بدأ الأخضر الإبراهيمي الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في جنيف اجتماعا مع مسؤولين كبار أمريكيين وروس بهدف تحديد موعد لعقد مؤتمر /جنيف 2/ حول سوريا . ويجري الإبراهيمي محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. ويلي هذا الاجتماع لقاء موسع ينضم إليه ممثلو الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الصين وفرنسا وبريطانيا. وطبقًا للمبادرة الأمريكية الروسية يعقد مساء اليوم اجتماع ثالث يضم الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الجوار السوري وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا . وكان الإبراهيمي قد أعرب عن أمله في أن يعقد مؤتمر جنيف-2 "في الاسابيع المقبلة وليس العام المقبل"، وذلك بعد جولة في المنطقة الأسبوع الماضي تخللتها زيارة إلى دمشق التقى خلالها الأسد. وفي جنيف قال المصدر بالاممالمتحدة ان أي موعد للمؤتمر قد يحدد رسميا من قبل الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بعد اجتماع المعارضة السورية في التاسع من نوفمبر الجاري. وتابع قائلا "انه حتى اذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإن الهدف هو "ان تصبح كل الاطراف والجماعات مستعدة للموعد على الاقل" . في الوقت ذاته نقلت وكالة "ايتار-تاس" الروسية عن مصدر روسي مسؤول مقرب من الاجتماعات التحضيرية الثلاثية بمشاركة الاممالمتحدةوروسيا والولايات المتحدةجنيف قوله ان المؤتمر لن يعقد قبل شهر ديسمبر المقبل. وذكرت الوكالة ان اطراف المعارضة السورية بدأت تتشظى أكثر وأكثر وتضع شروطا تعجيزية ترفضها الاطراف الدولية، وخاصة روسياوالصين. وأوضحت ان الاطراف السورية لم تتفق على جدوى الجدول الزمني لعقد "جنيف 2" الذي تبحثه روسيا وامريكا بحضور المبعوث الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي. وفي سياق متصل اكد ، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، إن بلاده ستشارك في مؤتمر جنيف-2 متى انعقد، لكنه أكد أن الحكومة السورية لن تقبل بأي تدخل أجنبي أو فرض إملاءات عليها للتوصل إلى حل للصراع. وأضاف المقداد في مؤتمر صحفي في دمشق أنه واثق من قدرة السوريين على التوصل إلى حل فيما بينهم، إذا اتيحت لهم الفرصة لذلك، وأن مؤتمر جنيف المزمع عقده يجب أن ينطلق من مبدأ وقف العنف والإرهاب، حسب ما جاء في تصريحاته. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد قال امس الاثنين إن الحكومة السورية لن تشارك في مؤتمر السلام المزمع إذا كان هدفه إجبار الرئيس السوري على ترك السلطة. وقال الزعبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العربية السورية الرسمية: "لن نذهب إلى جنيف لتسليم السلطة كما يريد الأعداء الخارجيين"... مؤكدا أن "الرئيس بشار الأسد سيظل رئيسا للبلاد." اما الائتلاف السوري المعارض فقد جدد شروطه، التي تشمل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة واستبعاد إيران، للمشاركة في مؤتمر جنيف 2. وقال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، إن حضور مؤتمر جنيف 2 للتسوية السلمية للأزمة السورية مرهون ب"الالتزام بمقررات جنيف 1 والذي يطالب بوضع جدول أو إطار زمني لتخلي الأسد عن السلطة وبدء المرحلة الانتقالية في سوريا". وقال إن الشرط الثاني هو عدم حضور إيران للمؤتمر. في الوقت ذاته يرى الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي بشأن سوريا، أهمية لحضور الإيرانيين في إنجاح المفاوضات. اما الموقف الروسي ازاء ذلك يرى بأن المطالب المقدمة من المعارضة السورية كشرط مسبق للمشاركة فى مؤتمر جنيف 2 للسلام " محض استفزاز " . وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف للصحفيين بعد محادثات مع نظيره النيوزيلندى موراى مكولى اليوم الثلاثاء " ان نظام الرئيس السورى بشار الأسد أكد بشكل متكرر استعداده للمشاركة فى مؤتمر جنيف 2. أما المعارضة فنستمع منها الى المزيد من الشروط المسبقة " . واضاف " اذا كان ذلك لاستفزاز نظام الأسد لوضع شروطه المسبقة فإن هذا يعد محض استفزاز " . وتصر موسكو على ان ايران يجب ان تشارك فى المراحل المبكرة لمؤتمر جنيف 2 حيث ان طهران فاعل خارجى مؤثر فى النزاع السورى . واشار لافروف الى ان بيان الجربا يعنى ان تأثير الائتلاف الوطنى السورى يضمحل بين خصوم الأسد . وقال" ان القوة الحقيقية داخل معسكر خصوم الأسد تحولت الى آخرين" . واضاف الوزير الروسى ان الذين يدعون الى تسوية للمشكلة الانسانية فى سوريا فى المقام الاول يرغبون فى اقصاء الأسد وليس حل الازمة . ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن لافروف قوله " ان هذه محاولة لصرف الانتباه عن عجزهم عن إحضار المعارضة الى مؤتمر جنيف " . في المقابل قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في وارسو اليوم الثلاثاء "شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا"... مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الاسد. واضاف كيري "لا أعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الاسد وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب قد دعاء جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للتجاوب مع الجهود الدولية لعقد مؤتمر جنيف2، بينما وضعت المعارضة السورية شروطا لحضور محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الدائرة منذ اكثر من عامين، في خطوة من شأنها التسبب في مزيد من الارتباك في المحادثات المقترحة بعد أن قال المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي إنه لن تكون هناك شروط مسبقة. وأكد المجلس على الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري، وموقفه التفاوضي لمؤتمر جنيف2، المطالب بضمانات دولية لازمة لرعاية ونجاح مسار الحل السلمي، وبما يكفل التوصل لاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة وفقا لبيان جنيف1. وشدد وزراء الخارجية العرب على أربعة عناصر باعتبارها تشكل الهدف النهائي للعملية التفاوضية، وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وإقامة نظام سياسي ديمقراطي، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم، والتداول على السلطة بشكل سلمي. وتهدف المحادثات المرجأ عقدها منذ وقت طويل وتسمى جنيف 2 جمع الفرقاء السوريين على مائدة التفاوض لكن عقدها تأجل أكثر من مرة بسبب الخلافات بين القوى العالمية وانقسامات المعارضة وتشبث كل من الأسد والمسلحين بمواقفة. وأدى النزاع السوري المستمر منذ مارس 2011 إلى تهجير أكثر من ستة ملايين شخص من منازلهم ولجوء مليونين منهم إلى خارج البلاد، بحسب أرقام الأممالمتحدة، إضافة إلى مقتل أكثر من 120 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.