أكد رئيس مجلس الشورىعبدالرحمن محمد علي عثمان أن اللقاء التشاوري الخامس لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي "أسيكا" يعتبر توسيعاً لآفاقِ التعاون الأفريقي العربي المتجدد، من خلال تلاقي شعوب الأمتين وتواصل حضاراتِها المتنوعة، تعزيزاً لصلات الآباء والأجداد في المنطقتين، وجهودهم المشتَرَكة منذ وقتٍ مبكر في التبادل التجاري ونشر الدين الإسلامي، دون أن يفقد أي طرف هويته. وأشار في الكلمة التي ألقاها في اللقاء التشاوري الذي انعقد في العاصمة البوروندية بوجمبورا، إلى الأهمية التي يكتسبها اللقاء لزيادة التعارف وتعزيز الروابط بين الدول المشاركة مما يسهم في زيادة التعاون الجماعي المشترك. وقال :" إن تعزيزَ روابطِ التعاون المشترك ينبع من إدراكنا الواعي لجوهر هويتنا الوطنية والقومية من تاريخ وثقافة، وهو ما نبهت إليه أوراقُ العملِ في هذا اللقاء التشاوري وركزت عليه تركيزاً مفيداً يستحق التقدير". وأكد أن موضوع التراث بما ينطوي عليه من جماليات روحية جدير بعناية الهيئات كافة لا سيما وهو يوطد علاقات الدول ويمد جسور التعاون المستقبلي ويخلق شكلاً جديداً من أشكالِ المعرفةِ الخالدة. وأشاد بالأدوار المهمة في كل قُطرٍ افريقي وعربي على حدة، كالجزائر والسودان الشقيقين، ونيجيريا وبوروندي الصديقتين، والدور الذي اضطلعت به الحكومات اليمنية في هذا الجانب والمساعي الأخيرة لحفظ آثارنا التاريخية في مأرب وتراثنا العلمي والثقافي في حضرموت، وكذلك في منطقة زبيد التي تهتم بها منظمة اليونسكو. وقال :" مع تقديري والأخوة أعضاء الوفد المرافق لما تضمنته أوراق العمل من أفكار لآمل في دور وشراكة أكثر فعالية في صون تراثنا الإنساني الأفريقي والعربي الخالد، وتأييد كل مشروع مشترك يحفظ تاريخ الجميع، وتراثهم وخصوصيات هويتهم، وأُحيي مبادرة الأشقاءَ البحرينيين يوم أمس، والتي تنسجم وجهودهم الطيبة في الاستثمار الثقافي داخل مملكة البحرين الشقيقة". وأضاف :" إنه لمن المصادفاتِ الطيبة أن ينعقد لقاؤنا التشاوري لبحث "ثقافة السلام" وقد لاحت بوادر السلم والأمن في المنطقة، وإنني، شخصياً، لأدعو الله أن يمكننا من التقاط هذه الفرصة فتتضاعف جهود تعزيز ثقافة السلام والحوار والأمن طالما تبينت لنا مضار الحرب والصراع والرعب". وتابع رئيس مجلس الشورى قائلاً :" وإذْ ناقشنا بالأمس تراثنا الإنساني، فقد أضيف إليه بمناقشتنا اليوم رصيد محاولات واجتهادات أفريقية وعربية خلال الحاضر القريب في غرس ثقافة السلام والتعايش والحوار، حيث أمرتنا جميعُ الأديانِ السماوية جميعاً ان نتراحم ونتعاون على البر والتقوى والسلام والإخاء، ويتطلب إرساء هذه الثقافة الإنسانية الرفيعة جهداً ووقتاً مضاعفاً، تحدياً لموروثات الحروب والصراعات الأهلية والإرهاب وما خلفته من إشكاليات معقدة على مدىً طويل، ما يعني وضع بذرةٍ جديدةٍ ينبغي الاعتناء بها لكي تؤتي ثمراً طيباً وأثراً نافعاً يمكثُ في الأرض". ولفت إلى أهمية غرس ثقافة التعايش والحوار والسلام لدى كل الأطفال الأفارقة والعرب، لتنمية روح التعاون والتسامح من خلال مناهج تعليمية وطنية إنسانية عالمية لا تزرع حقداً على أحدٍ أو كراهية لأي طرف، بِناءً على اجتهاداتٍ حاضرةٍ في ممارسةِ هذه الثقافة. وقال :" اسمحوا لي أن أستدل لكم بأقرب آيات الاجتهاد في إرساء هذه الثقافة برغم التحديات الكبيرة وهي تجربة جمهورية بورندي الصديقة في تجاوز الصراع الأهلي، تجربتي السودان وإثيوبيا الفيدراليتين أيضاً، جنوب أفريقيا الرائدة في التسامح والتصالح، والجزائر الشقيقة" .. متمنياً لحوار الوفاق الوطني بمملكة البحرين الشقيقة التوفيق. وتطرق إلى التجربة اليمنية وما يواكبه المواطنون اليمنيون من خطواتٍ نصت عليها المبادرةُ الخليجيةِ والآلية التنفيذية التي قدمها الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، ورعاها وشجعها الأصدقاء في المجتمع الدولي كنموذج حلٍ سلميٍ متميز توافق عليه مختلفُ الفرقاء، وقد مضوا جميعاً إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية برؤىً وأهدافٍ متباينة، نراها حافزاً لاستيعاب الآخر مهما كان اختلافُنا معه، فأصل السلام والحوار هو قبول الآخر والتعايش والسعي معه لبناء وطنٍ يستظل تحته كل المواطنين دون تمييزٍ أو تهميشٍ أو إقصاءْ. وأشار إلى أنه وعلى الرغم مما يشهد الحوار في اليمن من تحدياتٍ إلا أن اليمن ماضية بعزمٍ صادقٍ ومخلص في طريق الحوار والوحدة والسلام حتى النهاية. وثمن رئيس مجلس الشورى الرعاية الكريمة لرئيس جمهورية بوروندي لهذا اللقاء التشاوري الخامس لرابطة أسيكا ولرئيس مجلس الشيوخ بجمهورية بوروندي "جبرائيل نيتزرانا" على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.ودقة التنظيم بما ساعد على إنجاح هذا اللقاء والخروج بالأغراض المرجوة من الأهداف.