استعرض نائب أمين عام الحوار الوطني ياسر الرعيني في ورشة عمل إقليمية عقدت بالجمهورية التونسية، تجربة الحوار الوطني في اليمن، والعوامل التي ساهمت في نجاح هذه التجربة الفريدة في المنطقة. وقدم الرعيني في الورشة التي ناقشت "دور الحوار بين الأحزاب السياسية في توطيد الديمقراطية" المبادئ التي قام عليها الحوار، ومدى الإسهام المجتمعي الفاعل في إنجاحه. وأشار إلى أن هذه التجربة المميزة ليس على مستوى الوطن فحسب بل وعلى مستوى المنطقة، التقى خلالها كافة الأطراف السياسية على طاولة واحدة يناقشون أعقد المواضيع السياسية التي خلفتها تراكمات عقود من الماضي، ومن ثم التوافق على مبادئ دستورية وقانونية لبناء اليمن الجديد.. لافتاً إلى ما مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من أهمية في معالجة كافة القضايا الوطنية بتفاصيلها، فضلاً عن اعتبارها اللبنات الأساسية لبناء المستقبل المنشود والأساس للعقد الاجتماعي الجديد الذي ستبنى عليه الدولة المدنية الحديثة. وقال :" الوثيقة الوطنية صدر عنها ما يزيد عن 1800 قرار بين موجهات ومبادئ دستورية وقانونية وقرارات وتوصيات، كما تخلل فترة انعقاد المؤتمر نحو 3500 فعالية مجتمع مدني شارك فيها الملايين من أبناء الشعب في مختلف المحافظات وتم الاستماع إلى رؤاهم وتصوراتهم وبلورتها واستيعابها ضمن المخرجات، فضلاً عن تقديم 1578 ورقة عمل ومشاركة مجتمعية للمؤتمر، وكذا زيارة 18 محافظة من قبل أعضاء المؤتمر للاستماع إلى رؤيتهم لبناء اليمن الجديد". وتطرق نائب أمين عام الحوار إلى ما تضمنته المخرجات من ضمانات لتنفيذها على أرض الواقع .. مستعرضاً الخطوات التي تلت مؤتمر الحوار والتي جرى فيها تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ولجنة صياغة الدستور، وكذا الخطوات الإجرائية في تنفيذ المخرجات. وثمن الدعم الدولي ووحدته تجاه العملية السياسية في اليمن ودعمها ومساندة الجهود اليمنية في بناء دولتهم المنشودة. وناقشت الورشة التي نظمتها المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات والمعهد الهولندي للديمقراطية التعددية، وشارك فيها ممثلا المؤتمر الوطني العام للشباب خالد اللبود وأروى السقاف، أوراق عمل حول الحوارات السياسية ودورها في بناء السلام وبناء الديمقراطية، واستعراض تجارب ناجحة كتجربتي اليمنوتونس. كما ناقشت الورشة بمشاركة 30 مشاركًا من الأردنوتونس وسوريا ولبنان وليبيا ومصر والمغرب واليمن، يمثلون أعضاء في أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وأكاديميين يمثلون توجهات أيديولوجية مختلفة، حوار الأحزاب السياسية في الممارسة والتطبيق. وهدفت الورشة إلى تعريف المشاركين بقيمة بناء التوافق من خلال الحوار بين الأحزاب السياسية بشأن المسائل الرئيسية في مرحلة الانتقال الديمقراطي، وتعميق المفاهيم المتعلقة بكيفية بدء الحوار بين الأحزاب السياسية وتيسيره، والعملية التي ينطوي عليها هذا الحوار، والوقوف على الاستراتيجيات الممكنة للتغلب على التحديات واستغلال الفرص فيما يخص الحوار بين الأحزاب السياسية. وجرى خلال الورشة إطلاق المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات والمعهد الهولندي للديمقراطية التعددية، لإصدارهما العربي الجديد "حوار الأحزاب السياسية: دليل مُيسِّر الحوار" حضر الورشة رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في تونس بن عاشور، والناطق الرسمي للهيئة غازي غرايزي، ومدير المعهد الهولندي للديمقراطية السيد هانس برونينغ، ورئيس مركز الدراسات المتوسطية أحمد أدريس.
