أثارت الاتهامات بتدبير مأزق للعملية الانتخابية بعد جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية التي جرت الأسبوع الماضي أزمة بين المرشح عبد الله عبد الله والرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي بشأن الانتخابات والتي تمثل اختبارا حاسما لطموحات أفغانستان بخصوص نقل السلطة ديمقراطيا للمرة الأولى في تاريخها. وحمل عبد الله كرزاي المسؤولية عن أي أزمة سياسية تنتج عن ذلك. ويبدو أن رفض عبد الله قبول النتيجة حتى قبل إعلان النتائج الأولية التي ليس من المقرر إعلانها قبل الثاني من يوليو المقبل أثار مخاطر انزلاق الدولة التي تمزقها الحرب في أزمة سياسية طويلة مع استعداد القوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان هذا العام. ورغم تهديدات طالبان بمنع الاقتراع في الانتخابات الأخيرة وتنفيذ هجمات على مراكز انتخابية إلا أن الأفغان أدلوا بأصواتهم في جولة الإعادة يوم السبت الماضي لكن الاتهامات بالتزوير منذ ذلك الحين أثارت أيضا أزمة بين عبد الله ومنافسه الاقتصادي السابق في البنك الدولي أشرف عبد الغني. وطلب عبد الله تعليق فرز الأصوات وأعلن أنه لا يثق في الهيئات الانتخابية. واتهم كرزاي يوم أمس الخميس بصورة مباشرة بلعب دور في الأزمة. ويمنع الدستور كرزاي من الترشح لفترة ولاية جديدة بعدما أمضى في المنصب 12 عاما. وقال عبد الله للصحفيين "أي التزامات ستعتبر غير قانونية والنتائج التي ستعلن أيا كانت.. غير مقبولة لنا." وأضاف "خلق هذا للأسف مأزقا سياسيا ورئيس هذا البلد واللجان الانتخابية مسؤولة عن هذا المأزق وأي عواقب." ومن المتوقع أن يحتفظ كرزاي بدور في السياسات حتى بعد ترك منصبه لكنه نفى مرارا مزاعم التدخل. وقال المتحدث باسم الحكومة صفة الله صفائي ردا على تصريحات عبد الله "الحكومة كانت محايدة في تلك العملية ولسنا منحازين لأي طرف." ولم يعلق عبد الغني علنا على الانتخابات منذ يوم السبت لكن المتحدثين باسمه قالوا إنهم سيواصلون التعاون مع عملية فرز الاصوات. وقال رئيس اللجنة الانتخابية في وقت سابق ان فرز الاصوات لن يتوقف لكن اللجنة مستعدة للرد على أي شكاوى يثيرها عبد الله. وخرج العشرات من مؤيدي عبد الله في مظاهرات يوم أمس في كابول مطالبين بتحرك بخصوص مزاعم التزوير. يشار إلى أنه لم ينجح أي من المرشحين الثمانية الذين خاضوا الجولة الأولى من الانتخابات في الخامس من أبريل الماضي في الفوز بأكثر من 50 في المئة من الأصوات مما استدعى إجراء جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات. وسيواجه الرئيس الجديد تحديات عدة على رأسها، تهديدات حركة طالبان والاستقرار الأمني وبخاصة برحيل القوات الدولية من أفغانستان بنهاية العام الجاري. أما التحدي الثاني فهو الاقتصاد المتباطيء إضافة إلى تفشي الفساد وغسيل الأموال وتمويل النشاطات الإرهابية. وكان عبد الله القائد السابق في التحالف الشمالي المناهض لطالبان قد فاز بنسبة 45 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات بينما حصل غاني على 31.6 في المئة. ومن المتوقع أن يحصل غاني المنتمي لقبائل البشتون على المزيد من أصوات البشتون التي كانت منقسمة بين مرشحي الجولة الأولى. وكان عبد الله تعرض الأسبوع الماضي لمحاولة اغتيال فاشلة عندما تعرض موكبه لانفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من حراسه بعد عودته من تجمع انتخابي. ولقى 233 شخصا بينهم 18 جنديا و39 مدنيا و176 مسلحا مصرعهم، خلال جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية. ونقلت صحيفة "كاما" الأفغانية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية زاهر عظيمي قوله اليوم الأحد، إن نسبة العنف ارتفعت بنسبة كبيرة أثناء جولة الإعادة مقارنة بالجولة الأولى من الانتخابات والتي تم إجراؤها في الخامس من إبريل الماضي. وأوضح أنه تم رصد ما لا يقل عن 505 تهديدات في أثناء جولة الإعادة، متضمنة 231 هجوما بعبوات ناسفة بدائية الصنع وهجوما انتحاريا بالإضافة إلى 273 عملية إطلاق رصاص حي. وأوضح عظمي أن ما لا يقل عن 8 جنود أفغان لقوا مصرعهم وأصيب 44 آخرون أثناء الجولة الأولى من الانتخابات.. مشيرًا إلى أنه بالرغم من التهديدات باستخدام العنف، شارك عدد كبير من الأفغان في تصويت جولة الإعادة لانتخاب رئيس أفغانستان المقبل.