توجه الناخبون الجزائريون صباح اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع للتصوبت في انتخابات رئاسية تعد العاشرة منذ استقلال الجزائر في عام 1962 تحتدم فيها المنافسة بين ستة مرشحين أوفرهم حظا الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة وسط حراسة أمنية مشددة بمشاركة حوالي 260 ألف شرطي. وبلغ عدد المسجلين الذي لهم حق الانتخاب في داخل الجزائر وخارجها حوالي 22 مليون و880 ألف و678 ناخبا وناخبة..فيما تمّ تخصيص 11765 مركز تصويت و49971 مكتب تصويت منها 167 مكتبا متنقلا. ويتنافس في هذه الانتخابات ستة مرشحين هم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الأوفر حظا للفوز بينهم الذي يسعى للفوز بولاية رابعة والذي حكم الجزائر 15 سنة (1999 إلى 2014)، وعلي بن فليس الذي شغل منصب رئيس الحكومة من 1999 حتى سنة 2004، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون التي تترشح للمرة الثالثة، إضافة إلى ثلاثة مرشحين آخرين لا يتمتعون بقاعدة شعبية كبيرة وهم علي فوزي رباعين وموسى تواتي و الطاهر بلعيد، والثلاثة يدعون إلى تغيير النظام. وتولى الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة رئاسة الجزائر ثلاث ولايات منذ انتخابات عام 1999. ووفق بنود قانون الانتخابات في الجزائر فان الاقتراع يبدأ في الساعة الثامنة صباحا وفق التوقيت المحلي وينتهي في نفس اليوم في الساعة السابعة مساء مع امكانية اصدار السلطات المعنية قرارا بتقديم أو تأخير الأوقات المحددة لمدة ساعة واحدة بهدف تسهيل عملية التصويت. وكان المغتربون الجزائريون قد بدأوا التصويت في مقر البعثات الدبلوماسية في الخارج منذ يوم السبت الماضي.. كما فتح باب التصويت يوم الاثنين في "الصناديق المتنقلة" للناخبين بالمناطق النائية في البوادي والصحراء الكبرى. وشهدت الحملة الانتخابية أحداث عنف استهدفت عددا من التجمعات التي نظمها مساندو بوتفليقة. وأعلن وزير الداخلية الجزائري طيب بلعيز أن حوالي 260 ألفا من رجال الشرطة يقومون بحماية الأمن العام في يوم الانتخابات. وبث التلفزيون الجزائري اليوم الخميس صورا للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية على كرسي متحرك. وأدلى بوتفليقة بصوته في إحدى مدارس العاصمة الجزائرية إلى جانب أفراد عائلته، إذ تعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها بوتفليقة أمام الملأ منذ العام الماضي بعد إصابته بجلطة دماغية. ويأتي ظهور بوتفليقة يوم الانتخابات الرئاسية، بعد أيام من الغياب عن الشعب الجزائري بعدما استقبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، فيما كان عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس المترشح، قال في الثامن من أبريل الجاري إن صحة بوتفليقة "تتحسن يوما بعد يوم" وأنه في حال أعيد انتخابه لولاية رابعة سيؤدي اليمين الدستورية في حفل عام. وبحسب الدستور الجزائري فإن "رئيس الجمهورية يؤدي اليمين أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه". وأعلنت حملة بوتفليقة يوم امس الأربعاء أن الرئيس المنتهية ولايته سيدلي بصوته شخصيا في انتخابات الرئاسة، وذلك بعد الشكوك التي حامت حول قدرته الصحية على التصويت. يذكر أن بوتفليقة (77 عاما) يرأس الجزائر منذ عام 1999 ويسعى للفوز بولاية رئاسية رابعة.وتعهد بوتفليقة في حال فوزه بمراجعة الدستور على نحو يضمن تكريس نظام ديمقراطي تشاركي. كما أدلى المرشح علي بن فليس بصوته في الانتخابات الرئاسية ...محذرًا من مغبة التزوير وعواقبه. ووعد بن فليس المنافس الرئيسي لبوتفليقة بوضع دستور توافقي بمشاركة جميع الفعاليات السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني خلال السنة الأولى من ولايته الرئاسية القادمة في حال فوزة بمنصب رئيس الجمهورية. وتتهم المعارضة الحكومة في كل مرة بالتحيز لمرشح بعينه على آخرين والتلاعب بأصوات الناخبين، ولكن الحكومة تنفي دائما وقوع أي تزوير، وتدعو هيئات دولية إلى إيفاد ممثلين عنها لمراقبة العملية الانتخابية. وقالت آخر إحصائيات للمشاركين في انتخابات الرئاسة بعد ساعتين من فتح صناديق إن نسبة الناخبين لم تتجاوز ال 9% من إجمالي نسب الناخبين . وأعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز أن "نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الجزائرية حتى الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي أي بعد ساعتين من فتح مكاتب الاقتراع، بلغت 9.15 بالمائة من إجمالي الناخبين المسجلين"...موضحا "أن لدينا مؤشرات أن هذه النسبة ستزداد بوتيرة كبيرة بعد الغروب" . وكشف الوزير أن "هناك إقبالاً كبيرًا على التصويت بولايات معينة من بين قرابة 50 ألف مكتب تصويت". وأشار إلى أن محافظة تندوف بأقصى الجنوب الغربي للبلاد التي سجلت بها أعلى نسبة مشاركة بلغت 25.69 % تليها محافظة تمنراست بنسبة 17 %. وكشفت الوزير "هذه النسب من المشاركة إذا قارناها بسنة 2009 هي تفوقها بكثير لقد سجل تحسن في نسبة التصويت". وأوضح أن أضعف نسبة مشاركة كانت بمحافظة تيزي وزو شرقي العاصمة حيث بلغت النسبة 2.66 %، تليها محافظة غرداية التي شهدت مواجهات طائفية حيث بلغ النسبة 7.5 % وكانت احزاب معارضة قد نظمت مسيرات احتجاج ودعت إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفتها بأنها مزيفة. وقبيل أربع وعشرين ساعة من بدء التصويت، فرقت الشرطة مظاهرة معارضة للحكومة...وحاولت مجموعات صغيرة من المتظاهرين إقامة اعتصام في وسط العاصمة الجزائر. غير أن رجال الشرطة منعوهم. ويقول المشاركون في هذه الاحتجاجات إن بوتفليقة غير لائق بدنيا للحكم بسبب مشكلاته الصحية. غير أن الرئيس الجزائر يتمتع بشعبية بين جزائريين كثيرين بفضل دوره في إنهاء الحرب الأهلية المدمرة وتجنيب البلاد موجات احتجاج ما يعرف بالربيع العربي.