استدعت روسيا أمس الأحد سفيرها لدى أوكرانيا للتشاور بشان "الوضع المتدهور" في كييف بعد يوم من عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إنه "بسبب الوضع المتدهور في اوكرانيا والحاجة الى تحليل شامل للوضع اتخذ القرار باستدعاء السفير الروسي لدى أوكرانيا للتشاور في موسكو." وكان الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ، قد دعا أمس روسيا إلى احترام الخيار الاوروبي لاوكرانيا . وقال توتشينوف خلال كلمة وجهها الى الشعب الاوكراني " نحن جاهزون لاجراء حوار مع روسيا وتطوير علاقاتنا على قدم المساواة ، على ان يتم احترام الخيار الاوروبي لاوكرانيا" . وأضاف " آمل بان يتم تثبيت هذا الاتجاه خلال الانتخابات الرئاسية .. معتبرا ان الاندماج الاوروبي هو اولوية لاوكرانيا. وواجهت أوكرانيا سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة اتخذت منحى عنيفا منذ نوفمبر الماضي واندلعت أعمال عنف في يوم 18 فبراير أسفرت عن هروب الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من مقر إقامته على أطراف كييف. وتم نقل السلطة للبرلمان الذي عين رئيسا جديدا له وحدد انتخابات مبكرة في مايو المقبل وسط تصاعد المخاوف بشأن وحدة أوكرانيا مع اختبار القوة الذي ظهر خلال الأشهر الأخيرة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، حيث يحاول كل من جهته جر أوكرانيا إلى منطقة نفوذه. وشكلت القرارات المتتابعة للبرلمان الأوكراني بداية نهاية حقبة حكم الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش، لكن المستقبل لا يزال غامضا أمام معارضة لم تحدد موقفها من مجموعة من القضايا وقد أسفرت أعمال العنف التي بلغت ذروتها عن سقوط 80 قتيلا بعد أزمة حادة مستمرة منذ ثلاثة أشهر، وهو مستوى غير مسبوق من العنف في هذا البلد الذي كان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وبالنظر إلى تصريحات واشنطن تجاه موقف روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية والتي (تناقلتها القنوات والشبكات الإخبارية).. وجاء فيها على لسان مستشارة الأمن القومي الأمريكي، قولها " إن تدخل روسيا بإرسال قوات إلى كييف سيكون خطأ جسيما وليس من مصلحة أوكرانيا أو روسيا أو أوروبا أو الولاياتالمتحدة أن نرى دولة تنقسم وكذلك ليس من مصلحة أحد أن نرى عودة للعنف وتصعيدا للموقف". وجاء رد الفعل الروسي سريعا وعلى غير المتوقع، فقررت استدعاء سفيرها في العاصمة الأوكرانية كييف " للتشاور" . وأشارت التقارير الواردة من كييف إلي أن المتظاهرين المعارضين يسيطرون على جميع مداخل القصر الرئاسي الذي بدا خاليا وبلا حراسة.. وهذا ما أكده وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في تصريحات تناقلتها قناة "روسيا اليوم" الإخبارية وعدد من ( القنوات والشبكات الإخبارية) - لنظيره الأمريكي جون كيري " إن المعارضة الأوكرانية استولت عمليا على السلطة، وهي ترفض تسليم الأسلحة وتواصل الاعتماد على العنف، مشددا في الوقت ذاته ةعلى تنفيذ بنود اتفاق أوكرانيا الموقع في 21 فبراير الجاري ". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد قال- في تصريحات سابقة- إن "الأحداث في أوكرانيا تبدو وكانها مؤامرة مدبرة أكثر منها ثورة وهذا لا صلة له بالعلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، معتبرا أن التظاهرات مرتبطة بالخلافات السياسية الداخلية في أوكرانيا وأنها "انطلاقة خاطئة" للانتخابات الرئاسية لعام 2015 في البلاد. ولايزال الآلاف من المتظاهرين المعارضين يعتصمون في ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف رغم الإعلان عن اتفاق بين الرئيس المؤقت فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة من شأنه إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وبموجب الاتفاق الجديد، يكون من المحتمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أواخر هذا العام .. وينص الاتفاق الذي توسط في التوصل إليه وزراء خارجية أوروبيون، على إجراء إصلاحات في نظام الانتخابات وتعديلات في الدستور.. وإعادة العمل بدستور 2004 في غضون 48 ساعة وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال عشرة أيام والعمل فورا على إدخال اصلاحات دستورية من شأنها موازنة صلاحيات رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة، على ان تكون هذه الاصلاحات جاهزة قبل حلول شهر سبتمبر المقبل. وكذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد اعتماد دستور جديد على أن لا تتأخر عن ديسمبر المقبل ، واستصدار قانون جديد للانتخابات وإجراء تحقيق في أعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا تحت إشراف مشترك من قبل الحكومة الأوكرانية والمعارضة ومجلس أوروبا وكان آخر بنود هذا الاتفاق ألا تفرض السلطات نظام الطوارئ وتمتنع الحكومة والمعارضة عن اللجوء الى العنف وتسليم الأسلحة غير القانونية إلى الجهات المرتبطة بوزارة الداخلية.