اتهمت روسيا الاربعاء الولاياتالمتحدة بانها تريد "السيطرة على العالم" بفرض موقفها حيال الازمة الاوكرانية على الاوروبيين، تعليقا على خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما حول حال الاتحاد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي ان "الولاياتالمتحدة تريد السيطرة على العالم"..مضيفا "ان خطاب اوباما امس يثبت انه في قلب الفلسفة الاميركية هناك امر واحد"نحن الافضل" ولا بد للعالم من الاقرار بذلك". وتاكيدا على كلامه ذكر لافروف بان واشنطن تباهت مرارا بانها "فرضت" على شركائها الاوروبيين العقوبات الاقتصادية على روسيا التي يتهمها الغرب بتقديم دعم عسكري للانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا. وحذر من ان الاوضاع "ستتغير وهذا التغيير سيستغرق بعض الوقت و ان الاميركيين سيدركون انه لا يمكن البقاء باستمرار على هذا الموقف" ..داعيا الولاياتالمتحدة وجميع البلدان الاخرى على اتباع "فلسفة التعاون وليس الدكتاتورية". واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن شعب أوكرانيا يجب أن يقرر مستقبله دون أي تدخل خارجي..مضيفا موسكو مستعدة لتطوير التعاون مع الاتحاد الأوروبي، وأن ذلك يتطلب تجاوز المشاكل التي ظهرت نتيجة الأزمة الأوكرانية من خلال العمل على أساس المساواة والاحترام المتبادل. وشدد الوزير الروسي على ضرورة الحوار المباشر بشأن كافة القضايا بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك ..مشيرا إلى أن العمل في إطار "النورماندي" وكذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يجب أن يساعد على هذا الحوار المباشر. وقال إن روسيا متمسكة بتسوية الأزمة الأوكرانية سلميا، ..مشيرا إلى أن اتفاقات مينسك هي الأساس الواقعي لهذه التسوية وعلى ضرورة إطلاق حوار أوكراني مباشر شامل، مشيرا إلى أن الغرب بدأ يدرك عدم وجود بديل لذلك. وأكد الوزير ان موسكو تؤيد موقف كييف بشأن سحب الأسلحة الثقيلة عن خط الفصل بين القوات في شرق أوكرانيا والذي تم تحديده في مذكرة مينسك الصادرة في 19 سبتمبر.. مشيرا إلى أن موسكو استخدمت نفوذها لإقناع ممثلي دونيتسك ولوغانسك للموافقة على ذلك. من جهة أخرى قال لافروف إنه لا يمكن تأجيل إجراء الإصلاح الدستوري الذي سيسمح بالمصالحة بين مناطق غرب ووسط وجنوب شرق أوكرانيا. وبشأن مراقبة الحدود الروسية الأوكرانية قال الوزير الروسي إن هذه المسألة يمكن حلها فقط بعد تسوية النزاع في شرق أوكرانيا نهائيا ومنح المناطق الخاضعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين الوضع الخاص وفقا لاتفاقات مينسك. وأشار لافروف في الوقت ذاته إلى إمكانية حل مسألة مشاركة ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مراقبة الحدود الروسية الأوكرانية (بين روسيا ومقاطعتي دونيتسك ولوغانسك)، موضحا أن المراقبين الدوليين في هذه الحالة سيضطرون للتعامل مع هؤلاء الذين يسيطرون على المعابر من الجانب الأوكراني. وأعلن وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستدعم عملية إجراء انتخابات محلية في جنوب شرق أوكرانيا بعد سحب القوات من خط الفصل..مشيرا إلى أن ضرورة التنمية الاقتصادية وتفعيل العملية السياسية تمثل أساسا للتوصل إلى اتفاق بين السلطات الأوكرانية وقادة مناطق جنوب شرق البلاد. ونفى الوزير الروسي قيام روسيا بتزويد قوات دونيتسك ولوغانسك بالسلاح، قائلا: "لم تكن في أوكرانيا أية أسلحة باستثناء الأسلحة السوفيتية والروسية.. لكن بعض دول الناتو والاتحاد الأوروبي بدأوا توريدها. نرى أن هذا يتناقض مع قواعد الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وأكد لافروف أن الحديث الجدي حول وجود أية أسلحة روسية لا يتطلب إلا تقديم "أدلة ملموسة". من جهة أخرى قال الوزير الروسي إنه لا يمكن التشكيك في معاناة المدنيين في جنوب شرق أوكرانيا، لكن هناك من يقول إن "الإرهابيين يقصفون أنفسهم". من جانبه اتهم الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مقابلة مع صحيفة روسية الاربعاء الغربيين باستخدام النزاع الاوكراني "لعزل روسيا وخنق اقتصادها واسقاط (الرئيس) فلاديمير بوتين". وقال بيسكوف لصحيفة ارغومنتي اي فاكتي "لو لم تكن هناك القرم او شرق اوكرانيا لوجدوا امرا آخر"..مضيفا "انني مقتنع بان الغرب لن يدعنا وشأننا وان عزل روسيا سيكون خطأ". واكد الناطق باسم بوتين ان الاقتصاد الروسي مضبوط "على الرغم من العقوبات غير الشرعية" التي اتخذتها الدول الغربية ورافقها انخفاض اسعار النفط مما ادى الى تراجع قيمة الروبل. وقال بيسكوف "اكرر ما قاله فلاديمير بوتين: كل شئ تحت السيطرة ونعرف ماذا نفعل وكيف نفعل ذلك ولدينا كل ما نحتاج لفعله". وردا على سؤال عن النزاع في شرق اوكرانيا حيث استؤنفت المعارك قبل اسبوع، قال بيسكوف ان روسيا لا تملك وسائل تسويته..مضيفا ان "كل ما بوسع روسيا فعله قامت به". واشار الى قوافل المساعدات الانسانية وتسليم شحنات الفحم والكهرباء الى جنوب شرق اوكرانيا..موضحا "انه نزاع وطني لن ينتهي الا بالحوار ووحدها الحكومة الاوكرانية تستطيع ان تفعل ذلك". واكد ان اوكرانيا ستبقى في المستقبل مرتبطة اقتصاديا بروسيا الا ان بيسكوف اعترف بان روسيا وعلى الرغم من "النشوة الوطنية" التي تلت ضم شبه جزيرة القرم تمر بمرحلة تقلبات بسبب "مواجهتها مع الغرب".. مضيفا"انها مواجهة سياسية وعقائدية واعلامية ودبلوماسية لكنها لحسن الحظ ليست عسكرية". وكان اوباما قد اشاد مرة جديدة في خطابه الثلاثاء ب"العمل الصعب" الذي انجزته الولاياتالمتحدة من اجل "فرض عقوبات" ضد موسكو العام الماضي ..مضيفا "اليوم الولاياتالمتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك".