يحتفل اليمن يوم غد الثلاثاء مع سائر دول العالم باليوم العالمي للبيئة، الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام تحت شعار "الاقتصاد الأخضر". ويأتي احتفال هذا العام وسط تحديات كثيرة ما زالت تهدد البيئة اليمنية، أهمها: اتساع نطاق التلوث البيئي بمختلف أشكاله وزيادة الانبعاثات الغازية الناتجة عن استهلاك مختلف أنواع الوقود وزيادة عدد وسائل النقل في المدن وانجراف التربة وتعرية الغطاء النباتي وتدهور الأراضي الزراعية والمراعي بسبب التوسع العمراني. كما يأتي الاحتفال بيوم البيئة لهذا العام في اليمن في ظل تواصل استنزاف الموارد الطبيعية الهامة خاصة الموارد المائية التي تعاني من عدم توازن حاد بين الإمداد والطلب عليها خصوصا المياه الجوفية حيث إن كمية المياه المتجدّدة تبلغ 2.5 مليار متر مكعب سنويا، بينما يبلغ معدّل السحب 4ر3 مليار متر مكعّب سنوياً، أي أن معدل الاستنزاف السنوي من مخزون المياه الجوفية يقدر بنحو 900 مليون متر مكعب. وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة أصدرت الأممالمتحدة بيان على لسان أمينها العام بان كي مون أشار فيه إلى أن اليوم العالمي للبيئة يعتبر فرصة للتركيز على الحاجة إلى تحول نموذجي نحو عالم أكثر استدامة، مبينا أن شعار الاحتفال لهذا العام "الاقتصاد الأخضر" يؤكد على ضرورة اضطلاع كل فرد بالدور المناط به في الحفاظ على البيئة التي تتأثر بالنشاطات الإنسانية المختلفة. وقال:" إن عدد سكان العالم يبلغ حاليا 7 بلايين نسمة، وهو مرشح إلى الارتفاع ليصل إلى ما يزيد على 9 بلايين نسمة بحلول عام 2050م، ما سيؤثر على الموارد الطبيعية بسبب ازدياد الطلب على الغذاء والماء والطاقة"، مؤكدا أن استدامة هذه الموارد تتطلب إتاحة الفرصة للجميع للإسهام في إيجاد التوازن المطلوب بين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتنموية. وأكد أهمية استغلال مؤتمر الأممالمتحدة المعني بالتنمية المستدامة الذي سيعقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل خلال شهر يونيو الجاري في تعميق الالتزام العالمي بالتنمية المستدامة ووضع مجموعة من الأهداف في هذا المجال، داعيا كافة المؤسسات الأفراد في المجتمع إلى تبني جميع الخيارات المتاحة التي تكفل بناء مستقبل مستدام. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في عام 1972م، يوم 5 يونيو يوما عالميا للبيئة، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية. كما صادقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأممالمتحدة للبيئة. ويهدف اليوم العالمي للبيئة إلى بلورة البعد الإنساني لقضايا البيئة على مستوى العالم وذلك من خلال تمكين الناس من لعب أدوارا فاعلة من أجل تحقيق التنمية المستدامة العادلة وترسيخ أهمية دور المجتمع في تغيير أنماط السلوك والعادات السلبية في التعامل مع البيئة وتحفيز مبدأ الشراكة حتى تنعم الشعوب بمستقبل أكثر أمنا ورفاهية.