بات وباء فيروس ايبولا الذي تفشى في دول غرب أفريقيا، هاجساً يؤرق العالم ويفرض تهديدات إضافية على القارة السمراء في ظل المخاوف من انتشار الوباء خارج هذه الدول. وبذلت الدول الإفريقية مؤخرا جهودا مكثفة لتحديد استراتيجية مشتركة على مستوى القارة لمواجهة الوباء والذي تسبب بوفاة أكثر من إلفي شخص في غرب أفريقيا. وعقد الاتحاد الإفريقي اجتماعاً طارئاً بهذا الخصوص في أديس أبابا، بحث خلاله المجتمعون جدوى إجراءات احترازية لوقف انتشار الفيروس، مثل تعليق الرحلات وإغلاق الحدود بالنسبة للدول الأكثر تعرضا للوباء. وفي هذا الإطار حذرت مجموعة الدول السبع الكبرى امس الخميس، من مخاطر "عزل" دول غرب افريقيا التي ينتشر فيها فيروس ايبولا. وقالت المجموعة والتي تضم كلا من المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا، في بيان صدر على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك انه "بالرغم من ضرورة حصر انتشار ايبولا، فلا يجوز عزل الدول التي يتفشى فيها الفيروس". واعرب وزراء خارجية الدول السبع بالاضافة الى المسئولة العليا للسياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن "قلقهم العميق ازاء التفشي غير المسبوق لفيروس ايبولا في غرب افريقيا". واشارت مجموعة السبع والاتحاد الاوروبي ايضاً الى "رغبتهما في تخفيف الالام عن الدول التي يتفشى فيها الفيروس" .. مؤكدة على ان هذه المرض هو "تهديد للسلام والامن العالميين". كما اكدت ايضاً "عزمهما على تقديم الدعم لكافة الجهود الضرورية من اجل وقف تفشي فيروس ايبولا وعدم تحوله الى كارثة انسانية". واعلنت السلطات الكوبية امس انها رفعت عدد الاطباء والطواقم الصحية الذين سيرسلون الى دول غرب افريقيا للتصدي لفيروس ايبولا، من 165 الى 461 عنصراً. وذكرت مديرة الوحدة المركزية للتعاون الطبي في العاصمة الكوبية هافانا ريغلا اونغولو في تصريحات صحفية ان ما مجموعه "461 عنصراً يقومون بعملية تحضيرية" بمن فيهم 165 طبيباً وممرضاً الذين اعلن عن توجههم الى سيراليون. واضافت ان العناصر ال 296 الاخرين سوف يرسلون الى ليبيرياوغينيا ولكنها لم توضح تاريخ ارسالهم، مع العلم ان اول دفعة ستصل الى سيراليون مطلع اكتوبر المقبل. وفرضت سيراليون الحجر الصحي على اكثر من ثلث سكانها البالغ عددهم ستة ملايين شخص لوقف انتشار ايبولا، فيما دعا اجتماع في الاممالمتحدة الى بذل المزيد من الجهود في مواجهة الوباء القاتل. وبالمناسبة افتتح الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة بان كي مون في الجمعية العامة للمنظمة امس الخميس اجتماعاً حول ايبولا، دعا فيه العالم الى التحرك من اجل وقف انتشار ايبولا "الان". وقال بان كي مون خلال افتتاح الاجتماع ان "العالم قادر ويجب ان يوقف انتشار ايبولا الان" .. موضحاً ان الفيروس يقتل "اكثر من 200 شخص يوميا، ثلثاهم من النساء". بدوره، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في كلمة له، ان الجهود المبذولة لمكافحة المرض "غير كافية". ولفت اوباما الى ان "هناك تقدم وهذا مشجع، ولكن اريد ان نكون واضحين: نحن لا نتقدم بسرعة كافية، ولا نبذل ما يكفي من جهد .. مشيراً الى ان القضاء على الوباء هو "في مصلحة العالم اجمع". واعلنت منظمة الصحة العالمية في اخر حصيلة لها في 21 سبتمبر ان الحمى النزفية الشديدة العدوى ادت الى وفاة 2917 شخصاً من بين 6263 اصابة مسجلة في افريقيا الغربية، واغلبها في غينياوليبيريا وسيراليون. وفي سيراليون اعلن الرئيس ارنست باي كوروما في تصريح متلفز بث في وقت متاخر من مساء الاربعاء الماضي، فرض حجر صحي لم تحدد مدته على ثلاث محافظات اضافية ويشمل حوالى 1,2 مليون شخص. وقال ان "مناطق بورت لوكو (شمال) وبومبالي (شمال) ومويامبا (جنوب) فرض عليها حجر صحي فوري". وشدد كوروما على ان "عزل هذه المناطق سيطرح بالطبع صعوبات عدة، الا ان الاولوية هي لحماية حياة مواطنينا وبقاء البلاد". ولا تزال منطقتا كينيما وكايلاهون في شرق سيراليون على حدود غينياوليبيريا، بؤرة انتشار الفيروس، تحت الحجر الصحي منذ اغسطس الماضي. ويشمل الاجراء الجديد في هذا البلد خمس مناطق من اصل 14 منطقة في البلاد، اي اكثر من ثلث سكان البلاد. وكانت سيراليون اعلنت الاربعاء الماضي، اخراج قرابة 100 جثة و200 مريض من داخل منازل خلال عملية عزل شامل استمرت ثلاثة ايام من 19 الى 21 سبتمبر وحملة لجمع المعلومات من كل بيت انتهت الاحد. وفي ليبيريا البلد الاكثر اصابة (1677 وفاة من اصل 3280 اصابة) قدمت الصين الاربعاء مساعدات اضافية لها، بقيمة 3,2 مليون دولار لمكافحة الفيروس من بينها مليون للحكومة واثنان لبرنامج الاغذية العالمي لتوفير مساعدات غذائية. وقالت الرئيسة الليبيرية ايلن جونسون سيرليف في السفارة الصينية بحسب بيان رسمي "انتم الى جانبنا في هذه المعركة منذ بداياتها". من جهته اعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الاربعاء ان بلاده "لم تعد تعاني من ايبولا" بعد ان سجلت بلاده 8 وفيات من اصل 20 اصابة، فيما لم تسجل اي اصابة جديدة منذ 8 سبتمبر الجاري. وحذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء ان مئات الالاف سيصابون بالفيروس بحلول نهاية العام ما لم تتخذ اجراءات وقائية سريعة. ويمكن ان يؤدي فيروس ايبولا الى الوفاة في غضون ايام، فيما يسبب الفيروس حمى مرتفعة والما مبرحاً في العضلات وقيئاً واسهالاً وفي العديد من الحالات نزيفاً داخلياً وخارجياً لايمكن وقفه.