تواصل حركتا فتح وحماس جولة المباحثات في القاهرة والتي بدأت امس لمعالجة الصعوبات التي وقفت اتمام اتفاق المصالحة بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني . وتجري المحادثات برعاية مصرية، ويشارك فيها عن حركة فتح عزام الأحمد وجبريل رجوب وزكريا الآغا وحسن الشيخ وصخر بسيسو، وعن حركة حماس موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمود الزهار وخليل الحية. وفي تصريح له امس رفض موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الادلاء بتفاصيل جلسات امس الاربعاء لكنه اكد ان الاجواء ايجابية بين الطرفين وجرى عرض كل النقاط وستكون نتائج طيبة من خلال عقد جلستين اضافيتين اليوم. واتفق الوفدان على عدم الادلاء باي تصريحات اعلامية حتى نهاية جلسات الحوار التي تنتهي اليوم . وستتناول جلسات الحوار، حسب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، "الخلل في تطبيق اتفاق المصالحة، وتوحيد الجهاز الأمني، والبرنامج السياسي بينهما". وتأتي هذه المحادثات بعد موافقة وفد فلسطيني مشترك على إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، في أواخر أكتوبر لإقرار هدنة دائمة في غزة. وقد اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون يوم 26 أغسطس بوساطة مصرية على وقف لإطلاق النار أنهى حربا دامت 50 يوما بين حماس والجيش الإسرائيلي. ولكن المفاوضات مع إسرائيل تتطلب حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، واتفاقها على استراتيجية واحدة. وقد اتفقت حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة وطنية من مستقلين في يونيو ، ولكن الخلافات طرأت بينهما من جديد، وهدد عباس بحل السلطة الفلسطينية، واتهم حماس بإدارة "حكومة موازية" في قطاع غزة. ويعد تشكيل حكومة وحدة وطنية من الأهمية بمكان عشية عقد مؤتمر دولي للمانحين يوم 12 أكتوبر في القاهرة، لإعادة بناء غزة. وكانت القاهرة قد استضافت جولة من المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية أعلن في ختامها أن الطرفين أكدا على "الالتزام بتثبيت التهدئة" على أن تستكمل هذه المفاوضات خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر القادم بالقاهرة بعد فترة الاعياد اليهودية وبعد عيد الأضحى. كما سيكون للنتائج التي ستسفر عنها محادثات المصالحة الفلسطينية أثر على مسار التحركات الدبلوماسية التي أطلقتها الرئاسة الفلسطينية مسنودة بالمجموعة العربية في الأممالمتحدة، سعيا لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ووضع جدولة زمنية لإنهاء الاحتلال وإعلان قيام دولة فلسطينية. وتأتي كذلك محادثات المصالحة الفلسطينية أياما قبل مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة المقرر عقده بالقاهرة في الثاني عشر من أكتوبر المقبل بمشاركة 80 دولة ومؤسسة عربية ودولية. وتعول السلطة الوطنية على هذا المؤتمر لمواجهة الوضع الحالي في قطاع غزة في ضوء عودة الآلاف من سكان القطاع بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، والذين مازالت أعداد كبيرة منهم بدون مأوى. وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) ورئيس الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، عزام الاحمد ، في تصريحات له إن الدول المانحة عبرت عن قلقها حول مدى إمكانية عقد هذا المؤتمر في ظل الخلافات التي برزت على الساحة الفلسطينية مجددا، وفي ضوء عدم استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفي سياق منفصل، إتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس على "ضرورة تقديم مساعدة انسانية لاعادة اعمار غزة"، خلال لقاء بينهما في نيويورك. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان كيري وعباس شددا خلال لقائهما على اهمية تقديم هذه المساعدة بعدما ادت الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة لمدة خمسين يوماً الى دمار هائل طاول المنازل والبنى التحتية في القطاع المكتظ بالسكان وتركت اكثر من مئة فلسطيني بدون مأوى على المدى البعيد، وفق الاممالمتحدة.