أكد لقاء تشاوري عقد بصنعاء اليوم حول تفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص لتطوير إنتاج وتسويق العسل، أهمية إيجاد معالجات لكل المعوقات التي تواجه صادرات العسل اليمني، والتركيز على تنمية العسل كمحصول استراتيجي هام يمكن الاستفادة من صادراته في رفد الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة. وكرس اللقاء التشاوري الذي نظمته الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري بالتعاون مع المؤسسة اليمنية لتطوير قطاع النحل والإنتاج الزراعي بمشاركة 40 مهندساً وباحثاً ومتخصص في مجال العسل من الزراعة والصناعة والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجامعات والبحوث الزراعية وعدد من الجهات المعنية، كرس لمناقشة المشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع النحل والعسل في اليمن. وأوصى المشاركون بتكثيف أنشطة الرقابة على الصادرات والواردات لتشجيع المنتجين على الإلتزام بالمواصفات والمعايير المحلية والدولية والعمل على حماية منتج العسل المحلي من الغش بما يمكنه من المنافسة في السوق الخارجية .. مشددين على ضرورة دعم مهنة النحالة من الجهات ذات العلاقة والمساهمة الفاعلة في الاهتمام بهذه الثروة وتوفير مختلف التجهيزات والمعدات اللازمة لذلك، إلى جانب تشجيع الأبحاث والدراسات في هذا المجال . وفي اللقاء أكد وكيل وزارة الزراعة لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الحميري أهمية إيجاد آليات وبرامج لحماية منتجات العسل اليمني من الغش وضمان جودته .. مبينا أن توجه الوزارة في هذا المجال سيتضمن تنفيذ برامج إرشادية وتوعوية لحماية العسل وتطويره. وأشار الى أن هناك عدد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن العسل اليمني من أفضل المنتجات الغذائية والدوائية ولذا يجب الحفاظ على هذا المنتج والاستفادة منه في الإقتصاد. ولفت الحميري إلى أن العسل اليمني يتميز بجودة عالية بسبب السلالة المميزة للنحل الموجودة في بلادنا وتنوع المراعي من زهور ونباتات في المناطق الباردة والمناطق الحارة، وهذا يعطي للعسل نكهة وطعم مميزا .. موضحا أن بعض النحالين اليمنيين لا ينزعون غذاء ملكات النحل عن العسل مقارنة بالنحالين في بقية البلدان الأخرى الأمر الذي يضيف للعسل اليمني قيمة غذائية. من جانبه استعرض رئيس مركز نحل العسل بجامعة ذمار الدكتور محمد الشرعي بعض المعوقات التي تواجه إنتاجية وصادرات العسل اليمني منها عدم وجود آلية منظمة لتعليب العسل بالطرق السليمة ومعوقات أخرى تتعلق بالغش في العسل والذي يعتبر من الأساليب التي تهدد سمعة وقيمة العسل اليمن وتسيء إلى شهرته في الخارج، حيث يقوم بعض التجار باستيراد عسل نحل من الخارج وإعادة بيعه وتصديره على أنه عسل يمني أصيل. وقدم شرحا حول الطرق السليمة والأساليب الحديثة اللازم إتباعها في التعبئة والتغليف وإعداد المنتج للتصدير، إلى جانب التركيز على المعايير الدولية في نسبة ونوعية العسل واختيار العبوات الخاصة بالعسل المعد للتصدير وغيرها من المعاملات التي تسهم في رفع القدرة التنافسية للعسل اليمني في السوق المحلي والخارجي . فيما أشار المتخصص في مجال العسل الدكتور طه الأديمي والباحث في مجال العسل عبدالله العلفي إلى مزايا وفوائد العسل اليمني واستخداماته . وذكرا أن العسل اليمني الأصيل يتمتع بمواصفات نوعية تميزه عن العسل الخارجي نتيجة قيام النحل ببناء وصنع خلايا العسل بنفسها دون تدخل الإنسان كما هو الحال في بعض الدول . ونوه الأديمي والعلفي إلى أن جميع أنواع العسل اليمني ذات جودة وقيمة غذائية وعلاجية جيدة وفائدته أنه مقوي عام ويدخل ضمن تراكيب كثير من الأدوية والمستحضرات والوصفات الطبية والعلاجية . وحثا على ضرورة الاهتمام بالدراسات والأبحاث العلمية في مجال تطوير إنتاجية وصادرات العسل وحمايته من الغش . ويصنف العسل اليمني ضمن المحاصيل الإستراتيجية التي تم إقرارها عام 2003م، ويعتبر من أهم المحاصيل النقدية التي تشكل موردا اقتصاديا هاما يؤثر بشكل مباشر على الدخل القومي .
