عقدت في جنيف أمس الخميس محادثات رباعية بين الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في محاولة لحلحلة الأزمة الدولية المستعصية في أوكرانيا. وعقد هذا الاجتماع الرباعي في المدينة السويسرية بين وزراء خارجية أوكرانيا اندري ديشتشيتسا والروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وأعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن المحادثات الرباعية حول الأزمة الأوكرانية توصلت إلى اتفاق لنزع فتيل التوتر في أوكرانيا. وتحدث كيري ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون في مؤتمر صحافي في جنيف وذلك بعد مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن فيه التزام بلاده بنزع أسلحة "المجموعات غير الشرعية" في أوكرانيا. وأكد لافروف أن بلاده لا تنوي إرسال قوات إلى أوكرانيا، داعيا ل"البدء فورا في حوار وطني واسع في أوكرانيا" وإلى اعتماد نظام اللامركزية، ومنح الأقاليم سلطات أوسع، ومكانة أفضل للغة الروسية. وشكك الرئيس الامريكي باراك اوباما في إمكانية أن يؤدي الاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس الخميس في جنيف حول اوكرانيا لنزع فتيل التوتر على الارض، وهدد روسيا بفرض عقوبات اميركية واوربية جديدة عليها اذا تأزمت الامور. وقال اوباما انه ليس واثقا من ان الاتفاق سيؤدي لنزع فتيل التوتر على الارض، مهددا روسيا بفرض عقوبات اميركية واوربية جديدة عليها اذا تأزمت الامور. وصرح اوباما للصحافيين في البيت الابيض "لا اعتقد انه يمكن ان نكون واثقين من اي شيء في هذه المرحلة". واضاف ان "هناك امكانية بان تؤدي الدبلوماسية الى تهدئة الوضع"، مؤكدا في الوقت نفسه ان الاميركيين والاوروبيين سوف يشددون العقوبات على روسيا اذا لم يسجل اي تقدم في حل الازمة الاوكرانية. وكان الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف عرض الاسبوع الماضي العفو عن الانفصاليين في حال سلموا اسلحتهم، فيما اتهمت موسكو الأمين العام لحلف الناتو بتحويل الحلف إلى "نادي نخبوي" والذي يوظف "المعايير المزدوجة" في السياسة الدولية، واتهمت وزارة الخارجية الروسية الحلف باستغلال الأزمة في أوكرانيا لتحسين صورته لدى الأعضاء وتبرير وجوده من خلال حشد هذه الدول لمواجهة تهديد خيالي. وكانت الولاياتالمتحدة قد شككت الاسبوع الماضي في النتائج التي قد يفضي اليها الاجتماع الرباعي مع روسياواوكرانيا والاتحاد الاوروبي في جنيف، في محاولة لايجاد حل للازمة الاوكرانية وصرحت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون اوروبا فيكتوريا نولاند "في الواقع ليست لدينا توقعات كبرى من هذه المحادثات، لكننا نعتقد انه من المهم جدا ابقاء باب الدبلوماسية مفتوحا". وفي المقابل أتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس السلطات الأوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية"، متمنيا ألا يضطر إلى استخدام "حقه" في إرسال قوات إلى الدولة الجارة، وأكد أن الأزمة مرتبطة "بضمانات" حقوق الناطقين بالروسية. وفي لقائه التلفزيوني السنوي للرد على أسئلة الجمهور، أكد بوتين أن "الحوار" هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة. وخلال المقابلة، قال بوتين إنه لا يمكن فرض النظام في البلاد سوى بالحوار وفي إطار إجراءات ديموقراطية، وليس من خلال القوات المسلحة والدبابات والطائرات. وأضاف "من المهم جدا اليوم البحث في كيفية الخروج من هذا الوضع" و"عرض على الناس حوارا حقيقيا"، مشيرا إلى أن المحادثات الرباعية التي تعقد في جنيف "مهمة جدا". ووصف بوتين الحملة التي تقودها كييف من أجل إجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو ب"المرفوضة كليا"، مؤكدا أن موسكو لن تعترف بشرعيتها في حال تعرض مرشحون من المنطقة الشرقية لمضايقات. وانتقد بوتين بشدة العملية العسكرية التي اطلقتها كييف ضد الانفصاليين في شرق البلاد ووصف ذلك "بجريمة جدية جديدة تقوم بها سلطات كييف الحالية". ووصف الادعاءات بوجود قوات روسية في شرق أوكرانيا ب"الكلام الفارغ"، مشيرا إلى أن هؤلاء الذين يشاركون في الحراك الاحتجاجي "جميعهم مواطنين محليين". وأكد أنه "في شرق أوكرانيا لا وجود لوحدات روسية، ليس هناك قوات خاصة ولا مرشدين". وأقر بوتين وللمرة الاولى بأن القوات الروسية كانت موجودة في شبه جزيرة القرم قبل وخلال إجراء الاستفتاء حول انضمام شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا. وقال إن هدفنا كان "ضمان" شروط حرية الاقتراع. ومنح بوتين أوكرانيا شهرا لتسوية مشكلة الغاز مهددا باعتماد سياسة الدفع سلفا مقابل امدادات الغاز. ولا تزال الاوضاع شديدة التوتر في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية بين الموالين لموسكو والقوميين الاوكرانيين. وتريد موسكو فرض "فدرالية" في اوكرانيا ترى فيها حكومة كييف تهديدا بتفكيك البلاد على خلفية اختبار القوة في شرق البلاد بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات المسلحة الاوكرانية. وحذر بوتين مساء الثلاثاء الماضي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من ان اوكرانيا "على شفير حرب اهلية" لكن المسؤولين "اعربا عن الامل في ان يعطي لقاء جنيف اشارة واضحة لتعود الاوضاع سلمية" بحسب الكرملين. من جانب آخر اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس الخميس ان الاتحاد الاوروبي وافق على اجراء محادثات مع روسيا حول الغاز، محذرا موسكو من ان مصداقيتها كمصدر للطاقة على المحك. وقال باروزو في رسالة موجهة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "الاتحاد الاوروبي يقبل باقتراحكم اجراء مشاورات مع الاتحاد الروسي واوكرانيا في مجال امن امدادات الغاز وعبورة".