لا تزال حكومة بينامين نتنياهو الإسرائيلية المتطرفة تمعن في سياستها الرافضة للسلام في الشرق الاوسط وذلك من خلال استمرارها في بناء المستوطنات في الضفة الغربية وحول القدسالمحتلة ومحاولتها تهويد مدينة القدس وإفراغ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من محتواها وإفشال التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي. وتواصل سلطات الاحتلال البناء في المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، على الرغم من التقارير التي قالت بأنه تم تجميد البناء فيها. ووفقا لما أوردته الإذاعة الإسرائيلية فإن التقارير التي تتحدث عن وقف للبناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية عارية عن الصحة، ,وان ما يعمله نتنياهو، هو لاعتبارات تفرضها عليه الظروف الدولية إلا أن الامتحان الحقيقي هو في النتائج على الأرض. ونشرت حكومة نتنياهو المتطرفة مناقصات لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وبضمنها في المنطقة E1، التي تفصل بين شمال وجنوب الضفة الغربية. وفيما يتواصل الاستيطان قررت ما تسمى باللجنة الفرعية للتخطيط والبناء في سلطة الاحتلال الإسرائيلي تمويل التخطيط لبناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أيضا بناء 700 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة كفار الداد المقامة في إطار تجمع مستوطنات غوش عتصيون أيضا، على أن تبلغ المساحة المقترحة للبناء هناك إلى نصف مليون متر مربع. أما في مستوطنة علي زهاف شمالي الضفة المحتلة، فقد تم التخطيط لبناء 550 وحدة استيطانية على مساحة إجمالية تصل إلى 300 دونم، بالإضافة لبناء مؤسسات عامة على ذات المساحة. ولمح وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤخرا إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيستغرق عدة أشهر أخرى بعد الموعد الذي حدده سابقا في أبريل المقبل. وكان كيري قال في 29 من يوليو الماضي عندما أعاد الطرفين إلى المفاوضات بعد توقف استمر 3 أعوام: "هدفنا سيكون تحقيق اتفاق بشأن الوضع النهائي في غضون الأشهر التسعة القادمة". ومع اقتراب تلك المهلة من نهايتها بدا أن المسؤولين الأميركيين قلصوا طموحاتهم، قائلين إنهم يحاولون صوغ "إطار عمل للمفاوضات"، كخطوة أولى. وقال كيري للصحفيين إن الأطراف "استغرقت 7 أشهر (حتى الآن) للتوصل إلى تفاهم بشان مواقفها"، مضيفا أنه "لا يعتقد أن أحدا سيشعر بالقلق إذا استغرق الأمر 9 أشهر أخرى للتوصل إلى اتفاق نهائي". وامتننع كيري الذي اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس الأسبوع الماضي، عن تقديم تقييم لما وصلت له المحادثات. وقال: "آمل بشدة أن يكون بمقدورنا جعل الطرفين كليهما يقومان بما هو ضروري للدخول إلى المرحلة الأهم وهي المرحلة النهائية. التفاوض على الوضع النهائي حول إطار عمل يكون واضحا ومحددا". وكان الفلسطينيون والإسرائيليون قد استأنفوا محادثاتهما التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة في يوليو/تموز بعد ثلاث سنوات من توقفها، على أمل التوصل إلى اتفاق في تسعة أشهر. وقال كيري، وسط غياب أي مؤشر إلى حدوث تقدم في المفاوضات، إنه قدم لإسرائيليين والفلسطينيين "بعض الأفكار" بشأن الترتيبات الأمنية في أي اتفاق في المستقبل، دون أن يفصح عن أي تفاصيل. وقال مصدر فلسطيني إن الاقتراح الأمريكي الأمني الذي قدم الأسبوع الماضي ينص على وجود عسكري إسرائيلي في وادي الأردن، الواقع في الضفة الغربيةالمحتلة منذ عشر سنوات. وقد عبرت إسرائيل أكثر من مرة عن رغبتها في الاحتفاظ بوجود عسكري في وادي الأردن بين الضفة الغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وهي المنطقة التي ستكون الحدود الشرقية لدولة فلسطينية في المستقبل. وقد رفض الفلسطينيون الشرط الإسرائيلي، واتهم مسؤول فلسطيني كبير واشنطن بالرضوخ لمطالب إسرائيل الأمنية حتى تسكت انتقادتها لمساعي القوى العالمية الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأشار مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إلى أن واشنطن تسعى إلى التوصل إلى اتفاق للأطر بشأن جميع قضايا الصراع الذي مازال دائرا لعقود، يمكن تنفيذه على مراحل، في إشارة إلى مخاوف إسرائيل الأمنية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال في واشنطن مؤخرا إن على الفلسطينيين أن يدركوا أنه ستكون هناك مرحلة انتقالية "إذ إن الإسرائيليين لا يستطيعون قبول نموذج آخر من غزة"...ولا يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا على كل ما يريدون في يوم واحد. وهذا بدوره يخلق مشكلات سياسية للرئيس عباس". وكان عباس قد ألمح إلى قبول تنفيذ تدريجي للاتفاق النهائي. لكن حماس لا تزال ترفض الاعتراف بإسرائيل. وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن المحادثات بشأن الترتيبات الأمنية ستستمر خلال زيارة كيري، وستناقش قضايا أخرى كذلك.