سارعت أوروبا والولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة في مواجهة احتمال انتشار وباء ايبولا خارج منطقة غرب أفريقيا الموبوءة ،مع تجاوز حصيلة ضحايا ايبولا عتبة أربعة آلاف وفاة وفق آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية، بينما أعلنت الحكومة الاسبانية إنشاء لجنة وزارية خاصة لإدارة أزمة ايبولا. وأعلنت الامم المتحدة وضع 41 من افراد طاقمها الطبي في ليبيريا بالحجر الصحي بعد اكتشاف اصابة ثانية خلال اسبوع بينهم. ويبلغ عدد بعثة الامم المتحدة في ليبيريا ستة الاف شخص. وفي الوقت نفسه اعلنت الحكومة الليبيرية منع دخول الصحافيين الى مراكز علاج المرضى لتغطية اضراب في مشفى في مونروفيا، متهمة وسائل الاعلام "بتجاوز الحدود". وقال الناطق باسم الحكومة اسحق جاكسون ان الصحافيين "ينتهكون خصوصية الناس ويلتقطون الصور لبيعها للمؤسسات الدولية ونحن سنوقف كل ذلك". وأعلنت الحكومة الإسبانية إنشاء لجنة وزارية خاصة لإدارة أزمة إيبولا . وتضم اللجنة وزارات الصحة والخارجية والدفاع والداخلية . وبعد الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين قررتا ارسال قوات واطباء الى غرب افريقيا، في حين اعلن وزير الصحة الفلبيني انريكي اونا ان بلاده تدرس ارسال عدد من العاملين في القطاع الصحي الى غرب افريقيا للمساعدة على مكافحة وباء ايبولا. وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا طلبتا من مانيلا تقديم "موارد بشرية" لمكافحة الوباء. وعززت السلطات فى مطار جي اف كينيدي الدولي في نيويورك عمليات مراقبة المسافرين القادمين من الدول الافريقية الثلاث التي تشهد اكبر انتشار للمرض. واعلنت كندا عن اجراءات مماثلة وطلبت من رعاياها مغادرة الدول التي ينتشر فيها المرض اي سيراليون وغينياوليبيريا. واكدت ان اي شخصا قادم من هذه الدول سيخضع لفحوص ومراقبة. وجاء طلب الحكومة هذا بعدما دعت الخارجية الكندية ايضا الذين ينوون التوجه الى الدول الثلاث الى الغاء رحلاتهم. وفي كولومبيا، وضع ثلاثة اشخاص عائدين من افريقيا تحت المراقبة في اطار خطة وقائية لمنع انتشار الفيروس. الا ان اثنين منهم استبعدت اصابتهم بالمرض بعد مرور فترة الحضانة المحددة ب21 يوما. اما الثالث فما زال يخضع للمراقبة مع انه لا يعاني من حمى ولا اي عوارض اخرى. كما قررت لندن تعزيز عمليات الكشف عن الامراض في مطاري هيثرو وجاتويك ومنافذ قطارات يوروستار للقادمين من الدول الثلاث، بالاضافة الى طرح اسئلة على المسافرين عن الدول التي زاروها مؤخرا. وفي هذا الإطار قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن عدد الوفيات بوباء إيبولا الذي بدء انتشاره في مارس الماضي بلغ حتى الآن 4,447 حالة وفاة من أصل 8,914 حالة إصابة، وفق ما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد. وقد بلغ عدد الإصابات بفيروس إيبولا نحو 10 آلاف حالة أسبوعيا خلال شهرين. وتوقع أيلوارد أن يتجاوز حالات الإصابة هذا الأسبوع 9000 حالة في غرب إفريقيا، وأن يستمر في الانتشار في غينيا وسيراليون وليبيريا. وأضاف في تصريحات صحفية في جينف "مع أن هناك إشارات بتباطؤ الوباء في بعض المناطق الأكثر تضررا، إلا أنه انتشر إلى عدد أكبر من المقاطعات والدول والمحافظات عما كان عليه قبل شهر"، وقال إن عدد الإصابات سيستمر في الارتفاع. وأضاف "في بعض المناطق نرى المرض يتراجع لكن لا يعني ذلك أنه سيتراجع لمستوى الصفر". وأكد أنه من السابق لأوانه استنتاج النجاح من تباطؤ المرض على ما يبدو في بعض المناطق. وفي فرنسا، سيعلن عن إجراءات جديدة بسرعة . وبعد حالة هلع في مدرسة ابتدائية تستقبل أطفالاً قدموا من غينيا، أغلق مبنى عام في إحدى ضواحي باريس الخميس الماضي لساعة ونصف الساعة على إثر توعك فتى قدم هو أيضاً من غينيا . وقد تبين إنه إنذار خاطئ . وفي واشنطن وافق مشرعون أمريكيون مؤخرا على استخدام 750 مليون دولار من أموال الدفاع لمكافحة الإيبولا في غرب أفريقيا مع تزايد المخاوف العالمية من انتشار الفيروس. وظهرت حالات إصابة غير مؤكدة في دول من مقدونيا إلى جمهورية التشيك إلى البرازيل ،بينما أدت وفاة أول شخص يتم تشخيصه على انه مصاب بالإيبولا في الولايات المتحدة هذا الأسبوع واستقبال مستشفى في اسبانيا ممرضة كانت أول من تنتقل لها العدوى خارج غرب أفريقيا إلى تحويل مفهوم الإيبولا إلى خطر عالمي بعدما كان ينظر إليه في السابق على أنه مشكلة أفريقية محلية. ودعا وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع استثنائي في بروكسل يوم 16 أكتوبر الجاري لبحث تعزيز الإجراءات في المطارات وتكثيف إجراء فحوص للمسافرين القادمين من دول تفشى فيها المرض بهدف تقليص مخاطر العدوى بدرجة أكبر في أوروبا." وجرى خلال الأيام القليلة الماضية في الولايات المتحدة الموافقة على نقل 750 مليون دولار من أموال وزارة الدفاع لمكافحة الإيبولا في غرب أفريقيا لتزول بذلك الاعتراضات النهائية على المبلغ في الكونجرس الأمريكي.