حذر تقرير دولي اليوم من تدمير ما يقارب من 849 مليون هكتار من الأراضي الطبيعية بحلول عام 2050 بسبب سوء التخطيط وعدم التحول الى التنمية المستدامة في الأراضي. وذكر التقرير الصادر عن برنامج الاممالمتحدة الانمائي ونشر على هامش مشاركة البرنامج في الدورة ال44 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان "تلك المساحة مجتمعة تعادل مساحة بلد مثل البرازيل وسيؤدي الوصول الى تلك النتيجة لآثار سلبية على الامن الغذائي العالمي وزيادة عدد الجوعى في العالم". وحذر التقرير من تأثير التدهور البيئي واسع النطاق وفقدان التنوع الحيوي في العديد من مناطق العالم على ما يقدر بنحو 23 في المئة من التربة في مختلف بقاع العالم التي تعادل في الاساس عشرة بالمئة من اليابسة يستغل الانسان ثلثها في الزراعة. وقال نائب الامين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي أكيم شتاينر في تقديم التقرير إن "النتائج تدل على وجود انخفاض حاد غير مسبوق في خدمات النظم البيئية الأرضية خلال العقود الماضية حيث تم تحويل الغابات والأراضي الرطبة الى أراض زراعية لتغذية العدد المتزايد للسكان ولكن بتكلفة ليست مستدامة". وأكد "ضرورة التمسك بحقيقة ثابتة تنطلق من ان الأرض مورد محدود نحتاج الى جعلها أكثر كفاءة للإنتاج والتوريد والاستهلاك وهذا يتطلب امكانية العمل لتحديد معايير التعامل معها بأمان لإنقاذ ملايين الهكتارات المهددة بالضياع مع حلول عام 2050". واشار الى ان "التوصيات الواردة في التقرير تهدف الى توجيه السياسات والمساهمة في المناقشات الجارية بشأن أهداف ومؤشرات إدارة الموارد المستدامة كما يضم قدرا كبيرا من الرسوم البيانية تشرح دورة التنمية المستدامة الجديدة في مرحلة ما بعد عام 2015 والخيارات المتاحة لتحقيق التوازن بين الاستهلاك مع الإنتاج بصفة دائمة بدلا من الحلول السريعة ذات الاثار الضارة بعيدة المدى". ويحاول التقرير التركيز على اشكالية توسيع الرقعة الزراعية لتلبية الاحتياجات الاضافية من الكتلة الحيوية الغذائية مع الحفاظ على التوازن البيئي وعدم الاخلال بالتنوع الحيوي اثر تغيير طبيعة استخدام الاراضي مثل اللجوء الى ازالة الغابات وتحول انشطة التربة بالحصول على انواع مختلفة من الزراعات. ويرى خبراء الاممالمتحدة في الوقت نفسه امكانية الحفاظ على حوالي 319 مليون هكتار من الأراضي بحلول عام 2050 اذا تمكن العالم من وضع اسس لتحسين إدارة الأراضي وتخطيط استخدامها مع الاستثمار في استعادة الأراضي المتدهورة وتحسين ممارسات الإنتاج الزراعي.