تظاهر عشرات الآلاف في اسبانيا اليوم للمطالبة بأجراء استفتاء شعبي يحدد نوعية نظام الحكم المناسب سواء باستمرارية النظام الملكي البرلماني او عودة الجمهورية في وقت يستعد فيه الملك الجديد فيليبي السادس لأداء القسم بعد تنازل أبيه الملك كارلوس عن العرش . وهتف المتظاهرون/إسبانيا ستكون في الغد جمهورية/ وهم يلوحون بالعلم المثلث الألوان الأحمر والذهبي والبنفسجي، للجمهورية الإسبانية الثانية التي أعلنت في أبريل 1931 ثم أسقطتها دكتاتورية فرانكو في 1939 بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية. كما دعت عشرات الأحزاب السياسية اليسارية ومنظمات للمواطنين إلى مظاهرات جديدة للمطالبة بإجراء /استفتاء الآن/ حول مستقبل الملكية. واعتبرت منظمة/مجلس الدولة الجمهوري/ التي دعت الى تلك المظاهرات في بيان "ان الوقت حان ليقوم جميع المواطنين الاسبان بالدفاع عن "حقهم الديمقراطي" وتقرير مستقبل البلاد والاختيار بين الاستمرار في النظام الحالي وبين النظام الجمهوري". وقالت المنظمة التي نشأت عام 2012 وتنضوي تحتها اكثر من 50 منظمة سياسية واجتماعية وثقافية في اسبانيا ان الأغلبية البرلمانية الحالية والمؤيدة بنسبة 90 بالمائة لتنصيب الأمير فيليبي ملكا لإسبانيا في 19 يونيو المقبل "لا تمثل ال90 بالمائة من المواطنين الأسبان". وشددت في هذا السياق على ان "القوى السياسية الكبرى في البرلمان الاسباني لم تعد تمثل التشكيلة الجديدة للمجتمع الاسباني الذي عانى في السنوات الأخيرة من الازمة والاقتطاعات التقشفية"... مؤكدة "ان الظروف الراهنة تتطلب عملية دستورية جديدة بقيادة المواطنين الاسبان لتقرير مستقبل البلاد". وشهدت العاصمة مدريد من بين 40 مدينة اسبانية أكبر المظاهرات الشعبية التي جابت بعض أهم شوارع المدينة والتي من المقرر ان تنتهي بمجلس شعبي في ساحة (بويرتا ديل سول) لمناقشة الخطوات اللاحقة لمتابعة العمل وتحديد مواعيد لمظاهرات جديدة للمطالبة بإجراء الاستفتاء الشعبي. وكان الملك الاسباني قد اعلن يوم الاثنين الماضي تنحيه عن العرش بعد 39 عاما على رأس الدولة الاسبانية فيما سارعت الأحزاب السياسية الكبرى وعلى رأسها الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المعارض اللذين يشكلان الأغلبية البرلمانية الى الإعلان عن تأييدهما لاستمرارية الحكم الملكي في اسبانيا. لكن احزاب اليسار الموحد والتي تعد القوة الثالثه في البلاد وهي (اذكيردا اونيدا) و (بوديموس) و (ايكو) دعت الى بتنظيم استفتاء شعبي حول استمرار النظام الملكي البرلماني في اسبانيا.. معتبرة ان الوقت قد حان لتتبنى اسبانيا النظام الجمهوري. ومن المقرر اعلان الأمير فيليبي ملكا لاسبانيا في 19 يونيو الجاري وذلك بعد مصادقة البرلمان على مشروع قانون التتويج الذي اعده مجلس الوزراء الاسباني الأسبوع الماضي علما ان الأصوات المؤيدة للحزبين الرئيسيين كفيلة بضمان الموافقة على القرار. وكان رئيس البرلمان الاسباني خيسوس بوسادا قال في تصريح صحافي الأسبوع الماضي ان التأييد البرلماني لتنصيب الأمير فيليبي ملكا سيبلغ نحو 90 بالمائة من الأصوات. ويعتقد كثيرون أن النتيجة محسومة سلفا، خاصة أن الأحزاب المؤيدة للملكية، على رأسها حزب اليمين الشعبي الحاكم في إسبانيا والحزب الاشتراكي القوة الأولى في المعارضة، تمثل أكثر من 80 في المائة من مقاعد البرلمان المنتخب في عام 2011. فيما أظهرت دراسة أعدتها (سيغما دوس) الدولية للاستشارات الاستراتيجية وبحوث الرأي العام ان 62 بالمائة فقط من الشعب الاسباني يؤيدون تنحي الملك خوان كارلوس عن العرش لصالح ابنه فيليبي.