نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الناشرين اليمنيين، اليوم في بيت الثقافة بصنعاء، ملتقى اشهار معرض الكتاب التخفيضي الثاني، الذي يقيمه الاتحاد والجيل الحديد ناشرون، خلال الفترة 19 – 30 نوفمبر الجاري. وفي الحفل، الذي حضره عدد من مسؤولي وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب وقيادات مؤسسات ثقافية؛ ألقى وكيل وزارة الثقافة لقطاع الملكية الفكرية والمصنفات هشام علي بن علي كلمة أشاد فيها باستمرار تنظيم هذا المعرض في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، منوهاً بأزمة الكتاب والقراءة في الوقت الراهن، محاولاً الإجابة على سؤال: لماذا انصرف الناس عن المكتبات وعن القراءة ؟ وأشار ابن علي في معرض اجابته إلى العديد من العوامل والأسباب منها تقنية الكتاب الرقمي التي اشعلت النار في أوراق الكتب وصرفت الناس عن ارتياد المكتبات وعن القراءة، مشيراً إلى المفارقة بين تزايد عدد رواد معارض الكتاب والتراجع الشديد في عدد القراء. واستطرد هشام بن علي: ولكي نجعل الكتب صالحة للمجتمع الذي نعيش فيه علينا أن نحاول منع ذلك المجتمع من أن يصير غير صالح للكتب. وأضاف: لا يمكن أن ننجح في مواجهة التحدي الذي يواجهه الكتاب في زمن العولمة والتنقية والاتصال إلا بمبادرات المكتبات التي تعتبر الكتاب حياتها ووجودها. وأشار إلى ما تحدث به نائب رئيس شركة مايكروسوفت عن وفاة الكتاب، حيث قدم جدولاً زمنياً لوفاته قائلاً إنه بحلول سنة 2015 سيتحول كل رصيد مكتبة الكونغرس إلى صيغة الكترونية، وفي سنة 2018م ستصدر آخر دورية مطبوعة، وفي بداية عام 2019م سنجد في المعاجم التعريف التالي للكتاب: مكتوب ذو حجم مهم يمكن الحصول عليه عبر الكمبيوتر او أي جهاز الكتروني شخصي". ولفت وكيل وزارة الثقافة إلى أننا اليوم في نهاية العام 2016م ولم نشهد شيئاً مما تحدث عنه نائب رئيس شركة مايكروسوفت ولم تُعلن شهادة وفاة الكتاب ، ولم يمش العالم في جنازته؛ مما يؤكد أن الكتاب مازال حاضراً وفاعلاً ومؤثراً. فيما أشاد رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الباري طاهر باستمرار الاتحاد في تنظيم معرض الكتاب التخفيضي للعام الثاني على التوالي، مشيراً إلى ما تعانيه الأمة العربية من أمية القراءة والكتابة والتي تغطي ما نسبته 60 بالمائة من السكان في مؤشر خطير يضاف إليها أمية معرفية وثقافية بالإضافة إلى ما نعيشه اليوم من دمار ينال من موروث الأمة الإنساني. من جانبه أوضح رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين المدير التنفيذي لمجموعة الجيل الجديد محمد عبد الله الانسي أن تنظيم المعرض يأتي اسهاماً في خدمة القراءة والمعرفة باعتبارها أساس أي نهضة وتطور وتقديراً لظروف الوطن، مشيراً إلى أن المجموعة أخضعت أكثر من مأتى ألف عنوان للعرض بتخفيضات كبيرة تشمل مجالات مختلفة، معتبراً اشهار المعرض يمثل تعبيراً عن العلاقة المثالية التي يجب أن تنتظم بين القطاع الخاص والدوائر الرسمية. وكان الملتقى قد شهد إلقاء كلمات لكل من: الدكتور عبد القوي الاحمدي عن شبكة يمن ابداع و عبد الرحمن مراد عن اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين والدكتورة منى المحاقري عن مؤسسة شهرزاد ومحمد القعود عن مؤسسة سبأ الثقافية وأحمد المنصوب عن منتدى أمة اقرأ... تطرقت في مجملها إلى أهمية القراءة باعتبار أن المجتمع الذي لا يقرأ لا يتطور و لا يكتشف ذاته. ونوهت الكلمات بأهمية عمليات طباعة ونشر وترجمة الكتاب باعتبارها مقياساً حضارياً لرقي المجتمع وتطوره، متطرقين إلى واقع القراءة في المجتمع العربي مقارنة بواقعها أوروبياً وامريكياً، مشيرين إلى الفجوة المعرفية القائمة، مستعرضين الأسباب التي تقف وراء هذه الفجوة عربياً. منوهين بعدد من المبادرات لتوطين الكتاب والمعرفة في البلدان العربية، معربين عن الشكر لوزارة الثقافة واتحاد الناشرين اليمنيين لإقامة هذا المعرض في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وهو مما يدلل على أن اليمن واليمنيين أقدر على التنمية والبناء وتحدي الصعاب والعدوان والحصار.