تواصلت اليوم الفعاليات الإحتفالية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، التي ينظمها مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة تحت إشراف وزارة الأوقاف والإرشاد. حيث أقيمت مساء اليوم بجامع الصالح بصنعاء ندوة احتفائية بالمناسبة تحدث فيها أصحاب الفضيلة العلماء عن ذكرى المولد النبوي وما تجسده من أهمية ودلالات في نفوس الأمة الإسلامية . وأشاروا إلى أن ميلاد سيد المرسلين، هو ميلاد أمة عظيمة أكرمها الله وأعزها بنبيها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ما يتطلب من المسلمين استلهام الدروس والعبر من هذه الذكرى في الإقتداء بسنته والسير على نهجه ودربه كما قال سبحانه وتعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ". ولفت العلماء إلى ما تواجهه الأمة اليوم من تحديات تجعلها أحوج ما يكون لتصحيح مسارها انطلاقا من الروح الخلاقة والقوة البناءة لرسالة الإسلام التي وحد بها الرسول صلى الله عليه وسلم الأمم والشعوب في صورة حضارية ونموذج فريد لم يتحقق مثله في التاريخ. وأوضحوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاهد وعمل طول حياته على تربية الأمة وأبنائها على التوحيد حتى زهدوا في الدنيا ونشروا الألفة والمحبة والتراحم والإخاء وبذلك أنتشر الدين بين الأمم وصارت الأمة جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . ودعا المتحدثون إلى ضرورة اقتفاء الأمة ومتابعتها لكل التعاليم السامية والآثار النيرة لرسالة الإسلام وما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم من هدي قويم لأمته وللبشرية جمعاء مجسدا في كتاب الله الكريم والسنة المطهرة والذي يحقق العصمة من الزلل والهلاك والضياع ويحفظ للأمة وحدتها بعيدا عن الصراع والتناحر والاختلاف ويوفر لها عوامل البناء والنهوض. وأكدوا حاجة الأمة الإسلامية اليوم للعودة الصادقة إلى عقيدتها النقية الصافية من كل الشوائب والبدع والثقافات المثبطة التي تبث روح الفرقة والكراهية وتفسد ذات البين وضرورة التزود بالتقوى وتجسيد الالتزام الصادق الذي يجعل الإنسان يقف عند حدود الله بعيدا عن المنكرات وكل مسببات الفتن والفساد
