بدأت كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية حوارا رفيع المستوى للمرة الأولى منذ نحو سبع سنوات اليوم الأربعاء في قرية بانمونجيوم الحدودية. وذكرت وزارة التوحيد في سول إن خمسة مندوبين من كلا الجانبين بدأوا الحوار الرفيع المستوى في حوالي العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي في قصر السلام على الجانب الكوري الجنوبي من قرية الهدنة بانمونجيوم كما هو مخطط له. وصرح كيم كيو - هيون، رئيس وفد سول والنائب الأول لرئيس مكتب الأمن القومي بالرئاسة، صرح للصحفيين قبل التوجه إلى مكان عقد الحوار أنه سوف يلتقى نظيره الكوري الديمقراطي "بعقل ونهج متفتحين". وقال كيم إنه سيركز على مسألة أن يقام حدث لم شمل الأسر في الموعد الذي اتفق عليه هذا الشهر، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد أجندة لتوضع على طاولة الحوار. وسيترأس وفد كوريا الشمالية وون دونغ - يون نائب رئيس إدارة الجبهة المتحدة لحزب العمال الكوري الحاكم. ولم يحدد الطرفان جدول أعمال لهذه المحادثات، ولكن لم شمل العائلات بين البلدين من القضايا التي سيتم التطرق إليها. ويرى المراقبون في كوريا الجنوبية أن، الجانب الجنوبي سيسعى لتنفيذ برنامج لم شمل الأسر المشتتة وإقامة البرنامج بصورة دورية مع تقديم شرح حول إجراءات بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية مع التأكيد على الحاجة إلى معالجة القضية النووية بصورة ملحة من أجل إحداث تقدم حقيقي في العلاقات المشتركة بين الجانبين. ومن المتوقع أيضا أن ينتهز الوفد الجنوبي هذه الفرصة لشرح خطط حكومته لبناء حديقة السلام العالمي داخل المنطقة المنزوعة السلاح ومشاريع اقتصادية مشتركة معروفة باسم مبادرة أوروبا الآسيوية التي تشمل الكوريتين وروسيا . بينما يتوقع أن يسعى الجانب الشمالي لنقل موقفه المتمثل في المطالبة بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة بين القوتين الكورية الجنوبية والأمريكية واستئناف السياحة إلى جبل كومكانغ ورفع إجراءات 24 مايو التي تحظر التعامل مع كوريا الشمالية عقابا لها بسبب استفزازاتها العسكرية . وتعد هذه المحادثات التي تجري بين مسؤولين رفيعي المستوى من الكوريتين الأولى منذ مايو 2007 عندما عقدت الكوريتان اجتماعهما الأخير الرفيع المستوى. وكانت الكوريتان تعتزمان في الأصل عقد الحوار بين الحكومتين في يونيو 2013، ولكن كوريا الشمالية ألغت الاجتماع من جانب واحد مستندة في ذلك إلى انخفاض درجة رئيس الوفد الذي تعتزم كوريا الجنوبية إيفاده للجلوس إلى طاولة الحوار. وسوف يبحث مسؤولون على مستوى نواب وزراء من الجانبين مجمل الشؤون بين الكوريتين مع عدم انتقاء أجندة محددة سلفا. وقد اتفقت سول وبيونغيانغ على إقامة حدث لم شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية (1950 - 1953) خلال الفترة من 20 إلى 25 فبراير في منتجع جبل كومجانج السياحي بكوريا الديمقراطية. فقد تم إيقاف برنامج الجولات السياحية، الذي أطلق في عام 1998، في يوليو 2008 إثر مقتل سائحة كورية جنوبية على يد جندي من كوريا الديمقراطية. وتأتي هذه المحادثات بطلب من كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية هددت بتعليق لقاءات لم الشمل بسبب المناورات العسكرية التي تعتزم كوريا الجنوبية إجراءها مع الولاياتالمتحدة، في شهر فبراير. وتحدث سفير كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة في جنيف، سو سي بيونغ عن الحاجة إلى إنهاء جميع الأعمال العسكرية العدائية، واصفا إياها بالعراقيل التي تقف في وجه السلام. وطالب الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية بتعليق المناورات العسكرية المقررة، والتي وصفها بأنها "خطيرة وشريرة". وتعتزم قوات مشتركة من كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة إجراء تدريبات "كي ريزولف" و"فول إيجل" خلال الفترة من 24 فبراير إلى 18 أبريل، وهي فترة تتداخل يومين مع حدث لم شمل الأسر.