وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس كلمة أمام الأخوة رئيس وأعضاء مجلس الشورى معبراً عن سعادته باللقاء بهم قائلا: أنا سعيد أن التقي بكم في مقر المجلس وذلك لأهمية ما سوف تقدمه الجمهورية اليمنية إزاء تطوير العمل العربي المشترك فلابد من اخذ آراء الأخوة في مجلس الشورى وإثراء هذه الورقة بالأفكار الموضوعية وبالنقاش والآراء المفيدة.. وكوننا نرسي عملاً مؤسسياً لابد أن نأخذ رأي كل القوى السياسية وكل مؤسساتنا .. بحيث نرسخ تقليد المشاركة وعدم الانفراد بالآراء أو بأي مبادرة . وأضاف فخامته هناك أوراق عمل عربية مقدمة من عدد من الدول لتطوير العمل وتفعيله ليواكب المستجدات .. ويواكب المتغيرات و(يعالج )الوهن الذي يواجه الأمة العربية والذي يأتي من غياب التضامن العربي .. ومن غياب الجدية واللامبالاة ،( وهو ما أدى إلى أن ) تنفرد القوى الكبرى بالأقطار كل على حدة . وجدد فخامته التأكيد على غياب أي تفعيل للعمل العربي، ( ورأى أنه ) لو كان هناك عمل عربي مشترك جاد مخلص فسيقدر الآخرون للأمة مشاعرها وسيادتها وكرامتها وعقيدتها. وقال الأخ الرئيس: ما نشاهده على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية وما يجري في الأراضي المحتلة شيء مزعج ، فعلى الرغم من أن هناك مبادرة خارطة الطريق وافقت عليها السلطة الفلسطينية إلا أن الكيان الصهيوني أجهضها .. وهو الآن يقوم بهذه الحملات وبناء السور الفاصل.. واختراق ما تضمنته خارطة الطريق والهدنة التي أُعلنت من قبل القوى الفلسطينية . وأشار فخامته إلى الوضع السىء في الأراضي العربية المحتلة نتيجة هذه الممارسات ، وتطرق كذلك إلى ما نشاهده في العراق من عدم استقرار واصفاً إياه بالمزعج. وذكر فخامة الأخ رئيس الجمهورية بأحاديثه التي أدلى بها في فترة سابقة، قبل الحرب على العراق ، والتي قال فيها إنه لا ينبغي علينا أن نتجاهل كل ما سوف يجري ، وأن ما سيأتي سيكون مضراً بدول المنطقة ليس منطقتنا الجزيرة والخليج.. ولكن بالدول العربية بشكل عام من خليجها إلى أقصى المغرب العربي، لا أحد يفكر انه في مأمن، نحن نقول لا يوجد شيئ صعب ، صراحة ، الناس لا يحترمون إلا الأقوياء .. ويحترمون الصراحة والوضوح ويحترمون الإنسان الجاد، صحيح الجدية والوضوح يؤلمان في بعض الأوقات .. ويؤلمان أصحاب المصالح ويؤلم أصحاب النفوذ .. لكن في نهاية الأمر هو يحترمك لأنك واضح . وشدد فخامته في هذا السياق على أن توفر المصداقية لدينا كأمة عربية وإسلامية ، وبالتالي سيحترمنا الآخرون ويقدرونا ويحترموا سيادتنا وأجواءنا ومياهنا وعقيدتنا إذا احترمنا أنفسنا وإذا ترفعنا كأقطار عربية فوق الصغائر. وتطرق فخامته إلى الوضع الداخلي قائلا : عندنا هم وطني في اليمن .. همنا التنمية همنا وحدتنا .. همنا تثبيت الديمقراطية ، الحمد لله بتعاون كل القوى الخيرة والمخلصة والقيادات الفاعلة تحققت هذه الطموحات وأنجزناها والحمد لله ، أمنا ثورتنا .. وأمنا وحدتنا وقدنا سفينتنا إلى شاطىء الأمان . وعبر عن اعتقاده أن العمل العربي بحاجة إلى نفس الجرأة .. والى نفس الإقدام لأن نقود هذه السفينة إلى شاطىء الأمان لنؤمن أجيالنا وأبناءنا وبناتنا وإخوتنا في الوطن العربي ونزيل عنهم هذا الوهن وهذا الذل وهذا الخوف الذي دب على قلوب امتنا العربية ، ما كان ينبغي علينا أن نكون بهذا الشكل السىء. وقال فخامته : عندنا هذه الورقة أملي أن تُثرى بالآراء وسوف تعرض على مجلس الوزراء وتعرض على بقية المؤسسات الاستشارية والتخصصية والقانونية كورقة عمل . وأضاف طبعا، نحن درسنا كل الأوراق المقدمة من كل الأقطار الشقيقة واستخلصنا من هذه الأوراق ورقة يمنية لتطوير العمل العربي المشترك ، وأنا متفائل أن إخواننا في مجلس الشورى بما لديهم من الخبرات المتراكمة السياسية والاقتصادية والثقافية سوف يثرونها بالآراء وبشكل جيد لنستكمل هذه الورقة وتكون ورقة الجمهورية اليمنية المقدمة إلى الأقطار العربية والى الجامعة. هذا وكان الأخ / عبد العزيز عبد الغني/ رئيس مجلس الشورى قد رحب بفخامة الأخ الرئيس / على عبد الله صالح/ رئيس الجمهورية ،معبرا عن اعتزازه واعتزاز الأخوة أعضاء مجلس الشورى بحضور فخامته الاجتماع الاستثنائي للمجلس المكرس لمناقشة رؤية الجمهورية اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك ، والذي يعكس اهتمام فخامته بهذا المجلس وبما يقوم به من أنشطة وفعاليات شملت وتشمل مختلف القضايا الحيوية الهامة. وقال رئيس مجلس الشورى إن مبادرة اليمن الجديدة لتطوير العمل العربي المشترك تأتي تعزيزا لمبادراته وجهوده السابقة الهادفة إلى تحقيق المزيد من التضامن العربي ووحدة الصف وخاصة مبادرته بشأن انتظام انعقاد القمة العربية بصورة دورية والتي تم إقرارها والعمل بها . وأكد أن تلك المبادرات تأتي انعكاسا للهم الذي حمله الأخ الرئيس طوال حياته النضالية ، وخصوصا خلال الربع القرن الأخير سواءً على المستوى الوطني والمتمثلة في المنجزات العظيمة التي تحققت في المجالات السياسية والتنموية والتي توجت بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي اقترن قيامها بتأسيس النهج الديمقراطي القائم على التعددية السياسية والحزبية ، أو على المستوى القومي والذي يأتي على رأسها مواقفه المتميزة والشجاعة من قضية العرب المركزية القضية الفلسطينية إلى دعواته المتكررة لتعزيز وتطوير العمل العربي المشترك وإقامة الوحدة العربية. بعد ذلك تحدث عدد من الأخوة أعضاء مجلس الشورى الذين عبروا عن التقدير الكبير لفخامة الأخ الرئيس على تبنيه هذه المبادرة اليمنية في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها امتنا العربية وما تواجهه من تحديات وصعوبات تستهدف مقومات وجودها ومقدراتها ،وابدوا عددا من الآراء والملاحظات القيمة والهادفة التي من شأنها إثراء ورقة العمل اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك وصولا إلى تحقيق الوحدة العربية الشاملة. ومن أبرز النقاط التي من المقرر أن يتضمنها مشروع المبادرة اليمنية لتعزيز العربي المشترك : تطوير الجامعة العربية إلى اتحاد للدول العربية ، وفي إطاره ستكون هناك العديد من الهيئات منها مجلس الاتحاد ويتكون من الرؤساء والملوك والأمراء العرب ، ومجالس متعددة للأمن والدفاع والخارجية والاقتصاد والتجارة والتنمية والشئون الاجتماعية . وتتضمن مشروع المبادرة اليمنية أيضاً مقترحات تتعلق بتشكيل برلمان عربي ومجلس شورى وصندوق النقد العربي ، وكذا إنشاء محكمة العدل العربية ، بالإضافة إلى معايير لاختيار العناصر الكفؤة للعمل في الأمانة العامة للاتحاد العربي وقيادة هذا العمل العربي ، واختيارا لموظفين في إطار الأمانة العامة . وكالة الانباء اليمنية (سبأ)