قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لمسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي لبلاده خلال أشهر. وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال ظريف "بوسعنا القيام بهذا في غضون أربعة أو خمسة شهور أو حتى أقل". لكن اشتون حذرت من عدم وجود "ضمانات" على أن محادثاتها سوف تؤدي إلى اتفاق شامل. جاء هذا في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماع عقده الاثنان لأكثر من ساعة، ضمن المحادثات التي تجريها اشتون في أول زيارة لها إلى إيران. قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان التوصل الى اتفاق نهائي بشأن برنامج ايران النووي بين طهران والدول الست يعتمد على التزام الطرف الاخير بما اتفق عليه. واضاف ظريف خلال "نريد الوصول للاتفاق النهائي ولدينا إرادة في هذا المجال والامر يعتمد على الطرف الاخر في الالتزام بما تم الاتفاق عليه". وقالت آشتون في مستهل زيارتها إنه ليست هناك أي ضمانات حول التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني. وأضافت آشتون، إن "الاتفاق المؤقت مهم للغاية، ولكنه ليس بأهمية الاتفاق الشامل الذي يتسم بتحديات كييرة، وليست هناك ضمانات بأننا سنتمكن من النجاح في تحقيق ذلك". غير أنها أكدت بأنه سيتم بذل كل الجهود الضرورية لإنجاح المفاوضات، خصوصاً مع الدعم الشعبي الإيراني لظريف ودعم المجتمع الدولي لها. وكانت آشتون بدأت السبت أول زيارة لها لإيران منذ عام 2008 في إطار المساعي الرامية لإيجاد تسوية للبرنامج النووي الإيراني وذلك منذ زيارة خافيير سولانا في 2008، علما أن الاتحاد الأوروبي يعد طرفا أساسيا في المفاوضات النووية، وتلعب آشتون دورا مركزيا في المحادثات الحالية الصعبة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي. وتأتي هذه الزيارة تتويجا للتقارب بين إيران والدول الغربية، بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا، وتوقيع الاتفاق المرحلي في شأن البرنامج النووي لطهران في 24 نوفمبر الماضي في جنيف. وكان خبراء إيران ومجموعة الدول الست الكبرى أنهوا، يوم الجمعة الماضي، في فيينا جولة تفاوضية أولى، قبل أن يعقد اجتماع سياسي في 17 مارس الجاري. ويتوقع أن تستمر هذه المفاوضات أشهرا عدة قبل التوصل إلى اتفاق نهائي. وترغب القوى الغربية في أن تحد إيران بصفة نهائية من أنشطة تخصيب اليورانيوم لضمان عدم قدرتها على إنتاج سلاح نووي. وأمام تفاؤل ظريف قد تقف عدد من القضايا الخلافية حائلا دون التوصل لاتفاق بين إيران والقوى الست في القريب العاجل، ومن بين تلك القضايا حجم برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وموقع التخصيب في فوردو ومفاعل المياه الثقيلة في أراك. ويطالب الأوروبيون بإغلاق هذين الموقعين، لكن طهران ترفض رفضا قاطعا هذا الأمر، وتؤكد استعدادها لاتخاذ تدابير من أجل ضمان عدم حصول أي انحراف في برنامجها النووي نحو هدف عسكري. وفي نوفمبر ، توسطت اشتون في اتفاق مؤقت للحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ويقول محللون إن من المتوقع كذلك أن تتم مناقشة الحرب في سوريا، حيث أن إيران حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وهذه هي الزيارة الأولى التي تقوم بها اشتون إلى إيران منذ توليها مهام منصبها في عام 2008. ويرى المحللون، إن الهدف الرئيسي من الزيارة هو بحث إمكانية إقامة علاقة جديدة بين إيران وأوروبا. لكن الآمال معقودة كذلك على أن تبلغ اشتون رسالة للمسؤولين الإيرانيين مفادها أن هناك الكثير من الفائدة إذا استمروا في بناء علاقة جديدة مع المجتمع الدولي. وينص الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه العام الماضي على خفض نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة عليها. وتوصلت إيران إلى الاتفاق مع مجموعة (5+1) التي تضم المانيا بالإضافة إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا). وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن المسؤولة الأوروبية ستزور مدينة اصفهان التاريخية غدا.