وجهت أوساط حكومية وحزبية ألمانية اليوم الثلاثاء، انتقادات شديدة اللهجة لتلويح الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على روسيا .. محذرة من اللجوء إلى استخدام سلاح العقوبات . وطالب مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الروسية غرنوت ارلر في تصريحات صحفية في برلين اليوم أطراف الخلاف بالتوصل لحل سلمي للأزمة قائلاً "احذر من استخدام، آلية العقوبات في الوقت الراهن الأمر الذي سيؤدي الى تقويض فرص التوصل لحل دبلوماسي وذلك رغم أن الحظوظ للتوصل لمثل هذا الحل في الوقت الحاضر قليلة" . وناشد المسؤول الألماني الجانبين الروسي والأوكراني بالتركيز على الحل السلمي للأزمة واغتنامه إلى أخر دقيقة .. معرباً في الوقت ذاته عن خيبة أمله بخصوص ما يحدث في شبه جزيرة القرم. وعلى هذا الصعيد أضاف ارلر "إذا نفذت روسيا وعودها وقامت بضم جزء من أوكرانيا فسيكون لذلك تبعات كارثية على صعيد مكانة روسيا على الساحة الدولية وكذلك على الدول التي تسعى إلى علاقات جيدة مع روسيا" . كما وحذر من جانبه المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي فيليب مسفلدر، من تبعات فرض عقوبات على موسكو على الاقتصاد الألماني قائلاً في تصريح صحفي أن "إبطال مفعول اتفاقيات الطاقة المبرمة بين روسيا وألمانيا، سيكون له تبعات كبيرة جداً على مصالح الاقتصاد الألماني". من جانبه حذر نيلز خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم أيضا من التلويح بالعقوبات قائلا في تصريح للصحفيين "صحيح أن التدخل العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم يعتبر خرقاً للقوانين الدولية ولكن يجب علينا ألا ننسى أن الولاياتالمتحدة لا تربطها علاقات اقتصادية مهمة مع روسيا". وأضاف أن "التهديد بفرض عقوبات أمر سهل بالطبع عندما تكون دولة ما غير مطالبة بتحمل مسؤولية هذه العقوبات" في إشارة من المسؤول إلى الولاياتالمتحدة. ويأتي ذلك في الوقت الذي توصف فيه العلاقات الاقتصادية الألمانية - الروسية بالجيدة جداً، خاصة مع نشاط 6000 شركة ألمانية في الأسواق الروسية.