دعت روسيا إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء الحوار فورا ،بينما كشف تقرير أممي أن المعارك بين الجيش الأوكراني والمسلحين الموالين لموسكو في شرق البلاد أوقعت أكثر من ألفي قتيل بين مدنيين وعسكريين منذ منتصف أبريل الماضي. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام المشاركين في منتدى "سيليغير" الشبابي وفق ما نقلته وسائل الإعلام الروسية على ضرورة وقف إطلاق النار وبدء الحوار في أوكرانيا. وقال لافروف: "أهم شيء الآن هو وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف، وأن تبدأ أوكرانيا حوارا وطنيا مع أقاليمها فورا"، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يكون "رهينة للأحاديث". وأكد لافروف أنه ليس من مصلحة روسيا تفكيك الدولة الأوكرانية، لكن النزاع المسلح الداخلي الذي تعيشه يجعل موسكو تنطلق من حتمية وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات بين الطرفين. وتابع الوزير الروسي قائلا: "لا يمكننا عدم احترام إرادة الشعب الأوكراني. لكنه ينبغي إعطاء هذا الشعب فرصة لأن يرى مدى إمكانية التوصل إلى اتفاقيات غير مفروضة، وذلك ليس في ظروف حرب وقصف، إنما في ظل هدنة ووقف لإطلاق النار". وأضاف لافروف أن موسكو تريد للروس أن يتعايشوا في أوكرانيا مع الأوكرانيين وجميع الأقليات القومية الأخرى في البلاد "كمواطنين محترمين مضمونة حقوقهم"، معربا عن اعتقاده بأن "من وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن المعارك بين الجيش الأوكراني والمسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أوقعت ما لا يقل عن 2220 قتيلا بين مدنيين وعسكريين منذ منتصف أبريل. وتتضمن الحصيلة المدنيين والقوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لروسيا. ويشير التقرير إلى ارتكاب طرفي النزاع في شرق أوكرانيا انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ويندد بالمضايقات والتمييز بحق المواطنين الأوكرانيين والتتار وأقليات أخرى في القرم. وفي الإطار نفسه أعلنت روسيا استعدادها لإرسال قافلة مساعدات إنسانية ثانية لشرق أوكرانيا "ولو من الغد" وذلك بعد أن دخلت قافلة سابقة الأراضي الأوكرانية الأسبوع الماضي دون إذن من كييف. وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس الأربعاء للصحفيين عن خطط إرسال قافلة روسية ثانية لشرق أوكرانيا قائلا "سيحدث هذا قريبا. الجانب الروسي مستعد لعمل ذلك ولو من الغد. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد انتقد قافلة المساعدات الأولى وعبر عن قلقه إزاء اعتزام روسيا إرسال قافلة ثانية. من جانب آخر أعلن مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر جروشكو اليوم الخميس أن موسكو ستأخذ بعين الاعتبار نشاط قوات الحلف قرب الحدود الروسية عند وضع تخطيطها العسكري. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جروشكو قوله "بالتأكيد سنأخذ بعين الاعتبار عناصر ونشاط قوات حلف الأطلسي على الحدود الروسية في تخطيطنا العسكري وسنقوم بكل ما يلزم لتوفير الأمن بشكل فعال لضمان السلامة من أي تهديدات." وكان حلف شمال الأطلسي قد اتخذ سلسلة خطوات لتعزيز وجوده العسكري في شرق أوروبا منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي تقاتل مسلحين في الشرق موالين لروسيا. وقال جروشكو إن خطط الحلف لتعزيز قواته قرب الحدود الروسية من شأنها فقط تعقيد علاقات الحلف مع موسكو وميدانيا، سيطر المسلحون الموالون لروسيا على مناطق واسعة في شرق أوكرانيا أمس الأربعاء على حساب القوات الأوكرانية التي انسحبت مخلفة وراءها أسلحة وذخائر، وتمركزوا على الطريق بين مدينتي دونيتسك ونوفوزفوسك. وتحدث تقارير عن أن أفراد الجيش الأوكراني فروا يوم الاثنين بعد معارك جرت مع المسلحين في تلك المناطق،فيما أكد حلف شمال الأطلسي وبولندا وجود أدلة على تحرك جنود روس في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندريه ليسينكو إن الجيش الروسي اتخذ مقرا للقيادة في بلدة بوبيدا التي تبعد حوالي 60 كيلومترا عن الحدود. وكان الجيش الأوكراني قد أعلن في وقت سابق الأربعاء تقدم رتل من مئة عربة عسكرية تضم دبابات ومصفحات ومنصات صواريخ غراد وصلت من روسيا إلى منطقة في جنوب دونيتسك.