجية القطري خالد العطية مؤكدا ترحيب بلاده بعقد مؤتمر جنيف2 للتوصل إلى حل سياسي، إلا أنه شدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد بشأن عملية التفاوض "حتى لا يتم إعطاء فرصة أخرى للنظام السوري للتلاعب بالشعب السوري".ودعا العطية الجامعة العربية إلى القيام بالتزاماتها عبر توفير ضمانات من الأممالمتحدة خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بأن مؤتمر جنيف2 سيفضي إلى انتقال للسلطة في سوريا. وذكرت تقارير اخبارية أن الجربا أبلغ العربي استعداد الائتلاف الوطني لإرسال ممثلين عنه إلى المؤتمر المتوقع تنظيمه خلال الشهر الجاري شريطة أن يقرر المؤتمر مصير الأسد، فضلا عن ضرورة تدخل الأممالمتحدة رسميا لوقف المجازر وتطبيق الفصل السابع من ميثاقها على من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من المنتسبين للنظام السوري. على صعيد متصل عقد بمدينة شيكاغو الأميركية اجتماع للجنة التحضيرية للهيئة العامة لإعلان دمشق في الولاياتالمتحدة الأميركية انتخب فيه ممثلو الإعلان في الولايات المتّحدة إلى مؤتمر المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر الذي سيعقد قريبا في إسطنبول.يشار إلى أن إعلان دمشق هو وثيقة سياسية وطنية سورية وقّعت عليها عام 2005 شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإسلاميين والليبراليين السوريين, وتدعو إلى إنهاء عقود من حكم أسرة الأسد لسوريا واستبدال نظام ديمقراطي منه. وحذرت تركيا من أن سوريا قد تصبح "أفغانستان متوسطية" إذا ما ظل المجتمع الدولي مكتوف الأيدي ولم يتدخل لوضع حد للحرب الدائرة فيها. وقال الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة أجرتها معه صحيفة غارديان البريطانية خلال زيارته للعاصمة الأسكتلندية أدنبره، إنه أصيب ب"خيبة أمل شديدة" لطريقة تعامل الأسرة الدولية مع الأزمة السورية، ووصف أداء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حيال الأزمة ب"المشين".واعتبر الرئيس التركي أن استمرار المجتمع الدولي في التعامل ب"لامبالاة" مع الحرب الدائرة في الجارة الجنوبية لبلاده "يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التشدد وإلى جعل سلوك بعض الجماعات التي تشارك في الحرب الأهلية أكثر تطرفا".وحول مؤتمر جنيف2 للتوصل لحل أزمة سوريا، طالب الرئيس التركي بالإعداد له بشكل أفضل من سلفه، لكنه أبدى تفاؤلاً ضئيلاً بإمكانية أن يحقق انفراجاً، وحذر من أن سوريا دمرت وليس هناك، في رأيه، الكثير مما يمكن القيام به الآن.