ساد الهدوء الحذر المشوب بالتوتر اليوم الخميس حدود جنوبلبنان مع الأراضي الفلسطينية واللبنانيةالمحتلة في أعقاب الهجوم الذي شنه حزب الله على آليتين عسكريتين في منطقة جبل روس، مما أدى إلى مقتل ضابط وجندي إسرائيليين، في الوقت الذي توعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولين عن الهجوم بدفع الثمن. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كثفت من تحليقها في أجواء حاصبيا والعرقوب ومرجعيون وعلى ارتفاع منخفض،وذلك منذ الساعة الواحدة ليلا حتى حوالي الخامسة والنصف فجرا في ظل هدوء حذر يسود مختلف المنطقة الحدودية وخصوصا محور مزارع. من جهته أعتبر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان نشرته الوكالة أن "التصعيد الإسرائيلي في المناطق الحدودية بعد العملية التي جرت في شبعا المحتلة من شأنه أن يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة". وأعلنت قوات اليونفيل في بيان أن ستة صواريخ أطلقت ظهرا باتجاه إسرائيل من محيط منطقة الوزاني الحدودية، تلاها قصف إسرائيلي على المنطقة ذاتها، ثم أطلقت خمسة صواريخ من محيط كفرشوبا نحو الجانب الإسرائيلي، تلاها أيضا قصف إسرائيلي. وقبل يومين من خطاب مرتقب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشأن الغارة الاسرائيلية على القنيطرة التي قتل فيها 6 من عناصر الحزب وجنرال إيراني، أعلن الحزب في بيان حمل "الرقم واحد" أن مجموعة من عناصره قاموا ظهر امس الاربعاء باستهداف "موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة". وتصاعد التوتر منذ 18 يناير الماضي بعد الغارة الإسرائيلية على منطقة القنيطرةجنوبسوريا. وعزز الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وجوده على الحدود منذ هذه الغارة. ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الغارة ولم تنف، لكنها كانت تتوقع ردا من حزب الله الذي اكتفى بتشييع عناصره الذين قتلوا في الغارة من دون أن يعلن عن كيفية رده عليها وتوقيت ذلك. في غضون ذلك استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية أمس. ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام عن بيان للخارجية اللبنانية تأكيده تمسك لبنان بقرار الاممالمتحدة رقم/1701/ حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية. وتقدمت الخارجية اللبنانية في ختام بيانها بأحر التعازي من قيادة /اليونيفيل/ والكتيبة الإسبانية العاملة فيها ومن ذوي الجندي الإسباني التابع للقوات الدولية الذي قتل جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وأدت العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الوطنية اللبنانية إلى إصابة العدو الإسرائيلي بحالة ارتباك وهلع وذهول وأشارت وسائل إعلامه إلى احتمالات أسر جنود تابعين له وإلى أن قواته تدرس احتمالات تعرض جنوده للأسر فيما لازم المستوطنون في المستعمرات الشمالية الملاجئ. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت إثر العملية عن استدعاء كبير للقوات كما طلبت من مستوطني المستعمرات في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة مستعمرة المطلة ومحيطها البقاء في وحداتهم الاستيطانية. وذكرت القناة العاشرة الاسرائيلية إن حزب الله أوصل رسالة إلى إسرائيل عبر قوات الأممالمتحدة "يونيفيل"، مفادها أن حزب الله اكتفى بهذه العملية كرد. واضافت أن إسرائيل ردت برسالة أخرى أوضحت فيها أنها اكتفت أيضا بردها اليوم، وبناء عليه هنالك اتفاق على عودة الهدوء. كما دعا الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي المواطنين في شمال البلاد إلى العودة الى حياتهم الطبيعية، مشير إلى أن الجيش يتعامل مع عملية اليوم "بمسؤولية". وقررت السلطات الاسرائيلية السماح بإعادة فتح موقع التزلج على جبل الشيخ اليوم كما تنتظم الدراسة في جميع مدارس شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة . وقتل أيضا جندي إسباني في قوات الأممالمتحدة، بحسب ما أعلنت القوة الدولية العاملة في جنوبلبنان منذ 1978، ووزارة الدفاع الاسبانية، من دون تحديد ظروف مقتل هذا الجندي. وسارع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للرد "بقوة على أي جبهة"، بينما دعا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى الرد "بطريقة قاسية للغاية وغير متناسبة". وطالب سفير إسرائيل رون بروسور مجلس الأمن ب"إدانة حزب الله بشكل واضح وعلني"، مضيفا أن "اسرائيل ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبها". وفور وقوع الهجوم، بدأت اسرائيل قصف مناطق لبنانية حدودية، بينها قرى كفرشوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب حيث يوجد مواقع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، بحسب مصادر امنية لبنانية أشارت إلى سقوط نحو 50 قذيفة على هذه المناطق. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر "قمنا بالرد على تصعيد حزب الله. يواصل الجيش الرد لحماية اسرائيل"، في حين حلقت مقاتلات اسرائيلية فوق جنوبلبنان على علو منخفض. وفي السياق نفسه عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا الليلة الماضية لبحث التطورات على حدود جنوبلبنان مع الاراضي الفلسطينية واللبنانيةالمحتلة. وناقش الاجتماع تداعيات مقتل جنديين إسرائيليين وجرح آخرين بصواريخ "حزب الله" إلى جانب مقتل جندي إسباني تابع لقوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) نتيجة الرد المدفعي الإسرائيلي. وقبيل بدء الاجتماع أعلن سفير فرنسا (صاحبة المبادرة إلى عقد الجلسة) لدى الأممالمتحدة فرانسوا ديلاتر أن الهدف هو التوجه نحو تخفيف حدة التوتر في المنطقة ومنع أي تصعيد. ويتوقع أن تقدم فرنسا مشروع إعلان يدعو أطراف النزاع إلى ضبط النفس على أن تناقشه بقية الدول ال 14 الأعضاء في مجلس الأمن.