مع إعلان منظمة الصحة العالمية هذا العام أن وباء (ايبولا) الذي ينتشر بسرعة في غرب افريقيا وأودى بحياة أكثر من ستة آلاف شخص حتى الآن يستدعي "حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى العالم ،طالب صندوق الأممالمتحدة للطفولة ال(يونيسيف) الجمعة في جنيف ب 500 مليون دولار لمواصلة مساعيه من أجل وقف تفشي هذا الوباء في هذه المنطقة الموبوءة ومساعدة آلاف الأيتام. وأكد اليونيسيف أنه تسلّم من هذا المبلغ حتى الآن 200 مليون دولار (160 مليون يورو)، وأن ال 300 مليون المتبقية ستكون ضرورية لتغطية الأشهر الستة المقبلة. وقالت المتحدّثة باسم اليونيسف سارا كراو إن هذه الميزانية الكبيرة تتيح، من بين أمور اخرى، تقديم خدمات الحماية إلى عدد كبير من 10 آلاف طفل فقدوا أحد والديهم بسبب ايبولا. وقد توفي 6583 شخصًا بسبب ايبولا في غينيا وليبيريا وسيراليون، كما تفيد الحصيلة الاخيرة. وأضافت كراو أن الأموال الإضافية ستتيح ليونيسف عند الضرورة، نقل الأطفال المصابين بأمراض ايبولا الى مراكز العناية المؤقتة لمعالجتهم. وأوضحت أن الأموال ستتيح أيضا للمنظمة المساعدة على التصدي لأبرز عاملين من عوامل تفشي ايبولا، أي نقص الحجْر المبكر للمرضى وعمليات الدفن غير الآمنة. وستتيح الأموال الإضافية المتوافرة أيضًا ليونيسف تعزيز أنظمة العناية الصحية، التي كانت ضعيفة قبل ظهور ايبولا في ديسمبر 2013. وقد صدرت هذه الإعلانات بعد اجتماع دولي، انتهى الخميس في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، لإيجاد وسائل من اجل تجديد الأنظمة الصحية في البلدان المتأثرة بالحمى النزفية. من جهته، أوضح برنامج الأغذية العالمي انه قدم مساعدة غذائية الى أكثر من مليوني شخص منذ ابريل في البلدان الموبوءة. وقالت المتحدثة باسمه اليزابيث بيرز "في نوفمبر وحده، أرسل برنامج الاغذية العالمي أكثر من 10 آلاف طن من المواد الغذائية إلى أكثر من نصف مليون شخص" في البلدان الثلاثة. وقالت المنظمة في بيان ان لجنة الطوارئ التابعة لها التي اجتمعت الاربعاء والخميس في جنيف "تجمع على اعتبار ان الظروف متوافرة لاعلان حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى عالمي". في سياق متصل أعلنت وزارة الصحة في مالي يوم 11 ديسمبر الجاري، انه لم تعد توجد أي حالة اصابة بفيروس "ايبولا" في البلاد، بعد شفاء آخر مريض ومغادرته المستشفى. ويذكر ان ثمانية أشخاص في مالي اصيبوا بهذه الحمى، توفي ستة منهم وشفى اثنان آخران. وكانت أول اصابة بهذه الحمى القاتلة قد سجلت في مالي في شهر اكتوبر ، وكانت ضحيتها طفلة قادمة من غينيا، تبعها رجل آخر كان قد قدم من غينيا المجاورة ايضا. ومع ذلك لم تعلن منظمة الصحة العالمية رسميا ان مالي خالية من حمى "ايبولا"، كما حصل مع نيجيريا والسنغال، حيث حصلت فيهما عدة اصابات فقط. وفق معطيات منظمة الصحة العالمية بلغ عدد الإصابات المسجلة رسميا بحمى "ايبولا" حوالي 18 ألف اصابة، والوفيات 6533 أغلبها في غينيا وليبيريا وسيراليون. وأعلن منسق الأممالمتحدة الخاص بحمى "ايبولا" الدكتور ديفيد نبابارو، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الأممالمتحدة بعد عودته من زيارة غينيا وسيراليون وليبيريا ومالي، ان في افريقيا حوالي 100 بؤرة لانتشار هذه الحمى. وقال "الأوضاع الحالية كالآتي – نشاهد بؤر لإصابات جديدة بهذا الفيروس في البلدان التي تفشى فيها المرض، عددها حوالي 100". واشار الى تحسن الحالة مقارنة بما كانت عليه في شهر سبتمبر الماضي، وقال "نشاهد في بعض المناطق يوميا انخفاض عدد الإصابات، ولكن في مناطق أخرى نشاهد ازدياد عددها". واضاف: الوضع معقد في سيراليون وخاصة في المناطق الغربية من البلاد، حيث يستمر انتشار الوباء، في حين توقف في المناطق الشرقية. كما ان أوضاع غينيا مقلقة ايضا، خاصة في مناطق الغابات والمناطق الشمالية القريبة من مالي. من جانب آخر أوقفت السلطات الصحية في سويسرا الاختبارات السريرية للقاح ضد حمى "ايبولا"، بعد ظهور آلام لدى الخاضعين لهذه الاختبارات. وكانت هذه الاختبارات السريرية لهذا اللقاح تجري في مستشفى جامعة جنيف، حيث شعر 4 أشخاص من المتطوعين بآلام في مفاصل الأطراف العليا والسفلى، مما تسبب في وقف الاختبار، لحين تشخيص سبب هذه الآلام. ويقول ممثل المستشفى "جميع الخاضعين للاختبار بحالة صحية جيدة، وهم تحت رقابة ومتابعة طبية دائمة". وتبرع العاهل السعودي الملك عبدالله بمبلغ 35 مليون دولار للبنك الإسلامي للتنمية، مساهمة منه في دعم برنامج البنك بشأن مكافحة حمى "ايبولا" وانشاء مراكز متخصصة لعلاج المصابين في اربع دول واقعة بغرب أفريقيا وتجهيزها بالمعدات اللازمة. من جانبه أعلن البنك الإسلامي للتنمية بأنه سيستخدم هذا المبلغ في انشاء مراكز علاج في غينيا وليبيريا وسيراليون ومالي مجهزة بأحدث المعدات الطبية اللازمة. وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت يوم الأربعاء 11 ديسمبر، أن عدد قتلى وباء "إيبولا" ارتفع إلى 6388 من بين 17942 إصابة بحلول السابع من ديسمبر الحالي. ويأتي الارتفاع بسبب ظهور إصابات جديدة في سيراليون. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في آخر تحديثاتها أن سيراليون أفادت بظهور 397 حالة إصابة مؤكدة في الأسبوع المنتهي يوم السابع من ديسمبر ، وهو رقم يزيد بواقع ثلاثة أمثال إجمالي ما تم رصده في المركزين الآخرين للمرض وهما غينيا وليبيريا. وأدى تفشي إيبولا إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة في أفريقيا، وتوقع البنك الدولي أن يتراوح تأثير وباء ايبولا على اقتصادات الدول الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى بين ثلاثة مليارات وأربعة مليارات دولار.