حذرت إيران أن فرض الكونجرس الأمريكي مزيدا من العقوبات سيقضى على عملية التفاوض بين طهران والقوى العالمية الست بشأن برنامجها النووي،فيما اعتبرت واشنطن أن فرص تحقيق نجاح في هذه المفاوضات تصل إلى 50%". وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من أن فرض حظر اميركي جديد على ايران سيقوض فرص التوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي. واضاف ظريف بعد اللقاء مع نظيره الاميركي جون كيري في دافوس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، إن هناك اتفاقا يفسح المجال للتوصل الى اتفاق واذا عمد احدهم الى نسفه فسيجد نفسه معزولا عن المجتمع الدولي سواء كان الكونغرس الاميركي او ايا كان. ودعا ظريف المجتمع الدولي الى الوقوف ضد اي عملية من شأنها تعطيل مكسب في غاية الاهمية..مؤكدا اعتقد ان الوصول الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة حول البرنامج النووي محتمل جدا، اذا لم يعرقله الكونغرس. وتابع قائلا، اننا لن نخسر شيئا بالوصول الى اتفاق واعتقد اننا يمكننا الوصول الى اتفاق قريبا، وارى ان احتمالا ملحوظا قائم الان للوصول الى اتفاق ولا ينبغي ان نهدر هذه الفرصة. وفي المقابل قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست اليوم إن "احتمالات تحقيق نجاح في هذه المفاوضات الدبلوماسية تصل في أفضل الأحوال إلى 50%". ويتزامن اللقاء مع بدء محادثات نووية تستمر يومين في زوريخ بين وفدين ايراني واميركي. وكان الاجتماع الثاني بين الوفدين الايراني والاميركي قد انتهى الجمعة في مدينة زيوريخ السويسرية. وعقد الوفدان في اليوم الاول اجتماعين الاول صباحا والثاني عصرا واستغرق الاجتماعان نحو خمس ساعات تطرق فيهما الجانبان الى القضايا التي تعترض التوصل الى اتفاق نووي شامل. وقد واصل خبراء الوفدين اجتماعاتهما بعد انتهاء الاجتماع بين مساعدي وزير الخارجية الايرانية ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمن. ويشارك في هذه المفاوضات التي تستمر يومين، عن الجانب الايراني مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، ومساعد الخارجية لشؤون اوروبا واميركا مجيد تخت روانجي، ومدير عام وزارة الخارجية الايرانية في الشؤون السياسية والامن الدولي حميد بعيدي نجاد. ويترأس وفد واشنطن المسؤولة الأميركية وندي شيرمان. وتعقد هذه الجولة الجديدة غير المتوقعة بعد أقل من أسبوع من سلسلة لقاءات في جنيف وأيضا في باريس بين الإيرانيين والأمريكيين. ويدفع عدد كبير من نواب الكونغرس الاميركي حاليا الى تبني قانون يفرض حظرا جديدا ضد ايران تدريجيا في حال فشل المفاوضات الدولية الجارية مع الدول الست الكبرى بهدف الضغط على طهران. لكن الرئيس الاميركي يعتزم الاستمرار في وضع اليد على المحادثات من دون تدخل الكونغرس، وهدد باستخدام حقه في النقض (الفيتو) امام كل تشريع يتعلق بفرض عقوبات ضد ايران. من جهته ناشد وزير الخارجية الاميركي جون كيري وممثلوه أعضاء الكونغرس الاميركي عدم التصويت على قوانين تفرض عقوبات إضافية على إيران. وفي أعقاب لقاء في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أوضح كيري للصحافيين أن "أساس مفاوضاتنا هو أن تظهر بكل وضوح للملأ أيا يكن مضمون الاتفاق، إن امتلاك السلاح النووي ليس ممكنا أو انه تم التخلي عنه أو الاثنين معا". وحذر من أن فرض عقوبات جديدة سيهدد وحدة القوى العظمى إزاء إيران، مضيفا إن"تحرك الولاياتالمتحدة من جانب واحد ليس على الدوام الطريق الأفضل". ودعا دبلوماسيون اوروبيون كبار الخميس اعضاء الكونغرس الاميركيين الى افساح مزيد من الوقت لنجاح المحادثات النووية قبل فرض حظر جديد على ايران. ويطالب بعض أعضاء الكونغرس الأميركي بموافقة مجلسيه على اتفاق محتمل، فيما يؤيد آخرون تبني قانون يفرض عقوبات بشكل تدريجي على ايران اعتبارا من يوليو في حال فشل المفاوضات الدولية. وعقدت إيران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) حتى الآن 11 جولة من المفاوضات، وبعد الفشل في التوصل إلى حل شامل يوم 24 نوفمبر الماضي بسبب الخلافات القائمة التي تتركز أساساً حول حجم تخصيب اليورانيوم وآلية إلغاء الحظر، اتفق طرفا المفاوضات على تمديد اتفاق جنيف (خطة العمل المشتركة) سبعة أشهر أخرى، وأكدا أنهما سيبذلان قصارى جهدهما للوصول إلى نتيجة في غضون أربعة أشهر.