استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا. جرى خلال اللقاء مناقشة علاقات التعاون بين اليمن والاتحاد الأوروبي في المجالات التنموية والإنسانية والجوانب المتصلة بسير المشاريع الممولة من الاتحاد الأوربي وخاصة في قطاع الصحة العامة وكذلك دعم جهود إغاثة النازحين . وتطرق اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور حسين مقبولي ووزيري الزراعة والري غازي علي محسن والاتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير ورئيس شركة تليمن الدكتور علي النصاري، إلى المواقف الايجابية للاتحاد تجاه المِحنة التي يمر بها الوطن وما تضمنه بيانه الأخير من نقاط مهمة وجيدة تجاه الشعب اليمني وموقفه تجاه تصعيد العدوان العسكري في الساحل الغربي وكذا موقفه الداعم للجهود التي تقودها الأممالمتحدة باتجاه السلام وإنهاء أسباب المأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها اليمن. وبحث اللقاء الآثار المأساوية التي خلفها توقف صرف مرتبات موظفي وحدات الجهاز الإداري للدولة بسبب قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى محافظة عدن والحالة المعيشية المزرية التي تعيشها مئات الآلاف من الأسر جراء ذلك بخلاف الانعكاسات السلبية التي طالت الخدمات الحكومية الأساسية بفعل ذلك. ودار الحديث عن الدور التخريبي للإمارات وانتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدولة اليمنية وصولا إلى حد إدارتها لمشروع الاتصالات الشطري المسمى" عدن نت" من داخل أراضيها في انتهاك صارخ للأمن القومي اليمني وأمن وسلامة المواطنين علاوة على هدفه التخريبي المخطط له سلفا لتدمير قطاع الاتصالات اليمنية والعاملين فيه فضلا عما شاب هذا المشروع من فساد كبير ومبالغة كبيرة في تكاليف إنشائه في نهب واضح لأموال الشعب اليمني . وأشاد رئيس الوزراء بالمواقف المتميزة للاتحاد الأوربي الرسمية والشعبية والبرلمانية تجاه الشعب اليمني في محنته الراهنة . وأعرب عن أسفه للسقوط الأخلاقي الذي وقعت به دول أوربية بتزويدها للنظامين السعودي والإماراتي بالسلاح الذي يقتلان به الشعب اليمني منذ أكثر من ثلاث سنوات .. مثمنا الدعم المقدم من قبل الاتحاد لليمن في محنته الحالية سواء للجوانب الإنسانية أو الإنمائية رغم ما تعرض له من ضغوطات لوقف نشاطه في اليمن من قبل الدول المعتدية وحلفائها. وأكد الدكتور بن حبتور على المسؤولية الأخلاقية الواقعة على العالم تجاه ما يعانيه الشعب اليمني بسبب العدوان والحصار المتواصلين منذ ثلاث سنوات ونيف . وأشار رئيس الوزراء إلى ممارسات المحتل الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان سواء عبر مرتزقته أو من خلال السجون والمعتقلات السرية التي يتعرض فيها المعتقلين للتنكيل والتعذيب في أبشع صوره . وأوضح أن المحتل الذي تسبب في نزوح أبناء الحديدة بسبب تصعيده في الساحل الغربي قام عبر مرتزقته بمنع دخول نازحين منها إلى مدينة عدن . وتساءل " إلى متى سيظل صمت الأصدقاء الأوربيين على جرائم المحتل وانتهاكاته لسيادة وأمن الجمهورية اليمني وسلامة أبنائها عبر مخططاته التمزيقية ومعتقلاته والمشروع الشطري التخريبي المسمى " عدن نت ". بدورها أكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي التزام الاتحاد بدعم ومساندة الشعب اليمني والمساهمة في التخفيف من معاناته الكبيرة التي يعيشها حاليا . واعتبرت موضوع توقف المرتبات أكبر مأساة تحدث في هذا البلد . وأشارت إلى موقف الإتحاد المؤكد على أن لا حل عسكري للأزمة اليمنية وأن الخيار السلمي يظل وحده المدخل السليم للخروج من الأوضاع الحالية ووقف المأساة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين . وقالت " نحن نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف ونسعى جاهدين للدفع بالجميع نحو السلام وندعم جهود الأممالمتحدة ومبعوثها مارتن جريفيت في اتجاه تحقيق هذه الغاية ". وأوضحت برتا أن الاتحاد عاود مؤخرا تعاونه الاقتصادي مع اليمن عبر دعمه للشركات الصغيرة باستخدام النظام البنكي ومساعدة الشباب للحصول على مشاريعهم الاقتصادية التي تدر الدخل وتوفر في الوقت نفسه فرص عمل للآخرين . وأكدت دعم الاتحاد للجانب التنموي التربوي والصحي عبر المساهمة في تقديم حوافز تعيين المعلمات والمعلمين على القيام بواجباتهم مع العمل في الوقت ذاته على تنفيذ مشروع تدريبي للقطاع الصحي في المناطق الريفية التي لا تتوفر فيها فرص عمل .. مبينة أن لا حل للعملية التربوية إلا بدفع المرتبات . ولفتت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في اليمن إلى أن المشروع الصحي التدريبي سيوفر فرص عمل لأكثر من ثلاثة آلاف شخص في الوقت الذي سيقدم الإتحاد مساعدات موجهه للنازحين والمناطق التي ينزحون إليها مع مواصلة نشاطه في مواجهة الأوبئة.