بدأت اليوم في العاصمة النمساوية فيينا جولة جديدة من المفاوضات بين القوى العالمية وإيران وذلك للبحث في الحل النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني. وستتناول المفاوضات كل ما يتعلق بموضوع تخصيب اليورانيوم من آلية التخصيب ونسبته وقضايا التخزين والاستخدام في وقت تتمسك فيه ايران بحقها في تخصيب اليورانيوم. وهذا هو الاجتماع الثاني في سلسلة اجتماعات تأمل القوى الغربية المتمثلة في الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا أن تتوج بتسوية للنزاع القائم منذ عشر سنوات والذي يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى أتون حرب جديدة. وتجرى المحادثات في جو من انعدام الثقة المتبادل والخصومة القائمة منذ سنوات ومن شأن التوتر بين روسيا والغرب فيما يتعلق بمنطقة القرم أن يزيد من هذه الأجواء لأن موسكو سبق وأن اختلفت مع الغرب بشأن أسلوب التعامل مع إيران. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم إنه متفائل بأن تتمكن طهران والقوى العالمية الست من التوصل إلى اتفاق موسع بخصوص النزاع النووي بحلول 20 يوليو . وأضاف في اليوم الثاني من المحادثات مع القوى الست في فيينا أن المفاوضات تسير بشكل "جيد" حتى الآن. واضاف ردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع أن يفي المفاوضون بالمهلة "نعم أتوقع ذلك... أنا متفائل إزاء مهلة 20 يوليو. وقال عباس عراقجي كبير مفاوضي إيران إن الأزمة الأوكرانية -وهي أسوأ مواجهة بين الغرب والشرق منذ الحرب الباردة- لم تترك حتى الآن "تأثيرا" على المحادثات مع القوى الست. وأضاف للصحفيين في ساعة متأخرة الثلاثاء "نحبذ أيضا أن تتخذ (القوى الست) مسارا موحدا في المفاوضات" مشيرا إلى أن اليوم الأول من المحادثات كان "إيجابيا وجيدا للغاية". وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي التي تنسق العملية الدبلوماسية مع إيران نيابة عن القوى الست إن هذه القوى تعمل "بأسلوب موحد". وتوقع عراقجي أيضا إجراء الجولة التالية من المحادثات في العاصمة النمساوية من السابع حتى التاسع من أبريل . وكما كان الحال في الاجتماعات السابقة كان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف ممثلا لموسكو في المحادثات المتوقع أن تختتم في ساعة متأخرة من اليوم . وتنفي إيران صحة شكوك الغرب في أن برنامجها النووي له أهداف عسكرية وتريده أن يرفع عنها عقوباته الاقتصادية في إطار الاتفاق النهائي. ومع استئناف المحادثات الرامية للتوصل الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني في فيينا حثت أغلبية كبيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي الرئيس باراك أوباما على التشبث بأن ينص أي اتفاق نهائي على ان ايران "ليس لها حق أصيل في تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي". كان هذا واحدا من عدة مطالب وردت في رسالة بعث بها 83 عضوا بالمجلس لأوباما وحثوه فيها على ان "يتمسك بهذا في أي اتفاق نهائي" تأمل القوى العالمية الست وايران التوصل اليه بحلول أواخر يوليو تموز. ويريد أعضاء المجلس منع ايران من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية على الاطلاق. وتزعم المبادرة في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو السناتور الديمقراطي روبرت منانديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس والعضو الجمهوري لنزي جراهام. ومسألة ما إذا كان ينبغي السماح لايران بتخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض للاستخدام في محطات توليد الكهرباء واحدة من قضايا عديدة يتوقع بحثها في محادثات هذا الاسبوع الرامية للتوصل الى اتفاقية شاملة بشأن برنامجها النووي. وتصر ايران التي وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة عام 1970 على ان لها الحق في تخصيب اليورانيوم لمستوى منخفض لاستخدامه في محطات توليد الطاقة النووية. وتقوم دول أخرى وقعت على المعاهدة مثل ألمانيا واليابان بتخصيب اليورانيوم لتشغيل محطات توليد الكهرباء. ويتخذ الكونجرس الامريكي خطا أكثر تشددا إزاء ايران من البيت الأبيض. وقدم منانديز مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات جديدة على ايران ومنعها من تخصيب اليورانيوم على إطلاقه وهو ما دفع أوباما للتهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده لمنع إقراره. وتعثر مشروع القانون في مجلس الشيوخ لانه لم يحصل على تأييد كاف للتغلب على الفيتو. وطلب أعضاء مجلس الشيوخ أيضا في الرسالة أن ينص أي اتفاق نهائي على تفكيك برنامج الاسلحة النووية لدى ايران ومنعها من التعامل على الإطلاق مع أي يورانيوم أو بلوتونيوم على نحو يتيح لها صنع قنبلة نووية. وتخشى القوى الغربية ان يتيح مفاعل ابحاث اراك لإيران فور تشغيله إنتاج البلوتونيوم وهو مادة أخرى -إلى جانب اليورانيوم عالي التخصيب- يمكنها إحداث تفجير نووي. وكيفية التعامل مع مفاعل اراك من القضايا الشائكة الاخرى التي يتوقع بحثها في المحادثات التي تستهدف إعداد اتفاق نهائي في النزاع النووي المستمر منذ عشر سنوات بحلول أواخر يوليو .وفي مجلس النواب بعث 395 نائبا من المجلس المكون من 435 عضوا برسالة إلى أوباما يطلبون منه فيها السعي لاتفاق لا يتيح لايران صنع أو شراء أي سلاح نووي. وقال خبير في الحد من التسلح ان الكونجرس يبعث بإشارة يمكن ان تضر بالمحادثات لان من الممكن تقليل قدرة ايران على صنع أسلحة نووية لكن لا يمكن القضاء عليها بالكامل. وقال رئيس رابطة الحد من التسلح داريل كيمبال "إذا أصر الكونجرس على نتائج لا يمكن بلوغها ... فستتضاءل فرص الحل الدبلوماسي وربما تنمو قدرات ايران النووية وتزداد فرص الصراع. الى ذلك قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إن القوى العالمية وإيران اتفقتا على إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية في فيينا في الفترة من السابع إلى التاسع من ابريل . وصرحت اشتون بذلك يوم الأربعاء بعد يومين من المحادثات في فيينا بين الجانبين. وقالت إن الدول السبع وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانياوإيران أجرت محادثات يومي 18 و19 مارس في فيينا أيضا تناولت برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم ومفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل وعقوبات الغرب على إيران.