اختتمت اليوم بمدينة تشونغ تشينغ فعاليات ملتقى الشباب العربي الثاني بالصين الذي نظمته على مدى أسبوع وزارة الخارجية الصينية بمشاركة 60 مشاركاً ومشاركة من كافة الدول العربية ومنها اليمن. وهدفت الزيارة إلى التعرف على الحضارة والثقافة الصينية والنهضة الاقتصادية والصناعية والعمرانية في ثلاث مدن كبرى هي " العاصمة السياسية بيجين، والمدينة الاقتصادية الجديدة والميناء البحري في مدينة تيانجين الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة، والمدينة الصناعية تشونغ شينغ الواقعة على بعد 1000 كيلو متر من جنوب غرب الصين، وذلك بغرض تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدان العربية والصين وإعادتها إلى عهدها التليد التي تجمعها منذ قبل الإسلام عن طريق تجارة الحرير البرية والبحرية. حيث قام الوفد صباح اليوم إلى مجموعة جينشان للتكنولوجيا المحدودة المختصة بصناعة الكبسولات الطبية الخاصة بفحص جسم الإنسان التي انشئت عام 1998، فيما تم الإنتاج عام 2014م والتي فيها أبرعت فيها الصين في تقديم هذه الخدمة كثالث شركة في العالم والتي تساهم في تشخيص الكثير من الأمراض بواسطة ابتلاع الكبسولة وتصوير الجسم الداخلي وإرسالها إلى اجهزة خاصة وثمن تحليلها وتقديم العلاج الصحيح. واستمع الوفد من المختصين في الشركة إلى شرح موجز عن طبيعة ومهام الكبسولة وكيفية استخدامها وحجم الإنتاج في السنة ودورها في تحقيق تقدم علمي كبير في المجال الطبي والخطوات المستقبلية لتطويرها لتشمل كافة اعضاء الجسم، إضافة إلى استعراض لمناذج من عمل الكبسولة". كما أطلع الوفد على حجم الإنتاج في شركة ليفان لصناعة السيارات ، وطاف الوفد ومعه مدير الشركة على المصنع ومراحل التصنيع التي تبدأ باستلام قطع الحديد وحتى مراحل التركيب والتصنيع والتجهيز والتسويق والعرض والتصدير.. مشيراً إلى أن الشركة تنتج مايقارب 50 ألف سيارة سنوياً بمعدل 200-500 سيارة في اليوم، وسيارة في كل ست دقائق. وأطلع الوفد على قاعة الشعب أكبر قاعة في اسيآ ومتحف الأودية الثالثة ومنبع نهر يانغتسي من أقليم التبت الواقعة في شمال غربي الصين وتتدفق مياهه شرقا لتصب في المحيط الهادئ، والذي يعد أطول نهر في الصين ويبلغ طوله 6300 كيلومتر وهو ثالث أطول نهر في العالم بعد نهر النيل في إفريقيا ونهر الامازون في أمريكاالجنوبية.، ويمر مجراه الأعلى بجبال عالية وأودية عميقة مما يتيح له طاقة مائية وافرة، ويعتبر نهر اليانغتسي شريان نقل مائي هاما في الصين وظروفه الطبيعية ممتازة ولهذا السبب يطلق عليه اسم المجرى الذهبي . وتتمتع منطقة المجريين الأوسط والأسفل لنهر اليانغتسي بمناخ دافئ ورطب وتكثر فيها الأمطار والأراضي الخصبة وهي من المناطق المتطورة زراعيا وصناعيا في الصين، و من مناظر نهر يانغسي المذهلة تلك الجبال الشاهقة والأودية العميقة التي تنتصب بجانبيها منحدرات جبلية عالية في اعوجاج والتواء لتشكل كل هذه العناصر مشاهد المضايق والأودية الثلاثة العجيبة في تشونغ شينغ". وفي ختام الملتقى أعرب رئيس الوفد الدكتور محمد كمال عبازي باسم كافة أعضاء وفد الشباب العربي الملتئم في الصين عن الامتنان البالغ والشكر الكبير للقائمون على إعداد وتنظيم ورعاية هذا الملتقى في جمهورية الصين الشعبية وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة،". وقال :" سافرنا خلال العشرة الآيام الماضية رأينا من خلالها بأعيننا وقلوبنا وأرواحنا، قبل أجسادنا ، حضارة الصين الشامخة " بيجين، تيانجين، وتشونغشينغ" والتعرف على مدى أصالة هذا الشعب، وتمسكه بهويته، ولغته وثقافته، ولكن ذلك لم ينسه التفح على الآخر، وعلى الثقافات الآنسانية الأخرى، المجاورة منها والبعيدة، والتأقلم والتعايش معها بكل تناغم وتكامل واحترام، التي ساهمت في هذا الإبداع والنماء والجمال والرونق لهذه الإنجازات العملاقة. وأوضح أن هذه الزيارة هدفت إلى التعرف على هذه الطفرة العلمية والتكنولوجية والصناعية، التي تسابق الزمن، على طريق القوة والريادة ، غذائها العمل والكد والاجتهاد وكذا الانضباط في الوقت والمكان مع احترام شديد للبيئة والإنسان ، والتي تؤكد قوام حضارة الصين الضاربة جذورها في التاريخ وفروعها تتطلع إلى غد ومستقبل أفضل". وأشار إلى الصين استطاعت أن تحقق جزء من حلم الشباب العربي من خلال لم شمل ممثلي كافة الدول العربية في مكان وهدف واحد، جاء الوفد وهو يحمل على أكف الراحة والعزة وعلى حمايم الصداقة والاحترام والوفاء ودعائم أمة وروافد حضارة عربية غائرة جذورها هي الأخرى في أعمال التاريخ وخصب المكونات، تبادل شقيقتها الصينية المودة والاعتداد وتقاسمها الأحلام والطموحات إلى مستقبل فيه من التعاون والتكامل والشراكة مايجعل الآتي من الوقت والزمان خير ونما، وتطور ورفاه للآتي من الأجيال من الأمتين العربية والصينة . فيما أكد رئيس الوفد اليمني الدكتور عبدالله الشامي أن الزيارة حققت أهداف عديدة في مقدمتها الإطلاع على حجم النقلة النوعية التي حققتها الصين في مختلف المجالات في المناطق التي تم زيارتها وإمكانية الاستفادة من هذه التجربة ونقلها إلى البلدان العربية ومنها اليمن، وكذا تبادل الآراء والأفكار حول وضع السياسية الخارجية للصين تجاه المنطقة العربية والتي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الغير، إضافة إلى تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين الصين والدول العربية كل على حده. وكانت الزيارة شملت الإطلاع على القصر الإمبراطوري وتاريخ إنشاءه ومؤسسي الحضارة الصينية، وإستاد عش الطيور والمكعب المائي، إضافة إلى زيارة المتحف الوطني الصيني، والإطلاع على موقع شبكة الصين الالكترونية للأخبار، وزيارة كلية اللغة العربية والدراسات في جامعة بيجين، تلاها زيارة مدينة تيانجين ومحطة القطارات فائقة السرعة ويضم المعرض اكثر من 20 مجسماً من المجسمات التخطيطية لمشاريع تأهيل وتطوير وتحديث مدينة تيانجين والتي تنفذها 28 شركة من اكبر الشركات في العالم وبدأ العمل فيها عام 1978م . وذكر مشرف معرض مخططات المدينة، بان من المتوقع انتهاء العمل في مشاريع تطوير المدينة والبالغ نسبة الإنجاز فيها نحو 50 بالمائة، عام 2020م، وذلك حسب الخطة الخمسية ال 13 للحكومة التي تربط بكينوالمدينة، والإطلاع على معرض التخطيط للمدينة، وزيارة منطقة دونغجانغ الخالية من التعريفة الجمركية في الميناء والعودة في نفس الليلة عبر القطار فائق السرعة. كما تضمن البرنامج زيارة مدينة تشونغ تشينغ الصينية الواقعة والتي تشهد طفرة كبيرة في تنفيذ المشاريع الصناعية والتجارية على مستوى آسيا، والتي يبلغ عدد سكانها قرابة 30 مليون نسمة، فيما تبلغ المساحة الإجمالية نحو 82 ألف كيلومتر مربع، وأطلع الوفد على حجم التطور في المجال الاقتصادي والصناعي. وأوضح مسئول مكتب الشئون الخارجية والمغتربين للمدينة السيد "تونغ وين" أن حجم الناتج المحلي ارتفع من قرابة 10 بالمائة من إلى 15,3 بالمائة خلال الأعوام القليلة الماضية ويحتل المرتبة الثانية ، ومنذ يناير وحتى سبتمبر الماضي من العام الجاري بلغ الناتج المحلي قرابة 12،3بالمائة من إجمالي الناتج الكلية للصين.. مؤكداً أن المدينة قدمة تسهيلات والاستثمارات في المنطقة بواقع 25 بالمائة مما ساعد على ارتفاع نسبة الصادرات والواردات إلى 52 مليار دولار خلال العام الماضي.. وأكد أن سياسة الانفتاح والإصلاح الشامل ساهمت في تحقيق وإنجاز الحلم الصيني في فترة وجيزة، مشيراً إلى أن التركيز خلال الفترة الراهنة والمستقبلية على الصناعة التكنولوجية من أجهزة الكمبيوتر وصناعة السيارات والدراجات النارية، حيث تم تصنيع نحو 50 مليون جهاز كمبيوتر محمول خلال العام الماضي، وخلال 2015م سيتم انتاج قرابة 100 مليون جهاز محمول، إضافة إلى الاهتمام في صناعة السيارات والدراجات النارية والقطارات". الجديد بالذكر أن الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية حيث بلغ حجم التعاون والتبادل التجاري خلال العام الماضي قرابة 220 مليار دولار بنسبة نمو 10,5 بالمائة عن العام الماضي وأكثر من 11 ضعف من عام 2001 م، كما أنه يعتبر أهم وأكبر شريك في مجال شراء النفط الخام من السوق العربية، فيما بلغ حجم التعاون والتبادل التجاري بين اليمن والصين خلال العام الماضي أكثر من 5 مليار و 500 مليون دولار. ويعتبر ملتقى الشباب والإعلام العربي في الصين واحد من 12 آلية تم اعتمداها في منتدى التعاون العربي – الصيني الذي أنطلق عام 2004م لتطوير التعاون الاستراتيجي والثقافي والسياسي والاقتصادي والتجاري بين الجانبين ولمواجهة القضايا العالمية والإقليمية وبما يساهم في تعزيز وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في العالم والمنطقة". وكان نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون أقام في وقت سابق مأدبة عشاء على شرف وفد الشباب العربي لدى وصوله بكين، فيما أقام مسئول مكتب الشئون الخارجية والمغتربين في مدينة تشونغ شينغ اقام مأدبة عشاء ايضاً على شرف الوفد، تخللها جلسات حوار ونقاش رسمية بين الشباب العربي وبين المسئولين الصينين حول دور السياسة الصينية في تحقيق السلم والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم .