انتقدت منظمة العفو الدولية اليوم سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي وذلك بعد ورود تقارير حول فقدان 300 مهاجر قبالة سواحل جزيرة (لامبيدوزا) الإيطالية واحتمال موتهم غرقا. وقال مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة المعنية بحقوق الانسان جون دالهاوزن في بيان إن المأساة الجديدة التي وقعت في البحر الأبيض المتوسط تجسد أسوأ المخاوف حول إنهاء عملية (ماري نوستروم) المعنية بالبحث والانقاذ وتكشف النتائج المتوقعة لفشل الاتحاد الأوروبي في توفير بديل مناسب. وأضاف أن عملية (تريتون) التابعة للاتحاد الأوروبي التي تعد بديلا لعملية (ماري نوستروم) لاتركز على أعمال البحث والإنقاذ كما لا تعمل في المياه الدولية بشكل روتيني فضلا عن تناقص حجم العاملين فيها. وذكر إن "المعادلة بسيطة جدا فمع ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يسلكون هذا الطريق المحفوف بالمخاطر بحرا وتراجع الموارد المخصصة للبحث والإنقاذ فلا بد من تزايد اعداد الموتى". وقال أن 29 مهاجرا لقوا حتفهم بسبب البرد في التاسع من فبراير الجاري بعد انتشال قارب مطاطي يقل 106 اشخاص بينهم أطفال مبينا أن عملية الانقاذ كانت في غاية الصعوبة نظرا لسوء الأحوال الجوية. وأوضح أن قوات خفر السواحل الإيطالية بذلت ما في وسعها حسب الموارد المتاحة والتي "من الواضح أنها لم تكن كافية". واكد انه في حال لم تلتزم الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بزيادة قدرات أعمال البحث والانقاذ في البحر الأبيض المتوسط فإن المآسي ستتضاعف. وأطلقت إيطاليا عملية (ماري نوستروم) في أكتوبر 2013 وأسهمت في إنقاذ أكثر من 150 ألف مهاجر في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط من بينهم 18 ألف طفل قبل أن تتوقف في أكتوبر 2014 بسبب ارتفاع تكاليف تلك المهمة التي تجاوزت نحو 114 مليون يورو ليحل محلها عملية (تريتون) برعاية الاتحاد الأوروبي ولكن بسفن اقل وعلى نطاق اصغر.