نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع المركز الثقافي المصري بإشراف مكتب أوقاف وإرشاد أمانة العاصمة مساء اليوم بجامع التقوى بصنعاء ندوة بعنوان "حقوق غير المسلمين في بلاد المسلمين". حيث استعرض نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن المبادئ التي تحكم وتنظم علاقة المسلمين بغير المسلمين في بلاد الإسلام والحقوق المكفولة لهم في الشريعة الإسلامية من عدل ومساواة وكرامة إنسانية كما قال سبحانه:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ". وأوضح أصحاب الفضيلة العلماء الدكتور الباز الدميري والشيخ صلاح السيد والدكتور محمد عويس، أن علاقة المسلمين بغير المسلمين تحكمها المساواة والعدل والإخوة الإنسانية وكذا التعايش السلمي بين بني البشر والتآلف، بالإضافة إلى السلم وحرص الإسلام على حياة البشر من خلال التعايش بين مختلف الجنسيات والألوان. وأكدوا أن ما يحدث في بلاد الإسلام من فتن ونزاعات بين أبناء الأمة سببها مخالفة تعاليم الدين الإسلامي.. وحثوا على احترام حرية الاعتقاد والابتعاد عن الخصام والكراهية والبغضاء، وعدم اللجوء إلى العنف وفرض الأفكار بقوة السلاح، ونبذ الفرقة والاختلاف، والعمل على تعميق روح الإخوة وثقافة التسامح والتآلف وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال. وذكروا بأن الأمة تواجه تحديات كثيرة ومصاعب جمة، ما يفرض على الأمة العمل على مواجهتها والتغلب عليها من خلال تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى وتطبيق حدود الله قال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ". ودعا علماء بعثة الأزهر الشريف كافة أبناء اليمن إلى الاحتكام إلى صوت العقل والمنطق في حل كافة القضايا بعيدا عن الخلاف والعنف واللجوء إلى السلاح واستحضار الحكمة اليمانية التي وصف المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن في حديثه الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية". وابتهل العلماء إلى الله تعالى أن يحفظ اليمن، وأن يجعله آمنا مستقرا رخاءً سخاءً، وأن يصرف عنه الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.