لقن المنتخب الالماني لكرة القدم نظيره البرازيلي درساً قاسياً في فنون الكرة، وتغلب عليه بنتيجة تاريخية قوامها 7 أهداف مقابل هدف يتيم، في المباراة التي اقيمت الليلة على ملعب جوفيرنادور ماجاليس، ليتأهل المنتخب الى المباراة النهائية في المونديال. وبدأ المنتخب البرازيلي بفريق كالاشباح .. ضعيف فنياً وتكتيكياً، وفشل مدربه العجوز لويس فيليبي سكولاري في ماراثون كروي أمام الشاب يواخيم لوف وماكيناته الألمانية. وكانت المباراة سريعة منذ البداية، وحاول أصحاب الأرض والجمهور، خلق المتاعب للماكينات الألمانية مبكراً، ونجح في الحصول على ضربة ركنية قبل مرور دقيقة على بداية المباراة، لكن لم يتم استغلالها لينجح الدفاع الالماني في ابعادها بسلام. ووجه مدافع البرازيل مارسيلو إنذاراً لكتيبة المدرب لوف، بتسديده صاروخية من خارج منطقة الجزاء مرت على يسار الحارس نوير لخارج المرمى. وبدأت الماكينة الألمانية في العمل، إثر جملة تكتيكية رائعة من الناحية اليمنى عن طريق مولر، أرسلها داخل منطقة الجزاء إلي أوزيل والذي أعادها إلى سامي خضيره سددها بقوة لكنها اصطدمت بالمدافع ديفيد لويز لتفقد خطورتها في الدقيقة ال 7. ونجح الالماني توماس مولر في إحرز الهدف الأول، بعد أن تلقى الكرة داخل منطقة الجزاء من ضربة ركنية أرسلها توني كروس، ليسكنها مولر في الشباك في الدقيقة ال 10. وحاولت البرازيل استعادة توازنها، بعد الهدف الذي منيت به شباكها، وتنظيم هجماتها من الناحية اليسرى عن طريق هالك، لكن الدفاع الالماني ومن خلفه الحارس نوير، كانوا في الموعد. وطالب البرازيلي مارسيلو من الحكم منحه ضربة جزاء، إثر تدخله مع الألماني بواتنيج داخل منطقة الجزاء في الدقيقة ال 17. وضرب الالماني كلوزه المنتخب البرازيلي بالقاضية في الدقيقة ال 20، عقب جملة أكثر من رائعة بين كروز ومولر، لتتهادى أمام كلوزه ويسددها داخل الشباك، ليزيد من معاناة راقصي السامبا. وعاد العقاب الالماني مجدداً بعد دقيقة فقط، ليسجل كروز الهدف الثالث عن طريق تسديده صاروخية سكنت الشباك البرازيلية، في ليلة ثقيلة على جماهيرها . وسجل الجلاد الالماني كروز الهدف الرابع في الدقيقة ال 25، مستغلاً الانهيار الدفاعي للمنتخب البرازيلي. وانفجرت الماكينات الألمانية في مرمى البرازيل، بعد ان نجح سامى خضيره في تسجيل الهدف الخامس في الدقيقة ال 30، ليتسابق اللاعبون الالماني في تسجيل عدد اكبر من الاهداف، وكأنهم في نزهة. وهدأ المد الالماني الرهيب، بعد استسلام راقصي السامبا، لتدور الكرة في وسط الميدان، في ليلة اشبه بالكابوس لعشاق المنتخب البرازيلي. وحاول منتخب البرازيل الجريح في تسجيل الهدف الأول لحفظ ماء الوجه، لكن صحوة الالمان بمعية التنظيم الدفاعي، كانت لهم بالمرصاد. وحاولت البرازيل نسيان الخماسية الكارثية والدخول في اجواء المباراة، الا ان الالمان لم يفوتوا شبراً واحداً في النيل من شباكهم، ليعلن الحكم نهاية الشوط الأول بعنوان /الماكينات تذل راقصي السامبا/. ودفع المدير الفني للمنتخب الالماني لوف مع بدابة الشوط الثاني باللاعب ميرتسكر بدلاً من هوملز، كما أجرى مدرب السليساو سكولاري بنزول براميرس بدلاً من هالك. وهدأت المباراة بعض الشيء عن الشوط الأول، مع تراجع المنتخب الألماني ومحاولات حماسية للمنتخب البرازيلي، لتسجيل أولى أهدافه. وظهر الحارس الالماني نوير للمرة في الأولى في الدقيقة 50 من الشوط الثاني، بعدما نجح في التصدي للكرة العرضية التي لعبها راميريس، قبل أن تصل لأوسكار، الذي سددها، لكن الحارس نوير سيطر عليها في الدقيقة ال 51. وعاد نوير ليثبت كفاءته في الدقيقة ال 53 بعد التصدي لتسديده باولينيو والتي ارتدت له مرة أخرى ليسددها في وضعية ممتازة، لكن الحارس الألماني كان سداً منيعاً، ليمنع البرازيل من تحقيق هدفه الاول. ونجح الحارس البرازيلي باولو سيزار في منع مولر من تسجيل الهدف السادس، بعد تصويبه من خارج منطقة الجزاء، لكن سيزار كان في المكان المناسب في الدقيقة 61. وأضاع الالماني شورليه الهدف السادس في الدقيقة 66 من الشوط الثاني، بعدما أنفرد بالحارس سيزار من منتصف الملعب وكان سيزار الأقرب لها. ونجح المنتخب الألماني في إحراز الهدف السادس، بعد جملة منظمة بين لام وسامي خضيره من الجانب الأيمن، وصلت في الأخير لشورليه داخل منطقة الجزاء ليسددها في الشباك محققاً نصف دستة من الاهداف قبيل انتهاء المباراة ب 20 دقيقة. وضرب الالماني شورليه مرمى البرازيل بزلزال قياسه 7 ريخيتر، بإحراز الهدف السابع في الدقيقة ال 78، في ليلة مشؤومة، بتسديد كرة صاروخية لا تصد ولا ترد. وحاول البرازيلي راميريس تسجيل هدف البرازيل الأول، من خلال تسديدة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 84، لكن الحارس الألماني كان في الزمان والمكان المناسبين. ونجح البرازيلي أوسكار في تسجيل الهدف اليتيم للسامبا في الدقيقة ال 89، بعد تخطيه الدفاع الالماني وانفراده بالحارس نوير واسكنها في الشباك، محرزاً هدف حفظ ماء الوجه. وكاد الالمان ان يزيدوا من غلة التهديف، لولا تدخل الحارس سيزار، لينهي الحكم المكسيكي نهاية المباراة بكارثة لم ينساها الكبير والصغير من عشاق راقصي السامبا.