وصف وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير الإستغلال السياسي للهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس الاسبوع الماضي من قبل حركة (بيغيدا) المعادية للاسلام في المانيا ب "الدنيء" . وقال الوزير دي ميزير في تصريحات لصحيفة (بيلد أم زونتاغ) الألمانية الأسبوعية الصادرة اليوم الأحد "استخدام مثل هذا الهجوم المروع للأهداف الخاصة يعد أمراً دنيئاً.. وإن ما تحاول (بيغيدا) فعله هنا يعد لعبة غير شريفة". وجاءت هذه التصريحات اثر تنظيم الحركة والتي تطلق على نفسها (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) وتعرف اختصاراً ب (بيغيدا) مظاهرات دورية ضد الاسلام منذ أسابيع، لاسيما في مدينة دريسن شرقي ألمانيا. ودعت الحركة الى مظاهرة في مدينة دريسدن غداً الاثنين، وهذه المرة بغرض الحداد على ضحايا باريس. واتهم الوزير الألماني حركة (بيغيدا) بالمساواة بين الدين الإسلامي والإسلام السياسي، قائلاً "قيل في البداية إن لديهم قلق من أسلمة الغرب.. والآن يقولون: ألا ترون، لقد حذرنا من الإسلام السياسي.. ويعد ذلك حقاً أمراً مزرياً". وأضاف وزير الداخلية الألماني أنه "لابد من التفرقة بين الإسلاميين الذي يدعون للظلم تحت مظلة الدين لتبرير ارتكاب الجرائم والقتل أو لأجل التطرف، وبين المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا ويمارسون عقيدتهم في ظل احترام الدستور، وليس لهؤلاء المسلمين أي علاقة بالإرهابيين". ويأتي ذلك في الوقت الذي أظهر استطلاع أجراه معهد (امنيد) لاستطلاعات الرأي مؤخراً لصالح صحيفة (بيلد أم زونتاغ) أن أغلب المواطنين الألمان لا يرون تأكيد المخاوف التي تروج لها حركة (بيغيدا) المناهضة للإسلام عن طريق الهجمات التي حدثت في فرنسا. ولم يؤيد رأي الحركة، وفقاً للاستطلاع سوى 29 بالمائة من المستطلعة ارائهم، واعتبر أغلب المواطنين الالمان وفقاً للاستطلاع نفسه، أن الإسلام دين أكثر عنفاً ووحشية من الديانات الأخرى.