يعتزم القادة الأوروبيون فرض ترشيح جان كلود يونكر لرئاسة المفوضية الأوروبية ،ويقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وحيداً ضد ترشيح يونكر بعد أن تخلى عنه الحلفاء الواحد بعد الآخر،لأن شركاء بريطانيا لا يعتزمون تغيير القواعد لإرضاء كاميرون ولا تأخير الجدول الزمني لتفادي خلاف مع البرلمان الأوروبي. وفي ظل القوانين الجديدة التي تبنها القادة الأوروبيون أصبح لزاما عليهم أن "يأخذوا في الاعتبار" نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي لاختيار رئيس المفوضية بعد أن كانوا يختارونه بأنفسهم،في حين ترى الحكومة البريطانية أن يونكير لا يمثل الشخصية التوافقية المطلوبة لتسيير اتحاد مثل الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن المباحثات بين القادة الاوروبيين بشأن ترشيح يونكر لرئاسة المفوضية مع ذلك ستكون صعبة لان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي يطالبان بتغيير سياسة الاقتصاد والموازنة المعتمدة حاليا وبمرونة اكبر في تطبيق قواعد العجز والدين العام. وكان كاميرون هدد الثلاثاء بطلب عملية تصويت في حال سعى شركاؤه الى "تعيين جان كلود يونكر". واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء امام النواب الالمان "اننا نحتاج الى تصويت بالغالبية المشروطة". وقالت "هذا ما تنص عليه تحديدا المعاهدات. فلن يكون الامر مأساويا اذا كان لدينا فقط غالبية مشروطة". والقرار قاطع وغير قابل للتفاوض وستتم عملية التصويت. وسيهزم رئيس الوزراء البريطاني الجمعة. بعد ان تلاشت فرصه في جمع اقلية تعطيل تشمل 92 صوتا للتصدي لهذا التصويت، خلال قمة هاربسند المصغرة قبل اسبوعين في السويد عندما اعلنت ميركل رسميا دعمها ليونكر تحت ضغط النواب الاوروبيين الالمان. واعلن رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلت الاربعاء انه بات يؤيد تعيين يونكر بعد ان نظم قبل اسبوعين اجتماعا ضد يونكر في هاربسند. وانضم اليه لاحقا رئيس الوزراء الهولندي الليبرالي مارك روتي. ووحده رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان اعلن معارضته الشديدة لتعيين رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق. وبالتالي ستحترم الاجراءات. فبعد تعيينه الجمعة من قبل المسؤولين الاوروبيين سيخضع ترشيح يونكر للتصويت خلال الجولة الثانية من البرلمان الاوروبي من 14 الى 17 يوليو المقبل. ولانتخابه على يونكر ان يجمع 376 صوتا ، وستعقد القمة الاوروبية في مكانين وموعدين. وسيتوجه رؤساء الدول والحكومات اليوم الخميس الى مدينة ابرس البلجيكية الرمزية لتكريم كل الذين سقطوا خلال الحرب. وسيلتقون حول عشاء عمل قبل العودة الى بروكسل لليوم الثاني من اعمالهم. وقال مسؤول اوروبي الاربعاء ان "هذه القمة ستكون مفعمة بالمشاعر والاحداث". ولن يتم الجمعة بحث مسالة رئاسة المفوضية الاوروبية رسميا. واعلن هذا المسؤول انه لم يعد من الوارد ربطها بالمناصب الاخرى داخل الاتحاد الاوروبي. وقال ان التعيينات لرئاسة مجلس اوروبا ووزير خارجية الاتحاد ورئاسة مجموعة يوروغروب "ٍستبحث لاحقا". وقال مصدر اوروبي اخر ان قمة استثنائية قد تنظم لهذه الغاية في منتصف يوليو. ويتم التداول اكثر واكثر بتاريخ 16 يوليو خلال جلسة البرلمان الاوروبي لكنه لم يؤكد بعد. وسيخصص عشاء الخميس في ابرس لبرنامج عمل المفوضية الاوروبية. وتلقى رئيس المجلس هرمان فان رومبوي عدة اقتراحات خصوصا من فرنسا وايطاليا ، مؤكدا انه اخذها في الاعتبار في مشروعه الذي سلم الى العواصم الاوروبية الثلاثاء. ودافع رئيس المفوضية المنتهية ولايته جوزيه مانويل باروزو عن ادائه الاربعاء وقال انه بفضل المرونة القائمة في معاهدة الاستقرار والنمو حصلت دول عدة خصوصا فرنسا على مهل اضافية لخفض عجزها العام ضمن المعايير الاوروبية تحت عتبة 3% من اجمالي الناتج الداخلي. من جهتها اكدت ميركل الاربعاء رفضها تعديل المعاهدة. وقالت "انها تحدد قواعد واضحة وتمنح امكانات مرونة عديدة".