اختتمت محادثات السلام السورية اليوم الجمعة بتقدم ضئيل، وفقا لما صرح الاخضر الابراهيمى المبعوث الاممي- العربي الخاص الى سوريا. وقال الابراهيمى ان هذه الجولة من المحادثات كانت "بداية متواضعة" واقترح ان تستأنف الجولة القادمة في 10 فبراير وهو ما وافق عليه ممثلو المعارضة بينما قال ممثلو الحكومة انهم بحاجة الى التشاور مع دمشق. وكان المؤتمر الدولي الذي يعقد بدعم من الاممالمتحدة تحت اسم جنيف 2 بهدف انهاء النزاع في سوريا المستمر منذ ثلاثة اعوام، قد جمع ممثلين من كلا من الحكومة السورية والمعارضة للمرة الاولى في خلال ثلاثة اعوام. وبعد مناقشة القضايا الانسانية على الساحة خاصة في مدينة حمص، عقد ممثلو الطرفين محادثات في اطار بيان جنيف الذي اقر عقب مؤتمر جنيف 1 وهو أول مؤتمر دولي حول سوريا عقد في عام 2012. وكان ترتيب القضايا التي تناقش نقطة شائكة خلال الاجتماعات التي استمرت سبعة ايام بوساطة الإبراهيمي نفسه، مع اصرار جانب الحكومة على وقف الارهاب كأولوية قصوى في الوقت الذي تركز فيه المعارضة على اقامة جهاز انتقالي للحكم. وبدأت جلسة التفاوض الاخيرة ي ببادرة اتفاق نادرة عندما وقف الجانبان دقيقة حدادا على أرواح 130 ألف سوري قتلوا في الحرب. لكن سرعان ما عاد الطرفان إلى سابق خلافهما. واتهم وفد الحكومة المعارضة بدعم الإرهاب لرفضها التوقيع على قرار يعارض الارهاب. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الحكومة اقترحت أن يتفق الجانبان على أهمية مكافحة العنف والإرهاب لكن الجانب "الآخر" رفض الاقتراح لأنه هو نفسه متورط في مسألة الإرهاب على حد قوله. وتصف دمشق جميع مقاتلي المعارضة بأنهم "إرهابيون".. وأعلنت دول غربية بعض الجماعات الإسلامية التي تنضوي تحت لواء المعارضة المسلحة -مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام- جماعات إرهابية ولكنها تعتبر أعضاء جماعات أخرى مقاتلين شرعيين في الحرب الأهلية. وتحدد وثيقة عام 2012 التي أصبحت أساس المحادثات مراحل انهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات وتشكيل حكومة انتقالية تصر المعارضة وحلفاؤها الغربيون على أن يستثنى منها الاسد. وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة هيئة الحكم الانتقالية -التي ترى أنها تستلزم تنحي الأسد- تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب. واتهم الوفد الحكومي السوري في مؤتمر جنيف ، وفد الائتلاف المعارض بعدم التجاوب مع ما قدمه في الملف السياسي ومكافحة الارهاب "ما أحبط مساعي وقف اراقة الدم السوري"،بحسب ما نقل الاعلام الرسمي اليوم الجمعة. ونقل التلفزيون السوري عن وفد دمشق الرسمي الى المؤتمر قوله " سعينا بكل ما أوتينا من قوة للاستفادة من انعقاد مؤتمر جنيف 2 لكن عدم تجاوب وفد الائتلاف المسمى المعارضة مع ما قدمه الوفد الرسمي السوري سواء في الملف السياسي أو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أحبط مساعينا لوقف إراقة الدم السوري". واضاف الوفد " ابدينا استعدادنا لتنفيذ جنيف 1 ولكن لايمكن ان يتم ذلك مع من لايمثلون الا انفسهم ، بل يجب أن يتم ذلك مع كل أطياف المعارضة الوطنية". وافاد التلفزيون الرسمي ان الوفد الحكومي رد على وفد الائتلاف بتأكيده ان سوريا "كانت وستبقى تحكم من قبل رجال دولة وليس من قبل هواة وأشباه رجال". في المقابل أتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري النظام السوري بإفشال مؤتمر السلام السوري جنيف 2 . وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير عقد في العاصمة الألمانية برلين اليوم إن أهمية مؤتمر جنيف 2 تكمن باجتماع المعارضة السورية مع ممثلي النظام . من جانبه شدد شتاينماير على ضرورة فتح معابر إنسانية لتوصيل المساعدات للمناطق المحاصرة, مؤكداً أهمية الاستمرار في المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى حل. وحضر إلى جنيف مسؤولون من الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين ترعيان المؤتمر لإسداء النصح لوفدي المعارضة والحكومة. وفي سياق متصل قال الوسيط الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم إن وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف قال إنه بحاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته لجولة ثانية في العاشر من فبراير المقبل. وأضاف الابراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف بعد ختام الجولة الاولى من المحادثات أن وفد حكومة دمشق لم يبلغه بأنه يفكر في عدم العودة بل على العكس قال إنه سيعود إلا أنه بحاجة للتشاور مع دمشق. وحدد الابراهيمي عشر نقاط "بسيطة" شعر أن الجانبين اتفقا عليها في المحادثات وقال إنه يرى أرضية مشتركة أكبر مما يظن الجانبان. وطلب الابراهيمي من الجانبين العودة لبحث جدول اعمال معد سلفا بعد فترة راحة تستمر أسبوعا واحدا. يذكر ان مؤتمر "جنيف 2" انطلق في 22 من الشهر الجاري بمدينة مونترو السويسرية ، بحضور وفدي الحكومة والمعارضة بغية التوصل لحل للأزمة التي تقترب من اكمال عامها الثالث ، في ظل خلافات واضحة حول نقاط التفاوض ومن ابرزها دور الرئيس بشار الاسد في مستقبل البلاد .