البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التدهور الحاد للتنوع الحيوي يثير مخاوف دول العالم
نشر في الجمهورية يوم 07 - 06 - 2007

صادقت الجمهورية اليمنية على اتفاقية التنوع الحيوي - CBD - في 21 فبراير من العام 1996 وذلك بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي والاستخدام المستدام لعناصرها والمشاركة العادلة والمتكافئة للمنافع الناجمة عن استخدام الموارد الوراثية بمافيها الاخذ بعين الاعتبار كل الحقوق لتلك الموارد والتقنيات وكذا تمويلها.. وتعتبر هذه الاتفاقية الأولى من نوعها كاتفاق عالمي شامل يتناول كل قضايا التنوع الحيوي، والمصادر الوراثية والبيئة الحيوية ولأول مرة حددت حماية التنوع الحيوي وهو هم ومسئولية كل المجتمعات البشرية وجزء تكاملي من عملية التطوير، ولأهمية هذا الموضوع نتناول من خلال العرض التالي، أهم مايمثله التنوع الحيوي في الحياة الطبيعية والبشرية.استنزاف المصادر الطبيعي المتجددة ابرز اسباب التدهور
اتفاق عالمي بحماي التنوع الحيوي من الاندثار التنوع الحيوي
إن موضوع التنوع الحيوي يعتبر حديثاً نسبياً ويوجد في عدة مستويات مختلفة مثل تنوع الجينات في الأصناف وتنوع الأصناف نفسها وكذلك التنوع البيئي حول الأرض وقد قام العلماء بدراسة جزء صغير جداً من هذا التنوع الواسع وبالرغم من بعض الاختلاف في تعريف التنوع البيولوجي إلا أن الجميع متفق قريباً على ضرورة تفهم هذا التنوع الحيوي والبيئي الهام والمحافظة عليه والاستعمال الرشيد لمكوناته والموارد الطبيعية التي تدعم بقاءه ومن أجل توحيد تقييم التنوع الحيوي على المستوى العالمي فقد تم توحيد تعريفه على أنه كامل الاختلاف والتباين بين الكائنات الحية والنظم البيئية التي هي جزء منها ويمكن تعريف الصنف أو النوع على أنه مجموعة من الأفراد المشابهة وراثيا والتي يمكن ان يقع بينهما التزاوج.
يضم التنوع الحيوي جميع أنواع الكائنات الحية نباتية أو حيوانية إلى جانب الكائنات الدقيقة وتمثل هذه الكائنات الحية جزءاً من الثروات والموارد الطبيعية على الأرض فالتنوع الحيوي باختصار هو تنوع كافة أشكال الحياة على وجه الأرض سواء كانت على اليابسة أم في باطن الأرض أم في المياه يوفر التنوع الحيوي للعالم ضمانة امكانية الحصول على إمدادات متصلة من الاغذية وأنواع لاحصر لها من المواد الخام التي يستخدمها الانسان في حياته اليومية ولبناء حاضره ومستقبله. ولايشمل التنوع الحيوي الانواع الموجودة في محيط بيئي مائي أو على اليابسة في وحدة زمنية محددة فحسب بل يشمل النظم البيئية والوراثية التي جاءت منها هذه الانواع.
الاضرار بالبيئة
لايزال الانسان ومنذ القدم يعمل دائماً وأبداً على استغلال موارد الطبيعة في حياته اليومية ولبناء تقدمه وحضارته، إلا أن استغلاله لهذه الموارد تتم أغلبها بطرق عشوائية وخاطئة، الأمر الذي أدى إلى الاضرار بالبيئة واختلال توازنها بحيث اصبحت ضعيفة هشة لاتستطيع الوفاء بمتطلباته.
وعلى هذا لابأس فإن النهوض بالبيئة من جديد لايكون فقط بالقضاء على مصادر التلوث، وانما العمل على تنمية مواردها وتحسين استخدام هذه الموارد.
وقد بدأ يظهر تأثير الإنسان على البيئة والتوازن البيئي منذ بدئه في استخدام الأدوات في استغلال الأراضي والموارد الطبيعية، وبدأ في استخدام النار وتطوير الاسلحة للصيد ومع تزايد عدد سكان الأرض ازداد الضغط على البيئة والتوازن البيئي حتى بدأ يهدد الكائنات الحية الأخرى والتنوع الحيوي.
الانسان عامل مؤثر على البيئة
إن اغلبية سطح الأرض يقع تحت سيطرة وإدارة الانسان، والانسان هو دائماً في حاجة إلى المسكن والمأكل والمشرب والملبس والعلاج وهي أمور ضرورية ولابد من تحقيقها وتلبيتها ولكن ليس على حساب البيئة والتنوع الحيوي.. وأن مبدأ حماية التنوع الحيوي يجب ان يقوم على أساس خلق توازن بين احتياجات ومتطلبات المجتمعات والافراد وبين التوازن البيئي والتنوع الحيوي دون الإخلال بأي من هذه العناصر ومن هذا المنطلق يجب ان تبدأ عملية المحافظة على البيئة والتنوع الحيوي.
ويعتمد بقاء التنوع الحيوي بشكل رئيسى على استمرارية وبقاء المصادر الطبيعية، ومبادىء استنزاف المصادر الطبيعية المتجددة وغير المتجددة إلى الاخلال بالتنوع الحيوي على الأرض وللمحافظة قدر الإمكان على التنوع الحيوي لابد من اتباع طرق للحد من هذا الاستنزاف الحاد للمصادر الطبيعية مثل :
1- العمل على ايجاد مصادر طاقة جديدة
2-التخفيف من استهلاك المصادر غير المتجددة المتاحة حالياً بتطوير تكنولوجيات معينة قادرة على استخدام المصادر المتاحة بكفاءة عالية وتقليل التلوث الناتج من استخدامها.
اقسام التنوع الحيوي
يمكن تقسيم التنوع الحيوي إلى ثلاث فئات موزعة حسب التسلسل الهرمي وهي :
- التنوع الوراثي:
ويقصد به تنوع الموروثات داخل الصنف أو النوع الواحد ممايعطي مجموعات متميز ومن نفس النوع فنجد في النوع الوحد عدة اجناس أو أنواع فرعية مثالاً نجد هناك اعداد كبيرة من انواع الأرز أو أنواع مختلفة من الخيول ويعتبر التنوع الوراثي من أهم منتجات البيئة وعلى كل المقاييس الحيوية والاقتصادية والصحية والاجتماعية فمثلاً مجتمع الطيور البرية والدجاج البري مقاوم لمعظم الامراض وظروف انخفاض وارتفاع درجات الحرارة ونقص الغذاء لا يحتمل نفس النظام للكثير من الأمراض اذا كان مربى بشكل قطعان كما في المداجن أو مزارع الطيور مثلاً .
تنوع الاصناف
ويقصد به اختلاف الانواع داخل وسط بيئي معين ويختلف توزع هذه الانواع من أماكن إلى أخرى في نفس الوسط ويعتبر عدد الانواع الموجودة في وسط بيئي محدود دلالة على غنى الأوساط بالانواع الحيوية.
تنوع الانظمة البيئية:
يقصد به النظم البيئية في البيئات المختلفة ويتضمن التنوع البيئي عدد الانواع في مناطق معينة، والادوار البيئية التي تلعبها هذه الانواع والنمط الذي تتميز به البيئة النوعية كلما عبرنا نطاقاً جغرافيا ما والنظم البيئية التي تتواجد فيها هذه الانواع بمافي ذلك العمليات التي تحدث ضمن هذه الانظمة.
قضايا التنوع الحيوي:
يعد فقدان التنوع الحيوي واحداً من أكثر الازمات العالمية الملحة ومع ان الانقراض عملية طبيعية إلا أن معدلاته تبدو في ازدياد يفوق المعدلات الطبيعية كثيرا وان مانسبته يعد 11 في المائة من مجموع الطيور و 25 في المائة في مجموع الثدييات و 20-30 في المائة من مجموع النباتات مهددة بالانقراض، فلقد فقدت المحاصيل الزراعية اكثر من نصف انواعها وإذا ماأخذت هذه الأرقام الاحصائية وطبقت على التنوع الحيوي بكامله فإنها ستجعل المستقبل يبدو كئيباً.
استنزاف التنوع الحيوي
تقدر عدد الاصناف الموجودة على الأرض في حدود 30 مليوناً وتشير الدراسات إلى أن ربع التنوع الحيوي في الأرض ربما يكون معرضاً لخطر الانقراض خلال العقدين القادمين وأن خطورة استنزاف التنوع الحيوي يتمثل ان النوع هو الوحدة الاساسية في الجماعات له صفاته الوراثية ويقع ضمن السلسلة الغذائية ويقوم بعمل معين في النظام البيئي يتمثل في نقل الطاقة من مستوى غذائي إلى مستوى غذائي آخر من انقراض هذا النوع تحدث ثغرة في السلسلة الغذائية وتضعف قدرتها على القيام بوظائفها في تحويل الطاقة والمواد الغذائية.
كما ان الانقراض وفقدان التنوع الحيوي لهما تأثير كبير على قدرة الانظمة البيئية في توجيه الخدمات كفعالة إلى الجنس البشري تبلغ نسبة الفاقد من الغابات 15 مليون هكتار سنوياً على الأقل. في حين ان اهتمام العالم في العقد الماضي كان منصباً على الغابات الاستوائية وبخاصة في مناطق حوض نهر الامازون واندونيسيا، فان التحدي سيكون في الخمس والعشرين سنة المقبلة حول كيفية وضع حلول إدارية إبداعية لأزمة غطاء الغابات مع ضرورة اعطاء اهتمام اكبر لأشكال استغلال الغابات ومنتجاتها.
أسباب انقراض العديد من الاحياء
لقد تعرضت انواع عديدة من الاحياء للانقراض والاختفاء وذلك لأسباب عديدة منها :
1- اسباب الزراعة الخاطئة
2-النشاطات العمرانية والحفريات حيث ان ازدياد عدد السكان والنمو الاقتصادي الذي تشهده العالم خلال العقود الاخيرة أدى إلى اتساع نطاق المد العمراني متمثلاً في البناءات والطرق وخطوط ابراج الكهرباء والانشاءات والنشاطات الصناعية والتغطية ممااثر على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني والنظم البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات وتدعم حياة الانسان فيها.
3- تعمير الموطن الطبيعي لها مثل إزالة الغابات وتجفيف بعض المناطق الرطبة والتي تستخدمها الاسماك والطيور كمأوى لهم وتحويلها إلى اراض زراعية.
4- الصيد الجائر، وتتم ممارسة الصيد على أنه احدى الوسائل الرياضية إلى جانب انه مصدر هام من مصادر الغذاء.
5- استخدام المبيدات الحشرية التي لاتقضي على الآفات فقط وانما يمتد أثرها للانسان والطيور.
6- الرعي بطرق غير سليمة ممايؤدي إلى تدهور المراعي الطبيعية.
7- الكشف عن البترول باستخدام المتفجرات، كما أنه يتم تنظيف خزانات السفن البترولية وتفريغ المياه التي توجد بها الشوائب البترولية في مياه البحر.
سوء استخدام الأراضي
إن مسألة الحفاظ على كأفة أصناف المياه وأشكالها على الكرة الأرضية تعتبر ذات بعد علمي وعملي وأخلاقي وجمالي.. وغالباً ما يتم تسليط الأضواء على الأصناف المهددة بالانقراض، خاصة الحيوانات التي في مجموعة ما يسمى «الحيوانات الضخمة الفائنة» مثل النمر السومطري والباندا الآسيويه وذلك لتوجيه الأنظار إليها وإظهار مدى الخطر الذي يحيط بها جراء الممارسات البشرية نحوها ونحو البيئة التي تعيش فيها، ولكن هناك بعض خبراء البيئة الذين يدافعون عن مكافحه وبعض النباتات والكائنات الحية الأقل نفعاً وتعرضاً للإنقراض مثل ديدان النمتودا الضارة بالنباتات، حيث يعتقدون أنه لابد أن يكون لها دور نافع في النظام البيئي مع أن منفعة هذه الكائنات للبيئة وما تقدمه من خدمات غير واضح في كثير من الحالات.
كما أن التهديد الرئيسي للتنوع الحيوي ناجم عن عملية استخدام الأراضي حيث أن المدن والتجمعات السكنية الضخمة تحتل 1 2 بالمائة من سطح الأرض، ولكن التغيرات والتعديلات التي تجرى على سطح الأرض بفعل الإنسان تحتل مساحة اكبر من هذه بكثير حيث إن الرغبة في امتلاك الأراضي لهدف الإنتاج الزراعي أو الاستفادة من الغابات هي في إزدياد مستمر في كثير من الدول النامية وخاصة التي تعاني من إزدياد في النمو السكاني مما سبب تقليص البقعة الطبيعية وتدمير الوسط البيئي للعديد من الكائنات الحية.. ومن اشكال التهديد الحاصل على التنوع الحيوي هو تغيير الموطن الطبيعي للعديد من الكائنات الحية أو إجبارها على ترك موطنها والانتقال إلى بيئة جديدة بقصد أو بغير قصد من الإنسان مما قد يسبب في تغير في التوازن البيئي للوسط الجديد والذي قد يؤدي إلى هلاك هذه الكائنات أو هلاك الكائنات المستوطنة هناك في الأصل كذلك لا يمكن إهمال دور التلوث والمواد السامة الناتجة عن مختلف نشاطات الإنسان في تدمير النظام البيئي والتنوع الحيوي.
وماهو المجهول؟
الكثيرون يقولون أن الإنسان يعرف عن الفضاء والنجوم أكثر مما يعرف عن الكائنات الحية التي تعيش معه على الأرض، فلا أحد يستطيع أن يجزم كم عدد أصناف الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض، أو لماذا تختلف الكائنات الحية من منطقة لأخرى أو لماذا يعيش في مناطق كائنات حية أكثر من الأخرى كلها اسئلة لايوجد لها جواب واضح وصريح فلقد تم تحديد ما يقارب 4 1 مليون صنف مختلف من الكائنات الحية، لكن هذا الرقم غير مؤكد حيث أنه لا يوجد هناك تسجيل مركزي ورسمي لهذه الأصناف.. معظم هذه الأصناف قد سجلت وفهرست في المتاحف ومراكز الأبحاث المنتشرة حول العالم وربما يكون هناك بعض التكرار في تسجيل هذه الأصناف فبعض أصناف الكائنات الحية المعروفة مثل الثدييات والطيور تمت دراستها بشكل موسع وشامل غير أنها لا تشكل إلا جزءاً ضيئلاً من هذا التنوع الهائل وهناك تقديرات عديدة لتمديد عدد هذه الأصناف تمت بطرق حسابية معتمدة على الاستدلال ولكنها معرضة للخطأ وغير دقيقة.
ومازال هناك اختلاف وجهات النظر حول أفضل الوسائل لحماية التنوع الحيوي ففي العقود السابقة، تركزت معظم الجهود على حماية بعض الأصناف المهدده بالإنقراض وبخاصة الثدييات منها لكن الآن في بعض المناطق تم تحديد مناطق واسعة كمحميات طبيعية للحياة البرية، مع هذا فإن هذه الطريقة واجهت انتقادات كونها غير كافية وغير فعالة خاصة في الدول النامية والتي يعتمد أغلبية سكانها على المصادر الطبيعية في معيشتهم.
المخاطر والمعوقات
هناك دراسات عديدة حول دور وفائدة التنوع الحيوي في الحياة الطبيعية لكن تحديد قيمة هذه الفائدة معرض للكثير من النقد والشكوك.. فعلى سبيل المثال إن دور كل من الأحياء الدقيقة التي تعيش في التربة والغطاء النباتي والغابات في إنتاج وتدوير الغذاء فيما بينها هو معروف وواضح وكذلك فائدة التنوع الجيني في بذور النباتات وأهميته في تحسين الإنتاج من حيث الكمية والنوعية كلها واضحة لانقاش فيها لكن التخوف يبقى مع فقدان بعض النباتات والحيوانات الفريدة وما ينبني عليه من تشويه للنظر الجمالي ولهذا لابد أن يكون هناك نوع من المقايضة على الخطر المحدق بالتنوع الحيوي من أجل الحفاظ على التوزان البيئي وإنشاء المحميات الطبيعية للمحافظة على التنوع الحيوي يمكن أن يؤدي إلى حرمان كثير من الناس من مصادر رزقهم الذي يعتمد بشكل اساسي على المصادر الطبيعية وخاصة في الدول النامية، وكذلك إن الدعم المادي المخصص للمحميات الطبيعية محدود، وهنا لابد من تحديد الاهداف أي الاصناف والمناطق يجب أن تخضع للحماية ومن يتحمل التكاليف.
أصناف الكائنات الحية
يتشكل التنوع الجوي من أجزاء تسمى الأصناف، ويمكن تعريف الصنف على أنه الوحدة الأساسية التي يتكون منها التنوع الحيوي، وهذا التعريف للصنف هو تعريف لأهداف عملية وتطبيقية، لكن التعريف المنتشر والشائع هو «مجموعة من الكائنات الحية التي تستطيع التهجن والتكاثر فيما بينها» ولكن أيضاً هناك بعض العيوب لهذا التعريف إذ أنه غير فعال عندما يدور الحديث حول الكائنات الدقيقة أحادية الجنس والتي تتبادل الجينات بحرية فيما بينها كذلك يبقى هناك ايضاً سؤال محير؟ ماهي المزايا والفروق التي تتوفر في الصنف الواحد حتى يتم تمييزه عن الآخر باعتباره كصنف واحد؟
المتحجرات
لقد خصصت عدد من المجلدات العلمية صفحات كثيرة لتقدير عدد الأصناف الموجودة أو التي وجدت على الأرض عن طريق دراسة المتحجرات، وتمكن العلماء من معرفة الكثير عن أصناف الكائنات الحية التي عاشت على سطح الأرض وتقدير أعدادها، لكن لا يوجد هناك إجماع على هذه التقديرات حيث إن النتائج متباينه وأن معظم هذه التقديرات كانت تعتمد على الحجم النسبي للأصناف أي أن الأصناف الأصغر حجماً تكون في العادة عديدة ومتوفرة أو أن هذه التقديرات كانت تتم استدلالاً من عدد الأصناف المعروفة والمسجلة وأن هناك شكوكاً عديدة حول هذه التقديرات وخصوصاً عندما تكون مبنية على الاستدلال كما أن الأصناف الحيوانية تشكل ما يزيد عن 70بالمائة من مجموع الأصناف المسجلة، لكن من ناحية الحجم الحيوي فإن الأصناف الحيوانية تمثل جزءاً ضئيلاً من التنوع الحيوي فمنذ بدء العلماء في دراسة أصناف الكائنات الدقيقة والاكتشافات مازالت مستمرة، فمثلاً تبين حديثاً أن هناك صنفاً بكتيرياً جديداً يعيش في الينابيع الحارة جداً.
النظام البيئي
النظام البيئي هو الوسط البيئي الذي تعيش فيه الكائنات الحية وما يحتويه من تفاعلات فيزيائية وبيولوجية وكيميائية بينه وبين الكائنات الحية وما يتخلله من انتقال للمادة والطاقة من وإلى هذا الوسط ويوجد في الطبيعة عدة مستويات الأنظمة البيئية منها الكبيرة مثل الغابات المعتدلة أو السهول والمروج، ومنها الصغيرة التي يمكن أن يكون مثلاً في جذع شجرة محطمة وهناك الكثير من الأنظمة البيئية التي تم اكتشافها حديثاً، حيث تم اكتشاف أنظمة بيئية في مناطق كان يعتقد أن الحياة فيها مستحيلة مثل البراكين والينابيع الحارة.
أهم مناطق التنوع البيولوجي
غابات المناطق المدارية وهي من أكثر المناطق غنى بالأنواع الحيوية وتحتوي على 50 90 من الأنواع في العالم رغم أنها لا تغطي سوى 7% من مساحة اليابسة عن سطح الكرة الأرضية وتحتوي على 30% من الفقاريات البرية وثلثي الأنواع العالمية من النباتات و96% من المفصليات.
الغابات المطرية المعتدلة تحتوي على تنوع حيوي واسع وكانت تحتل في وقت من الأوقات ما يقرب من 30مليون هكتار، وهذه المناطق شديدة التنوع وتقوم بدور أساسي في المحافظة على مخزون المياه العالمي ومجمعات المياه العالمية الجوفية.
الشعاب المرجانية
وتعتبر النظير المائي للغابات المدارية حيث تحتوي على أنواع حيوية هائلة تتوزع على المحيطين الهندي حيث توجد به أكبر الشعب وأكثرها عدداً من حيث الأنواع المحيط الهادي لاسيما الجزء المداري الغربي منه، وتتوزع الأحياء في مناطق الشعب المرجانية توزعاً عشوائياً بخلاف الغابات المدارية حيث توجد مناطق ترتفع فيها نسبة كثافة الأحياء مقارنة بمناطق اخرى.
البحيرات العذبة
كما هو الحال بالنسبة للجزر المنفردة حيث تعيش فيها انواع منفردة كذلك تعيش في البحيرات العذبة انواع مماثلة، وتحتوي هذه البحيرات على رصيد هائل من انواع الأسماك والضفادع والثعابين المائية والنباتات، ففي بحيرات وادي الصدع الكبير في افريقيا توجد كميات ونوعيات هائلة من الأحياء أكثر مما تحتويه أية بحيرة اخرى.
مناطق زراعة المحاصيل الحقلية
وتعتبر هذه المناطق من المناطق الغنية في العالم بالأنواع الحيوية لا سيما النباتات الزراعية التي استخدمها الإنسان منذ 12ألف سنة عندما عرف الزراعة.
إنشاء المحميمات الطبيعية
إن موضوع حماية التنوع الحيوي والاهتمام به ليس بالحديث، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدأت فكرة إنشاء المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية في محاولة للمحافظة على البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي ومنذ بدأ مثل هذه الحملات كان هناك خلاف ولا يزال قائماً حول الهدف الرئيسي منها فهل هو لإدارة واستغلال المصادر الطبيعية بطريقة علمية سليمة بدلاً من الاستغلال العشوائي أم لحماية التنوع الحيوي والحياة البرية من مختلف النشاطات البشرية.. أن هذين الهدفين وإن تعارضا احياناً فأنهما مازالا يعتبران نقطة الانطلاق نحو حماية البيئة والتنوع الحيوي.
فوائد النظام البيئي ومصادره الحيوية
إن مدى الفوائد التي تجنيها المصادر الحيوية في النظام البيئي تعكس مدى الحاجة إلى المحافظة عليها حيث يعمل النظام البيئي على تقديم خدمات مثل السيطرة على عوامل التعرية وانجراف التربة وتنظيم المناخ، والمحافظة على اسرار الدورة الغذائية، وكذلك ما يقدمه من منتجات مثل الغذاء والغابات وغيرها، هذا ويتم الاستفادة من المصادر الحيوية مثل النباتات في صناعة العديد من العقاقير الطبية مثل الاسيرين، وكذلك إن التنافس القائم بين الكائنات الحية والصراع الدائم بينها من أجل البقاء يدفعها إلى إفراز بعض المركبات الكيميائية المعقده لقتل أو تخدير عدوها أو فريستها، وقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه المركبات الكيميائية ذات قيمة عالية ويمكن الاستفادة منها في صناعة المبيدات الزراعية والعقاقير الطبية وغيرها من الاستخدامات الصناعية، أن هذه المزايا والخدمات أثارت اهتمام الناس بالنظام البيئي ومصادره الحيوية وشجعت على المحافظة عليه وبدأ الناس يتطلعون إليها من ناحية تجارية واقتصادية فلقد أدت هذه الاكتشافات إلى بعض الخلافات بين الدول النامية التي يوجد بها معظم المصادر الحيوية وبين الدول المتطورة والتي تقوم باستخراجها وتصنيفها والاستفادة منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.