اثار شريط الفيديو الذي بث على الإنترنت الليلة الماضية ويظهر استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش موجة غضب في الشارع الأردني و ادانات عربية ودولية واسعة . حيث شهدت عدة مناطق أردنية، ولاسيما منطقة الكرك التي ينحدر منها الكساسبة،بعد انتشار الفيديو الذي تضمن مشاهدا وصفت ب"الوحشية"، مسيرات مناهضة لداعش ومتضامنة مع ذوي الطيار. ونقلت صحيفة الغد الأردنية عن رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية، خالد الضمور، مطالبته للشعب الأردني ب"الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي وعدم التهاون مع كل من يدعي الولاء له". أما في العاصمة عمان، فقد تجمع العشرات وسط المدينة، حيث أكدوا على تضامنهم مع ذوي الكساسبة، وطالبوا الحكومة بالرد على مقتل الطيار الذي كان محتجزا لدى داعش منذ 24 ديسمبر الماضي بالرقة بسوريا. وفي كلمة بثها التلفزيون الأردني وصف الملك عبد الله الثاني الكساسبة بأنه "شهيد".. قائلا إنه مات "دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته". وانتقد الملك الأردني تنظيم داعش واصفاً اياه بأنه "زمرة مجرمة ضالة" .. داعيا الأردنيين إلى "الوقوف صفا واحدا". وكان الملك الاردني في واشنطن حيث التقى بالرئيس الأمريكي باراك اوباما قبل أن يقطع زيارته إلى الولاياتالمتحدة للعودة إلى الأردن. من جانبه قال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الاردنية، محمد المومني إن رد الأردن على قتل الكساسبة سيكون "حازما ومزلزلا وقويا" . فيما، أصدرت وزارة الدفاع الأردنية بيانا قالت فيه إن دم الكساسبة "لن يذهب هدرا"، وأن قصاصها من قاتليه سيكون "بحجم مصيبة الأردنيين جميعا". و أشارت الوزارة إلى أن الكساسبة قُتل يوم 3 يناير ، أي قبل شهر من إعلان تنظيم داعش نبأ إعدامه. بدورها أعربت (جماعة الاخوان المسلمين) في الاردن عن ادانتها لاعدام الكساسبة وقالت في بيان انها تدين "هذا العمل الاجرامي الذي ينتهك حقوق الاسير في الاسلام" كما تدين هذا السلوك الشائن في الانتقام وتدين "جميع انواع الارهاب الذي يستحل الدماء ويعتدي على كرامة الانسان". وأثار فيديو حرق الطيار صدمة في مختلف الدول العربية والدولية حيث دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بأشد العبارات إعدام الكساسبة ووصف الحادث بأنه "جريمة شنعاء". وأعرب العربي في بيان عن أسفه لتخاذل مجلس الامن والمجتمع الدولي عن الاضطلاع بمسؤولياتهم في اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة هذا التنظيم الارهابي الذي يمعن في ارتكاب جرائم ضد الانسانية داعيا المجتمع الدولي الى الوقوف صفا واحدا من أجل القضاء على ظاهرة الارهاب الخطيرة التي أصبحت تهدد السلم والامن الدوليين. وقال "ان هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الاعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا الى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى" .. معربا عن خالص تعازيه للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وللحكومة الأردنية ولأسرة الطيار ورفاقه وللشعب الأردني. من جانبه دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني الجريمة الوحشية .. معتبرا أنها لا تمت بصلة للقيم الانسانية والدينية وبالأخلاق والشهامة العربية الأصيلة . وقال الزياني إن هذه الجريمة البشعة تعبر بوضوح عن استهتار هؤلاء القتلة الارهابيين بكل القيم الانسانية النبيلة ، مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون الى جانب المملكة الأردنية الهاشمية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها . فيما عبر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن صدمته إزار ما وصفه ب"العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني"، مؤكدا أن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة". وأعربت السعودية عن غضبها "للجريمة الوحشية البشعة التي اقترافها التنظيم الإرهابي داعش"، في وقت وصف وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، فقد قتل الكساسبة ب"الجريمة البربرية البشعة والمقززة"، بينما أشارت وزارة الخارجية المصرية إلى "بربرية" الجريمة وهمجيتها. ونعتت قطر، بدورها، تنظيم داعش"بالمجموعة الإجرامية"، في حين وصفت المغرب قتل الكساسبة ب"العمل الإجرامي الشنيع الذي اقترفته يد الإرهاب البغيض". على الصعيد الدولي شجب مجلس الأمن حرق الطيارالعسكري الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت على يد تنظيم داعش معتبرا انه جريمة شنيعة وجبانة. وقال المجلس في بيان صحفي هنا الليلة الماضية ان هذه الجريمة تظهر مجددا وحشية تنظيم داعش المسؤول عن ارتكاب آلاف الجرائم والانتهاكات ضد الأفراد من مختلف المعتقدات والعرقيات ودون ادنى مراعاة لقيمة الانسانية. وطالب المجلس باطلاق سراح جميع من تعتقلهم التنظيمات او الجماعات المسلحة على الفور ودون شروط. من جهته اعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما،أن من شأن الحادث دعم عزيمة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة على دحر التنظيم. وقال أن التسجيل بمثابة "مؤشر آخر إلى شراسة ووحشية" داعش ، الذي "لا يهمه سوى الموت والدمار". كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن قيام تنظيم الدولة بقتل الطيار الأردني عبر إحراقه حيا "عمل مروع"، وحض على "مضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب والتطرف". ووصف الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ما ارتكبه داعش بحق الكساسبة ب"الاغتيال الهمجي"، في حين تحدث رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن "جريمة مروعة تذكر مجددا بأن داعش يجسد الشر". من جانبه أعرب رئيس وزراء اليابان شينزو آبي عن انتقاده وغضبه العارم حيال عملية الإعدام غير الإنسانية للطيار الأردني،متعهدًا بتكثيف الجهود مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية عن آبي قوله في بيان " أشعر بالغضب الشديد من هذا العمل غير الإنساني, وأدين بحزم هذا العمل المحرم والخسيس"..مضيفًا أن اليابان تقف بجانب الأردن في الأوقات العصيبة الراهنة. وصفت وزارة الخارجية التركية في بيان عملية قتل الطيار الأردني "بالجريمة" التي تتعارض مع كل القيم الإنسانية. على صعيد متصل أعلنت وزارة الداخلية الاردنية، انه تم فجر اليوم، تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق" المجرمين" ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي، العراقيي الجنسية بناء على حكمين قضائيين صادرين بحقهما، من محكمة أمن الدولة في الاردن. وأشارت وكالة الانباء الاردنية (بترا) الى ان الريشاوي والكربولي ينتميان الى احد التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وكان الأردن أعلن أمس الثلاثاء أن تنظيم (داعش) قام بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم منذ ال24 من ديسمبر الماضي بعد سقوط الطائرة التي كان يقودها داخل الأراضي السورية. وأظهر مقطع فيديو نشره تنظيم داعش، الطيار الأردني المحتجز لديه وهو يقف في قفص أسود قبل إشعال النار فيه. وخلال الأسابيع الماضية، حاولت الحكومة الأردنية عبر مفاوضات حثيثة ، الإفراج عن الطيار الكساسبة، وطلبت التأكد من أنه حي للموافقة على إخلاء سبيل ساجدة الريشاوي، التي اشترط التنظيم خروجها من السجن لإطلاق الكساسبة، والرهينة الياباني كينجي جوتو الذي اعدمه تنظيم داعش السبت الماضي .
