تواجه منطقة البلقان فيضانات اعتبرت أسوأ فيضانات تجتاح المنطقة في قرن كامل، مع تسببها في سقوط اكثر من 50 قتيلاً، وسط حال من الاستنفار لمواجهة الاثار الناجمة عنها والتي طالت اكثر من 1,6 ملايين شخص، وسط تحذيرات من خطر انتشار الأوبئة. وذكرت التقارير ان حالة الاستنفار وصلت الى اعلى مستوياتها في جمهوريات البلقان الثلاث كرواتيا وصربيا والبوسنة، بعدما غمرت الفيضانات معظم المناطق بعد ارتفاع منسوب نهر سافا من كرواتيا الى بلغراد، والذي يصب في نهر الدانوب. واوضحت ان الاضرار التي سببتها الفيضانات في المنطقة، كانت جسيمة في مناطق ساباتش وسريمسكا ميتروفيتشا واوراسجي في جمهورية البوسنة . وعملت فرق المتطوعين شمال شرق البوسنة على تعزيز السدود على طول السافا ولا سيما في منطقة بيجلجينا، فيما حاصرت المياه مدينة اوراسج بعد ان اكتسحت القرى المحيطة. واعلنت السلطات في البوسنة عن اجلاء اكثر من 100 ألف شخص حتى الان، وذلك في اسوا هجرة في البلاد منذ الحرب الاهلية التي شهدتها بين عامي 1992 و1995م. واكد مجلس وزراء البوسنة والهرسك، إن أكثر من ربع سكان البوسنة البالغ تعدادهم 4 ملايين نسمة قد تضرروا من الفيضانات، بعدما طالت العديد من المدن والقرى . ووجه المجلس نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، لتقديم المساعدة لمواجهة أضرار الفيضانات، فيما أرسلت وزارة الدفاع البوسنية طلباً إلى مركز إدارة الطوارئ والكوارث في الاتحاد الأوروبي والمنظمات المماثلة حول العالم، لدعم البلاد في مواجهة الكارثة. وفي صربيا، كانت مدينة اوبرينوفاتش احدى المدن الاكثر تضرراً، على الرغم من تمكن عمال الاغاثة من احتواء المياه حول محطة نيكولا تيسلا للكهرباء الحرارية التي تنتج 50 في المائة من استهلاك البلاد وحول محطة كوستولاتش على بعد حوالى 100 كلم من العاصمة بلغراد والتي تنتج 20 في المائة من الاستهلاك الوطني. وفي العاصمة بلغراد قام الاف المتطوعين بزيادة ارتفاع سدود بطول 12 كلم باكياس رمل لمنع اغراق المياه للعاصمة الصربية، بعدما غرق اكثر من 80 ألف هكتار من الاراضي الزراعية في المناطق المجاورة للمدينة . وذكرت السلطات الصربية انها تمكنت من اجلاء اكثر من 30 ألف منكوب حتى الان من المناطق التي غمرتها المياه، بينهم حوالي 13600 شخص من اوبرينوفاتش. واكد رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوشيتش في تصريحات له ان بلاده "تعرضت لضربة اكبر ب 10 أضعاف من اي بلد اخر في المنطقة" نظراً الى اتساع رقعة الكارثة والاضرار المادية تعرضت لها البلاد . الا ان تحسن الظروف الجوية مؤخراً، افسح المجال امام السلطات للبدء في اعمال التنظيف والتعقيم في المناطق المتضررة، في مهمة بالغة الاهمية لتجنب تفش وبائي كارثي . ودعا رئيس الوزراء الصربي الى اطلاق اعمال ازالة الركام لتجنب الاوبئة، على الفور .. مشيراً الى ان على السلطات التعامل مع اطنان واطنان من جيف الحيوانات. وذكرت الاثار التي خلفتها الفيضانات في المنطقة، خاصة مناظر تشريد مئات الالاف من السكان وتدمير المنازل والمناطق الزراعية، ذكرت مواطني البوسنة بمشاهد الخراب والدمار الذي خلفته الحرب في النصف الاول من تسعينيات القرن الماضي، التي يصعد نسيانها.