ذكرت شركة (اس ان سي اف) المشغلة لخدمة قطارات السكك الحديدية في فرنسا اليوم أن إضرابا ينظمه عمال السكك الحديدية سيمتد إلى يوم سادس غدا الاثنين في أطول إضراب تشهده فرنسا منذ العام 2010. وجاء قرار الاستمرار في الإضراب على الرغم من الدعوات المتكررة للحوار التي وجهها رئيس الوزراء مانويل فالس واستمرار فشل النقابات العمالية ومسؤولي النقل والإدارة في التوصل إلى اتفاق خلال عدة جولات من المفاوضات بشأن خفض التكاليف وإعادة الهيكلة. وكان الإضراب الذي بدأ الأربعاء الماضي أدى إلى إلغاء نسبة تتراوح بين 30 و50 بالمئة من خدمات غالبية الخطوط الرابطة بين المدن، في حين كانت الخدمات المحلية والاقليمية وخدمات الضواحي الأكثر تضررا في العديد من المناطق وخاصة العاصمة باريس. وتدخل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الموقف للمرة الأولى أمس الأول بإعلانه أن "هناك وقتا لوقف جميع حركات (الإضراب)" ما يمثل مطالبة مباشرة بتعليق الإضراب. وطلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من المضربين في قطاع السكك الحديدية إيقاف حركتهم الاحتجاجية بسبب امتحانات شهادة البكالوريا التي ستبدأ الإثنين بفرنسا حتى لا يكون لذلك "نتائج وخيمة" على سير الامتحانات. إلا أن ممثلي العمال لم يستجيبوا للدعوة ومددوا الإضراب إلى غد ما سيلحق الضرر بالعديد من المسافرين من باريس والمدن الكبيرة الذين يعودون عادة إلى مسقط رؤوسهم في المناطق الريفية في عطلة نهاية الأسبوع. كما تأثرت حركة السائحين في فرنسا جراء الإضراب رغم عدم تضرر خدمات قطارات (يوروستار) المتجهة إلى ليل شمالي فرنسا ولندن وبلجيكا وهولندا وألمانيا والتي تعمل بشكل طبيعي. يذكر أنه من المقرر أن يناقش البرلمان الفرنسي الأسبوع المقبل مشروع قانون يدعو إلى خفض التكاليف في شركة (اس ان سي اف) التي تحتاج أيضا إلى تحديث شبكة خطوطها التي عانت من العديد من الحوادث الخطيرة على مدى العامين الماضيين. وتشير بيانات وزارة النقل الفرنسية إلى أن إجمالي ديون (اس ان سي اف) تعدى 50 مليار دولار، ومن المتوقع أن يرتفع بشكل حاد إذا لم تجر الشركة خفضا للتكاليف؛ الأمر الذي ترفضه نقابات العمال.