تواصلت ردود الأفعال العالمية المنددة بحادث تحطم الطائرة الماليزية التي سقطت على الحدود الاوكرانية الروسية مساء امس وعلى متنها 280 راكبا و3 أطفال رضع و15 من طاقم الطائرة. ففي هذا السياق أعرب الرئيس الألماني يوئاخيم جاوك عن مواساة ألمانيا حكومةً وشعباً لذوي ضحايا الطائرة الماليزية المنكوبة. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه جاوك مع كل من ملك ماليزيا توانكو عبد الحليم معتصم شاه وملك هولندي ويليام الكسندر, عبر خلاله عن تضامن بلاده مع ذوى الضحايا ودعمها لكل من ماليزياوهولندا في هذا المصاب. وفي اسبانيا قال رئيس الوزراء ماريانو راخوي في تصريح للتلفزيون الرسمي لبلاده عقب اجتماع مجلس الوزراء في مدريد اليوم ان العالم بكامله له الحق في معرفة من ارتكب "العمل الوحشي" الذي تجسد في اسقاط طائرة الركاب الماليزية شرق أوكرانيا وقتل جميع ركابها. واعتبر ان "المجتمع الدولي برمته لديه الحق بمعرفة ملابسات ما جرى وعليه في الوقت نفسه أن يعمل بجهد لضمان منع وقوع ذلك النوع من الأعمال الوحشية مجددا". ونقل راخوي تضامن اسبانيا شعبا وحكومة مع عائلات الضحايا وحكومتي هولنداوماليزيا اللتين فقدتا 145 و43 مواطنا على الترتيب على أقل تقدير في ذلك الحادث المروع. وكانت وزارة الخارجية الاسبانية دعت في بيان أصدرته في وقت سابق الى إجراء تحقيق دقيق للوقوف على أسباب سقوط الطائرة التي كانت تحمل نحو 300 راكب داعية جميع الاطراف المعنية للتعاون بفعالية للكشف عن ملابسات الحادث. من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريح صحفي اليوم انه اجرى محادثات هاتفية مع زعماء عدد من دول العالم من اجل تبادل ما توفر من معلومات بشأن الطائرة الماليزية المنكوبة. واوضح كاميرون انه تحدث اليوم مع رؤساء وزراء كل من استرالياوهولنداوماليزيا مضيفا انه سيجري اتصالات مع زعماء آخرين بشأن نفس القضية. ووصف تحطم الطائرة الماليزية بأنه "حادث مروع ومرعب راح ضحيته مواطنون من عدة جنسيات"... مشددا على ضرورة بذل جميع الجهود الدولية من اجل كشف ملابسات الحادثة في أسرع وقت ممكن. وذكر كاميرون انه "في حال التأكد من ان الطائرة أسقطت بصاروخ فيجب الإسراع في محاسبة المتورطين في الحادث الصادم الذي لا يمكن التسامح معه". ودعا الى ضرورة تعاون جميع الدول المعنية بهدف اجراء تحقيق معمق يفضي لمعرفة ادق تفاصيل ما وقع للطائرة المنكوبة وايضا من اجل ضمان سرعة اعادة جثث الضحايا الى ذويهم. وكانت الحكومة البريطانية دعت في وقت سابق اليوم على لسان وزير خارجيتها فيليب هاموند الاممالمتحدة وخاصة المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو) التابعة لها الى قيادة التحقيقات الدولية في حادث سقوط للطائرة الماليزية. واكد هاموند استعداد بلاده لتقديم جميع انواع المساعدات الفنية والمادية لإنجاح اي تحقيق دولي ...مضيفا ان المساعدات يمكن ان تشمل محققين بريطانيين من (شعبة تحقيقات حوادث الطيران). من جهته عبر وزير خارجية النمسا سيبستيان كورتس اليوم عن تعاطفه مع عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة مطالبا باجراء تحقيق "فوري وشفاف ومستقل" لمعرفة اسباب سقوطها. وقال كورتس في بيان انه اذا اتضحت الاسباب الحقيقية لهذه الحادثة فيجب استخلاص النتائج التي ستنشأ عن ذلك فورا " مطالبا بالوصول الى مكان الحادث "بكل حرية وأمان" للتمكن من "اجراء تحقيق مستقل في الاسباب التي ادت الى هذه الكارثة ومن انتشال جثامين الضحايا احتراما للتقاليد الانسانية". واعرب عن مساندة النمسا لانشاء فريق اتصال ثلاثي يضم ممثلين عن كل من اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا لكي تسفر الجهود عن اجلاء الحقيقة المتعلقة بتحطم الطائرة. وجدد سيبستيان كورتس تعاطفه مع "اهالي ضحايا هذه المأساة التي لا يمكن تصورها والتي تبعث على القلق العميق". بدوره اعرب رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف عن تعازيه العميقة لضحايا حادث تحطم الطائرة قائلا في رسالة وجهها لنظيره الماليزي نجيب عبدالرزاق "اننا نشعر بصدمة عميقة جراء هذه الحادث المأساوي ونشاطركم الكرب والالم". واضاف شريف ان "هذا وقت للعزاء والحزن البالغ والحكومة والشعب في باكستان ينضمون لي في الاعراب عن تعازينا القلبية وتعاطفنا مع الحكومة والشعب في ماليزيا والى عائلات جميع الركاب الذين كانوا على متن الرحلة المنكوبة. من جانبه أعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن عن صدمته وحزنه العميقين ازاء حادث تحطم طائرة الركاب الماليزية في أوكرانيا ما أسفر عن خسائر كبيرة في الارواح. وتقدم راسموسن في بيان "بخالص التعازي لأسر وأحباء الضحايا وإلى جميع الذين تضرروا بهذه المأساة الرهيبة". يذكر أن الطائرة الماليزية كانت تحمل على متنها 280 راكبا و3 أطفال رضع و15 من طاقم الطائرة وكانت قد أقلعت من العاصمة الهولندية أمستردام متجهة إلى العاصمة كوالالمبور. وسقطت الطائرة في منطقة يسيطر عليها انفصاليون في شرقي اوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية في وقت تتبادل فيه الحكومتان الروسية والأوكرانية اتهامات بإسقاط الطائرة بصاروخ حربي.