أيد 95% من سكان شبه جزيرة القرم في جنوباوكرانيا يوم أمس الإنضمام إلى روسيا خلال الإستفتاء التاريخي الذي نظم خصيصا لتقرير مصير سكان شبه الجزيرة ، بينما أعتبرت السلطات الأوكرانية الجديدة والغرب هذا الاستفتاء غير قانوني. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن نتائج جزئية للاستفتاء أظهرت أن أكثر من 95 في المائة من الناخبين في منطقة القرم الأوكرانية صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا في الاستفتاء الذي أجري يوم أمس. وأضافت الوكالة أن ميخائيل ماليشيف رئيس لجنة الاستفتاء هو الذي أعلن هذه النسبة بعد فرز أكثر من نصف الأصوات. وقال إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 82%.. مشيرا إلى أن اللجنة المشرفة على تنظيم الاستفتاء لم تتلق أي شكوى . وذكرت مصادر رسمية في حديث لقناة /روسيا اليوم/ أن شريحة واسعة من تتار القرم شاركت في الاستفتاء. وأعلن رستم تيميرغالييف النائب الأول لرئيس حكومة القرم أن برلمان الجمهورية سيجتمع اليوم لإقرار طلب رسمي بانضمام القرم إلى روسيا. وفور إعلان النتائج، قال رئيس وزراء القرم، سيرغي أكسيونوف، مخاطبا المحتفلين الذين احتشدوا في ساحة لينين في سيمفيروبول: "نحن عائدون إلى ديارنا!"، مضيفا "القرم ذاهبة إلى روسيا"، ثم جرى عزف النشيد الوطني الروسي وقد أنشده مغنون ارتدوا لباس بحارة الأسطول الروسي في البحر الأسود. في المقابل، نقلت وكالة /إنترفاكس/ الروسية للأنباء عن رئيس المجلس الأدنى في البرلمان الروسي قوله اليوم إن المجلس سيجيز قانونا يسمح لمنطقة القرم الواقعة بجنوبأوكرانيا بالانضمام إلى روسيا في "المستقبل القريب جدا." وقال سيرغي نيفيروف إن "نتائج الاستفتاء في القرم أظهرت بوضوح أن سكان القرم لا يرون مستقبلهم إلا كجزء من روسيا." وصرح رئيس لجنة المراقبين الدوليين البولندي ماتيوش بيسكورسكي بأن" استفتاء القرم يتطابق مع جميع القواعد الدولية والإجراءات الديمقراطية". وقال " ما رأيته في القرم لا يختلف عن أي استفتاء في أي دولة أوروبية ديمقراطية". وما يزال التباين قائما بين موسكو وعواصم الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية واستفتاء القرم، الذي أيدت بموجبه غالبية ساحقة الانضمام لروسيا حيث أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره الروسي أنه وحلفاءه في الغرب لن يعترفوا أبدا باستفتاء القرم. وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الأحد (16 مارس 2014) طالب نظيره بالموافقة على إرسال مراقبين دوليين إلى المناطق الحدودية مع أوكرانيا. كما أكد أوباما أن بلاده مستعدة لأن تفرض على روسيا ما وصفها ب "أثمان إضافية". وبحسب مصادر أمريكية فإن أوباما أبلغ بوتين بأن الولاياتالمتحدة وحليفاتها لن تعترف "أبدا" باستفتاء القرم الذي صوتت فيه غالبية ساحقة من المقترعين لصالح انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا. من جانبه ذكر الكرملين أن الرئيس الروسي لنظيره الأميركي باراك أن استفتاء القرم "يتطابق تماما" مع القانون الدولي، وانه في حال رغب الغرب في إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فيجب أن يشمل نطاق عملهم كامل أراضي أوكرانيا. ونقل الكرملين عن بوتين قوله لاوباما إن استفتاء القرم "يتطابق تماما مع مبادئ القانون الدولي وشرعة الأممالمتحدة، وقد أخذ في الاعتبار خصوصا سابقة كوسوفو"، الإقليم الصربي ذي الغالبية الألبانية الذي أصبح مستقلا بدعم من الغرب ورغم معارضة روسيا. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد في وقت سابق الأحد وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مجددا عدم شرعية الاستفتاء الذي نظم في شبه جزيرة القرم الأوكرانية لإلحاقها بروسيا. وقال كيري إن "الولاياتالمتحدة لن تعترف بنتيجة" هذا الاستفتاء، طالبا من روسيا في الوقت نفسه دعم الإصلاحات الدستورية التي تعتزم أوكرانيا إجراءها، وكذلك إعادة جنودها إلى قواعدهم، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية. بدوره دان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الوضع "الخطير جدا"، ووعد برد الاثنين من قبل الاتحاد الأوروبي في حال لم تعدل روسيا عن مخططتها في اللحظة الأخيرة. من جانبهما، قال مسؤولان كبيران من الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الأحد إن الاستفتاء على انفصال شبه جزيرة القرم الأوكرانية غير قانوني وغير مشروع ولن يتم الاعتراف بنتائجه. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي روسيا الى العودة بحجم قواتها المسلحة إلى ما قبل الأزمة وسحبها إلى مناطق انتشارها العادية. ومن المقرر أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرارا بشأن إجراءات محتملة ضد روسيا في الاجتماع الذي يعقد غدا الاثنين في بروكسل. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أجرت اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي حول الأزمة الأوكرانية وبقيت مواقف الطرفين متباعدة. وأعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عقب اجتماعهم في بروكسل، وضع اللمسات الأخيرة على قائمة من عقوبات جديدة ضد روسيا بعد استفتاء القرم. وندد وزراء الخارجية بالاستفتاء واعتبروه غير قانوني وغير شرعي، ويتعارض مع الدستور الأوكراني والقانون الدولي، ومن المقرر أن تشمل العقوبات حظر سفر على مسؤولين وسياسين روس، بالإضافة إلى تجميد أصول روسية في الاتحاد الأوروبي. من جانبها، وصفت بريطانيا الاستفتاء بأنه "استهزاء" بالديمقراطية، رافضة الاعتراف بنتيجته. كذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الاستفتاء "غير قانوني ومخالف للدستور الأوكراني".